قال نائب عميد كلية الطب والعلوم الطبية وأستاذ طب العائلة المشارك في جامعة الخليج العربي فيصل عبداللطيف الناصر إن منظمة الصحة العالمية قررت تنظيم مؤتمر دولي عن مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي (سارس) على مدى يومين في شهر يونيو/حزيران المقبل في الوقت الذي يتوقع أن توجه الدعوة فيه إلى جميع الدول للمشاركة في المؤتمر، وفي هذا الصدد أوضح مصدر مسئول في وزارة الصحة أن من المتوقع أن تعد مملكة البحرين وفدا خاصا للمشاركة في هذا المؤتمر إلا أن أي حديث عن هذا الوفد سابق لأوانه.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر بسبب سرعة انتشار هذا المرض دوليا ومحليا في بعض الدول وبسبب الاهتمام البالغ من العاملين في الحقل الصحي بهذا المرض، إذ سيتم فيه تدارس انتشار المرض والرعاية الطبية والعلاج والتشخيص المخبري واستراتيجية التحكم العالمي على المرض ومنع انتشاره، فيما تم أخيرا التعاون بين 13 مختبرا عالميا في 10 دول لدراسة طبائع هذه الفيروسات ومعرفة المزيد عن خصائصها.
ومن جانب آخر تعد وزارة الصحة البحرينية حاليا لوفد خاص يحضر الاجتماع الذي تقيمه منظمة الصحة العالمية في مايو/أيار المقبل، والذي سيكون وزير الصحة خليل حسن على رأسه إذ من المتوقع أن يناقش هذا الاجتماع ضمن بنوده انتشار وأبعاد مرض السارس.
ومن جهة أخرى أشار الناصر إلى أن تعليمات منظمة الصحة العالمية لدول العالم استمرت في التحذير من انتشار هذا المرض وسبل الوقاية منه، إذ زادت في الآونة الأخيرة عدد الوفيات في بعض دول الشرق الأقصى من هذا المرض وأخذت الكثير من الاحتياطات اللازمة في منافذ تلك البلدان للوقاية من خروج المرض وانتشاره في كل العالم.
وأضاف: «ان حكومة الصين أصدرت تعليمات للطلبة بعدم السفر إلى الخارج حرصا منها على عدم الإصابة أو انتشار مرض السارس، كما قامت حكومة الصين بإقالة عمدة العاصمة (بكين) وعزل وزير الصحة بسبب عدم كشفهم لعدد الإصابات بمرض الالتهاب الرئوي اللانمطي في مدن الصين». وزادت الإصابات في الآونة الأخيرة في الصين إذ تم اكتشاف أكثر من 400 حالة خلال الأسبوع الماضي.
وشرح الناصر سبب المرض في فيروس يسمى بالفيروس التاجي Coronavirus وهو يختلف عن معظم الفيروسات من هذه الفصيلة التي تصيب الإنسان والحيوان إذ لم يتم عزل هذا الفيروس سابقا في الإنسان، كما أن الفيروس جديد من نوعه فهناك القليل من المعلومات عن طبيعته وعن طريقة عمله، مشيرا إلى أن العلماء يحاولون الآن معرفة خصائص هذا الفيروس ومن بينها مدة بقائه حيا في البيئة الناشفة أو الرطبة.
وذكر الناصر أن المرض ينتقل من الإنسان المريض إلى الإنسان السليم من خلال رذاذ الهواء الملوث بالفيروس وذلك عندما يقوم المريض بالسعال، إلا أنه مع اكتشاف حوالي 321 حالة من المرض في مجمع سكني واحد في هونج كونج يفتح المجال لاحتمالات أن يكون للبيئة دور مهم في العدوى والاعتقاد بأن البيئة الملوثة تكون مصدرا من مصادر هذا المرض، موضحا أن هذه الفيروسات تغير من طبيعتها بصورة سريعة.
وتزداد احتمالية الإصابة بالمرض حسبما يذكر الناصر عند السفر إلى الأماكن الموبوءة وعند الاختلاط بالمصابين، إذ أن المرض يصيب الجهاز التنفسي ولذلك فإن عملية انتقال الفيروس من الشخص المريض إلى الشخص السليم تكون عملية سهلة جدا وذلك من خلال عطس أو سعال المريض، وتزداد نسبة خطورة المرض عندما يكون المصاب أصلا لديه نقص في مناعة الجسم فعندئذ تشتد الخطورة متسببة في مضاعفات شديدة.
أما الأعراض التي يذكرها الناصر للمرض فهي الارتفاع في درجة حرارة الجسم مع الكحة الناشفة المستمرة والإنهاك العام وصعوبة التنفس، وتستمر فترة حضانة المرض (وهي الفترة ما بين الإصابة بالفيروس وظهور أعراض المرض) بين يومين إلى سبعة أيام وقد تطول إلى عشرة أيام. وشرح الناصر طرق تشخيص المرض بأسلوبين، أولهما الاشتباه بالإصابة بالمرض عندما يشتكي المريض من عوارض المرض أو يأتي من مناطق ينتشر فيها المرض، وثانيها عن طريق التشخيص المخبري إذ تؤخذ عينة دم لعمل فحص ELISA للبحث عن المضادات الحيوية في دم الإنسان ضد فيروس مرض سارس.
وأكد الناصر أن دور المضادات الحيوية غير معروف بدقة في علاج السارس، إذ أنها غير فعالة لأن الفيروسات لا تعالج بالمضادات الحيوية، إلا أنه ذكر مجموعة من الطرق لعلاج المشتبه بهم وهي عزل المريض وأخذ عينات من البلغم والدم والبول للفحص المخبري وعمل الأشعات على الجهاز التنفسي مثلما تعمل فحوصات الدم الأخرى المختلفة، واستخدام مساعدات التنفس من أجهزة الأكسجين وغيرها، وإعطاء الأدوية اللازمة لتخفيض درجات الحرارة والرقابة المستمرة على المريض. أما طرق الوقاية من المرض التي تطرق إليها الناصر فهي عدم السفر إلى الأماكن الموبوءة إلا في حالات الضرورة مع أخذ الاحتياطات اللازمة، والتوعية العامة بعوارض المرض وطرق الإصابة به، وأخذ الاحتياطات العامة ومن بينها تغطية الفم والأنف بالكمامة عند التعرض للحالات المشتبه بها والمرضى وتكرار غسل اليدين بالماء والصابون والاستنشاق وغسل الفم (الغرغرة). وعند الاشتباه في شخص خالط مريضا فينصح الناصر بأن يوضع هذا الشخص تحت الرقابة الطبية لمدة 10 أيام وإذا لم يشكو بعدها من الأعراض فتزال عنه الرقابة، لكن إذا بدأت الأعراض بالظهور فيجب تحويل المصاب إلى المستشفى لعمل الفحوصات وإعطاء العلاج، وهنا يؤكد الناصر أن النظافة العامة والشخصية مهمة جدا للحد من الإصابة وانتشار المرض. وفي الوقت نفسه، أكد الناصر أن معظم الدول قامت بعمل احتياطات عامة في منافذ الخروج والدخول إلى البلاد، إذ أن معظم دول الشرق الأقصى وضعت فرقا طبية في مطاراتها لكشف الحالات المصابة أو المشتبه بها ومنعها من السفر، كما أن بعض شركات الطيران قد تمنع المصابين بالانفلونزا من السفر على طائراتها، وقامت بعض شركات الطيران الخليجية بإلغاء رحلاتها إلى بعض الدول الموبوءة
العدد 242 - الإثنين 05 مايو 2003م الموافق 03 ربيع الاول 1424هـ