العدد 242 - الإثنين 05 مايو 2003م الموافق 03 ربيع الاول 1424هـ

القوات الأميركية تعتقل العالمة هدى عماش في بغداد

بغداد - (خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»)، وكالات,لندن - الوسط 

05 مايو 2003

اعتقلت القوات الأميركية العالمة العراقية في مجال ألاسلحة البيولوجية والعضو في حزب البعث العراقي بقيادة صدام حسين، هدى صالح مهدي عماش. وقال مسئول عسكري الذي طلب عدم نشر اسمه ان عماش التي تحمل رقم 53 على قائمة من 55 عراقيا مطلوبين من قبل الولايات المتحدة احتجزت في بغداد.

وقد رحبت بحذر هيئة التفتيش التابعة للامم المتحدة بنبأ اعتقال العالمة البالغة 49 عاما والتي ظهرت على شاشة التلفزيون العراقي في 27 مارس / آذار وهي جالسة على طاولة جمعت صدام حسين بعدد من القياديين العراقيين السابقين. وكانت عماش قد تدربت على يد ناصر الهنداوي الذي يصفه المفتشون بالاب الروحي لبرنامج الاسلحة البيولوجية العراقية. وتتضمن القاذمة ايضا العالمة رحاب طه وعامر السعدي الذي سلم نفسه قبل فترة. وكان هنداوي دعم وجود اسلحة دمار شامل منذ منتصف التسعينات وان رحاب طه التي تسلّمت منصبه لم تستطع تحويل الجمرة الخبيثة «الانثراكس» من حالته السائلة الى مسحوق.

من جانب اخر يتوقع قيام عدد من قادة المعارضة السابقين بحضور مؤتمر خلال شهر للاتفاق على شكل الحكومة المؤقتة. ويتوقع ان يستلم رئيس وزراء مؤقت حكومة مؤلفة من 25 وزيرا بالاضافة إلى مجلس تمثيلي.

على صعيد آخر شهدت مدينة الموصل حركة ديمقراطية شارك فيها جميع الأهالي لتشكيل إدارة قومية مؤقتة تدير شئون مدينتهم وتعيد حال النظام والاستقرار في المدينة وانتخاب غانم البصو رئيسا لبلدية المدينة.

ومن جانبه تحدث رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر (الذي يتوقع استبداله بشخص آخر يدعى بول بريمر) عن تشكيل نواة ادارية تتشكل من مسعود البارزاني واحمد الجلبي وجلال الطالباني واياد علاوي وعبد العزيز الحكيم.

ذكرت صحيفة «الدعوة للجماهير» التي وزعت يوم امس في بغداد ان السيد كاظم الحائري (احد العلماء العراقيين البارزين) قد اكد رفضه تشكيل حكومة عراقية «تحت سلطة الاجنبي». ومن جانبه اكد عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية حيدر العبادي لـ «الوسط»: «ان حزبنا يفاوض مع الاطراف السياسية الاخرى للوصول الى اتفاق سياسي حول المؤتمر لاختيار حكومة انتقالية بإرادة عراقية ليست خاضعة للاحتلال».


اعتقال العالمة هدى عماش

غارنر يعلن تشكيل الحكومة الانتقالية في منتصف مايو

عواصم - وكالات

بعد سقوط النظام العراقي أخذ الوضع يتدهور تدريجيا في جميع مؤسسات المجتمع المدني في العراق وشاعت حالات النهب والسلب الأمر الذي جعل أنظار المراقبين تطلق أعيرة اللوم على قوات التحالف بتجاهل إشاعة النظام وتفشي الفوضى في العراق ولأجل ذلك قامت مدينة الموصل بممارسة الحياة الديمقراطية باختيار مرشحيها من مختلف الأحزاب والقوميات لتشكيل هيئة محلية تدير شئون مدينتهم، أما القوات الأميركية فأعلنت على لسان رئيس الإدارة المدنية الأميركية في العراق الجنرال الأميركي جاي غارنر أن موعد تشكيل الحكومة الانتقالية سيتم في منتصف الشهر الجاري مايو/أيار على أن تضم تسعة من مجموع فصائل المعارضة العراقية.

انتخب في الموصل «غانم البصو» رئيسا لبلدية المدينة، وهو لواء سابق في الجيش العراقي كان النظام العراقي قتل شقيقه.

وذكرت تقارير أن الانتخابات جرت وسط إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش الأميركي الذي أشرف على تنظيم هذه الانتخابات، وهى الأولى منذ بداية الاحتلال الأميركي للعراق.

ويضم المجلس 24 عضوا بينهم 7 عرب و3 أكراد واثنان من الآشوريين وتركماني واحد وعضو من الشوبك داخل المدينة، إضافة إلى 6 عرب وآشوري ويزيدي من خارج المدينة، كما يضم المجلس لوائين سابقين في الجيش والشرطة.

وقد أدى هؤلاء الأعضاء قسم اليمين الذي التزموا فيه بالمحافظة على وحدة العراق وسلامته وأداء واجباتهم بشفافية ونزاهة وعدالة.

واجتمع ما يقرب من 200 شخص في الموصل تحت إشراف القوات الأميركية.

وأوضح رئيس «حزب الوطن» العراقي والمدعوم من قبل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لإدارة الموصل مشعان الجبوري ان 221 شخصا يمثلون سكان محافظة لاختيار 24 عضوا لإدارة المدينة التي ستتولى مهمة دفع رواتب جميع موظفي الدولة بالإضافة إلى المتقاعدين والمشمولين بالرعاية الاجتماعية بالتعاون مع القوات الأميركية التي انتشرت في جميع أحياء المدينة.

من جهته أعلن مدير الإدارة المدنية الأميركية جاي غارنر قرب تشكيل حكومة انتقالية في بغداد تضم معارضين عراقيين سابقين في الوقت الذي أعادت السفارة البريطانية فتح أبوابها بعد 12 سنة على إغلاقها.

ومن المتوقع ان تتشكل هذه الحكومة من تسعة أشخاص على الأقل على ان تكون مهمتها الأساسية البدء بإعادة الإعمار والعمل على الإعداد لانتخابات ديمقراطية.

في الوقت نفسه أعادت بريطانيا فتح سفارتها في بغداد بعد إقفال دام 12 سنة وجاء قبيل اندلاع حرب الخليج في العام 1991. وقالت الممثلية البريطانية في بيان ان كريستوفر سيغار سيكون مسئولا عنها.

وكان غارنر يشير في كلامه إلى الزعيمين الكرديين، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، وزعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي وإياد علاوي الذي يقود حركة الوفاق الوطني وعبد العزيز الحكيم المسئول الثاني في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وأضاف غارنر ان المجموعة قد توسع لتضم شخصية مسيحية وربما شخصية سنية أخرى وشدد على ضرورة إطلاق العملية السياسية في البلاد. وللتشديد على الأهمية التي تعطيها الولايات المتحدة للجانب السياسي أعلن غارنر انه يتوقع وصول الدبلوماسي الأميركي بول بريمر بحلول الأسبوع المقبل لتولي مهمات العملية السياسية لعراق ما بعد الحرب.

وقال غارنر: انه تم الإفراج عن محمد محسن الزبيدي الذي عين نفسه رئيسا للمجلس التنفيذي في بغداد بعد يومين من اعتقاله وبعد ان تعهد بعدم استئناف النشاطات التي كان يقوم بها. وأعلن انه «بحلول منتصف الشهر ستشهدون بداية نواة لحكومة عراقية بوجه عراقي تتعامل مع التحالف».

على صعيد آخر أفاد مراسل قناة «الجزيرة» الفضائية في البصرة ان تبادلا لإطلاق النار حصل ليلة أمس الأول قرب مكتب هذه القناة ما أدى إلى مقتل امرأة شابة في الخامسة والعشرين من العمر.

من جانبه قال مسئول عسكري ان القوات الاميركية احتجزت واحدة من أهم المطلوبين العراقيين وهي امرأة على علم ببرامج الأسلحة في عهد حكومة الرئيس صدام حسين. وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه ان هدى صالح مهدي عماش التي تحمل رقم 53 على قائمة من 55 عراقيا مطلوبين من قبل الولايات المتحدة احتجزت في بغداد.

كما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أن رئيسها جاكوب كلينبرغر توجه إلى بغداد ليتفقد على الطبيعة الأعمال التي تضطلع بها اللجنة هناك.


