العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ

مواطنة تتخوف من إصابة خادمتها الفلبينية به

أثار مرض الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس) الخوف لدى بعض أهالي البحرين من احتمال وصول هذا المرض إلى حدود المملكة خصوصا بعد أن بدأ ينتشر حول العالم بشكل سريع، الأمر الذي جعل الكثير منهم يتخوف من أي مسافر مقبل من أية دولة من شرق آسيا، أو ظهور أية أعراض قريبة من الانفلونزا سواء كانت سعالا أو ارتفاعا في درجة الحرارة، هذا الأمر فتح الباب واسعا للنقاش بشأن مدى قصور حملات التوعية والتثقيف التي تقوم بها وزارة الصحة عن هذا المرض وكيفية التعامل معه وإجراءات الوقاية منه.

وفي رده على سؤال «الوسط» قال وزير الصحة خليل حسن إن الوعي جيد نوعا ما بين أهالي البحرين بهذا المرض، وخصوصا إن وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومكتوبة تتحدث عنه باستمرار في هذه الفترة، ونوه إلى أن إقبال الناس على اتخاذ الحيطة والحذر من هذا المرض أكثر من اللازم هو أمر صحي وجيد لحمايتهم من مخاطره فيما بعد.

وفي مقابل ذلك اتصلت إحدى المواطنات أمس بـ «الوسط» للتعبير عن مخاوفها من إصابة خادمتها الجديدة التي قدمت أخيرا من الفلبين بالمرض، وخصوصا بعد أن علمت منها أنها لم تتعرض لأي من الفحوصات في مطار البحرين الدولي على «على رغم أنها ليست مصابة بأي من أعراض المرض».

وقعت المواطنة بين مطرقة الخوف من «المرض القاتل» وسندان «الاستغناء عن الخادمة وإعادتها إلى الشركة»، وكان التصرف الذي نصحها به كل من قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي والمكتب الصحي في المطار هو أن «تعزل خادمتها لمدة عشرة أيام في إحدى الغرف حتى تتأكد من عدم ظهور الأعراض عليها خلال هذه الفترة».

وكانت الحقائق التي استندت عليها الجهتان أن أعراض المرض لا تظهر إلا بعد عشرة أيام، وأن الفلبين ليست من المناطق الموبوءة بالمرض، وأن أي فحص للخادمة قبل مرور الأيام العشرة وقبل ظهور أية أعراض لا جدوى منه إذ انه لا يثبت بالفعل أية إصابة بالمرض.

وفي هذا الصدد أشار الطبيب المناوب في عيادة المطار أحمد حاتم إلى أن العيادة تقوم بفحص المواطنين البحرينيين القادمين من المناطق الموبوءة التي حددتها منظمة الصحة العالمية وهي (الصين وهونج كونج وسنغافورة وكندا)، قبل دخولهم إلى أرض المملكة، أما غير البحرينيين فلا يسمح لهم بدخول المطار إذا كانوا قادمين من إحدى هذه الدول الموبوءة، مؤكدا أن الفلبين ليست من هذه الدول. وأضاف حاتم أن المواطنين البحرينيين الذين يأتون من إحدى هذه الدول الموبوءة يتم التأكد من عدم ظهور أية أعراض عليهم، ثم يعطون إجازة مرضية من العمل لمدة 10 أيام للتأكد من عدم اختلاطهم ببيئة العمل إذا أصابتهم الأعراض، إضافة إلى إعطائهم جميع التعليمات الوقائية التي تكفل ألا يشكل المريض أي مصدر عدوى لأهله أو زملائه في العمل. وأضاف حاتم أن «النصيحة الذهبية» التي تعطى للمسافرين هي أنه إذا ظهرت عليهم أية أعرا ض مقلقة مثل ( ارتفاع درجة الحرارة والسعال الشديد وضيق وصعوبة التنفس) أن يتوجهوا مباشرة إلى جناح 12 في قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي لعمل الفحوصات والعزل الصحي حتى يتم التأكد من عدم حدوث الإصابة.

وفي هذا السياق أكد حاتم أنه «لا يوجد خوف» من دخول أحد المصابين بالمرض إلى البحرين وخصوصا أن عيادة المطار تعمل على مدار الساعة وأنها تتابع أي تطور في الحالات على مستوى العالم من خلال منظمة الصحة العالمية مشيرا الى أن أي دولة تضيفها منظمة الصحة إلى قائمة الدول الموبوءة في العالم ستتخذ مع القادمين منها الإجراءات الاحترازية نفسها في مطار البحرين الدولي. وتبقى المشكلة الحقيقية في أن مواصفات مرض (سارس) لم يتم التحقق منها بشكل نهائي حتى الآن على مستوى العالم، فلم يتم التأكد مثلا من أن فيروس السارس يكون معديا في فترة الحضانة - وهي الفترة التي تمتد عشرة أيام من الإصابة بالفيروس- على رغم أهمية هذه المعلومة لأنها تحدد إمكان الإصابة بالعدوى في الفترة التي يقل فيها الشك والتي لا تظهر فيها أية أعراض. ويبقى سؤال آخر عن تحديد البلدان الموبوءة التي يمكن اعتبارها ناقلا للعدوى، فقد اكتفت منظمة الصحة العالمية بعدد من الدول التي حظرت السفر إليها أو استقبال المسافرين منها إلا بإجراءات احترازية صارمة، إلا أن المرض بدأ يخرج من نطاق هذه الدول وينتشر إلى دول أخرى ربما تصدر المرض إلا أنها لا تعتبر دولا موبوءة بمقاييس منظمة الصحة العالمية

العدد 239 - الجمعة 02 مايو 2003م الموافق 29 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً