الوسط - حظك يا مرزوق مطالبة بعض النواب اطلاق مسمى «صاحب السعادة» عليهم مازال محيرا لعقول عدد من المهتمين بالشأن السياسي... وكان لمرزوق حوار مع أحدهم...
مرزوق: هل تعتقد أننا إذا أطلقنا مسمى «صاحب السعادة» على نوابنا الكرام فإن عملهم سيزداد لأنهم سيخدمون الشعب أكثر لكي يحصلوا على ألقاب أخرى؟
الطبيب النفساني: ان معالجة نفسية النائب من خلال اطلاق مسمى «صاحب السعادة» ستؤدي إلى نتيجة عكسية.
مرزوق: لماذا؟
الطبيب: كثير من الناس يصلون إلى مستوى معين في حياتهم فيكتشفون عجزهم عن القيام بأي شيء له فائدة... وبالتالي يبحثون عن ألقاب وكراسي ومراكز لحماية عجزهم...
مرزوق: ماذا تقصد؟
الطبيب: يعني أينشتاين ليس بحاجة إلى أي شخص أن يسميه صاحب السعادة البروفيسور أينشتاين، وأديسون وغيرهما من المخترعين الذين بسببهم ننعم بحياة حضارية متطورة لا نطلق عليهم ألقابا، فأسماؤهم تكفي وهم أقوياء من دون ألقاب.
مرزوق: تقصد أن الألقاب قد تكون وسيلة لحماية العجز البشري...
الطبيب: شوف احنا الأطباء عندنا الواحد لما يتخرج من الشهادة الأولى يسمونه دكتورا، والجميع اسمهم دكتور...
مرزوق: وما هي المشكلة؟
الطبيب: في بلدان أخرى، الطبيب الذي يصعد في درجته ويصبح استشاريا مثلا يزيل عنه لقب الدكتور، ويصبح اسمه «مستر» يعني السيد. وإذا ناديت أحد الأطباء الاستشاريين في تلك البلدان بالدكتور فإنك تهينه، ولازم تقول له «مستر»...
مرزوق: هذا يعني أن الطبيب يبدأ دكتورا، ويتحول إلى لقب عادي عندما يتطور... بس ليش؟
الطبيب: الألقاب والمسميات يحتاجها البعض إلى التدليل على أهميته؛ لأنه هذا البعض يشعر بعض الأحيان بمشكلة... ولذلك فإن الطبيب في بعض البلدان يتفلسف ويقول لك إنه طبيب ولكنه ليس دكتورا، يعني انه أحسن من دكتور...
مرزوق: وكيف نطبق هذا الأمر على بعض النواب الذين يطالبون بإضافة لقب «صاحب السعادة» على أسمائهم؟
الطبيب: اعتقد أن الحل اننا نعطيهم الألقاب، ونزيد عليها شوي... يعني نغرقهم بالألقاب، فيمكن نسميهم «صاحب السعادة الشهم الحارس الأمين للشعب المدافع عن مصلحة الشعب الأجل الأكرم المحترم ابن المحترم» ثم نقول اسمه...
مرزوق: وكيف سينفع هذا؟
الطبيب: الشيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، فهؤلاء النواب سيكتشفون أن هذه الألقاب أخفت أسماءهم لأن المواطن لا يصل إلى قراءة الإسم إلا وقد تعب من قراءة الألقاب، فسيغارون من تجاهل أسمائهم، وبالتالي سيطالبون باسقاط كل الألقاب وتسميتهم بصورة عادية كما خلقهم ربهم وكما يموتون ويحاسبون يوم القيامة..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