الصالحي يحذر من تدهور الأمن في العراق

أبوظبي - قنا

حذر الأمين العام لحركة الضباط الأحرار نجيب الصالحي العراقيين من وقوع اضطرابات إذا استمر غياب الأمن في العراق. وصرح الصالحي لقناة «أبوظبي» الفضائية بشأن علاقاته بالأميركيين وإمكان مشاركته في دور سياسي في عراق ما بعد صدام وقال إن كل العراقيين مطلوب منهم ان يعدوا أنفسهم للقيام بدور مستقبلي في العراق وأما القائد السياسي الحقيقي فعليه ان يعد نفسه بالاعتماد على شعبه وليس اعتماده على أميركا أو على أي من الدول على رغم أهمية الموقف الدولي لأي قائد مستقبلي. وأضاف ان عمليات تحرير العراق يفترض ان تتضمن بالإضافة إلى العمليات العسكرية عمليات اقتصادية وإنسانية وإعادة الإدارة والأمن فور الخلاص من النظام، ولكن مع الأسف لم يتحقق هذا وأصابه بعض التأخير ونأمل ان يبدأ العمل في الأيام المقبلة. ومن المعروف ان حركة الضباط الأحرار حركة قديمة مناضلة ساهمت في كثير من النشاطات للإطاحة بنظام صدام حسين وبالتالي فهي حركة سياسية عريقة وتدرس جديا مسألة تحولها من حركة لتغيير نظام إلى حزب سياسي وطني ديمقراطي.


عالم عراقي يؤكد خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل

لندن - مهدي السعيد

أكد العالم العراقي ناصر هنداوي عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق منذ منتصف التسعينات، حينما توقف البرنامج البيولوجي بسبب الحصار الاقتصادي وقلة المستلزمات العلمية والتقنية.

والهنداوي واحد من أبرز العلماء البيولوجيين في العراق، وقد تابع عمليات البحث البيولوجي في القطاع العسكري حتى العام 1989، بعد ذلك نقل إلى الخدمة المدنية وعين بدله في رئاسة المختبرات البيولوجية العسكرية تلميذته رحاب طه المعروفة في وسائل الإعلام الغربية بـ «الدكتورة جراثيم».

وطبقا لرأي هنداوي، فإن رحاب لم تستطع تحقيق الهدف المطلوب من بحوثها العلمية، وهو الوصول إلى مرحلة تحويل «الانتراكس» من حالته السائلة إلى مسحوق يمكن أن يعبأ في قنابل أو صواريخ معينة، بسبب قلة خبرتها العلمية من جهة ولتأثير الحصار الاقتصادي على عموم البرنامج من جهة أخرى.

وكان العراق في زمن هنداوي قد أنتج مواد سمية مثل «بوتولوتوكسين» و«انتراكس» و«غاز الأعصاب» الكنكريني وجربها جميعا على الحيوانات، وعلى أمل أن يتم تعبئتها في الأسلحة المطلوبة، ولكن الثقة بإمكان ذلك قد ضعفت بعد أن عجز طاقم العلماء عن تحويل الانتراكس إلى مسحوق بدل حالة السيولة.

وكان الهنداوي قد عمل بعد العام 1991 في معمل الحكم لإنتاج بروتين الخلية الواحدة، وقد وجهت إليه أوامر شديدة بالحفاظ على سرية العمل وخصوصا أمام مفتشي الأمم المتحدة، بيد أن المفتشين قاموا لاحقا في العام 1995 بتدمير المعمل، وكانت هذه هي الضربة الأولى التي وجهت إلى برنامج تطوير أسلحة الدمار الشامل، أما الضربة الثانية فقد تمت في العام نفسه حينما كشف حسين كامل زوج إحدى بنات صدام النقاب عن البرنامج ومواقع البحث بعد هروبه إلى الأردن، ما سهل على المفتشين تدمير ما تبقى منه.

هنداوي كان في العام 1997 ـ 1998 قد وضع في السجن لاتهامه بمحاولة الهرب إلى الولايات المتحدة، ولكن صدام حسين عفى عنه وكرمه ودعاه إلى العودة للعمل في المعمل نفسه، وقد وافق على ذلك، لكنه يصر على عدم وجود أية أسلحة للدمار الشامل في العراق

العدد 242 - الإثنين 05 مايو 2003م الموافق 03 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً