لابد أن رشيد المعراج وأعضاء إدارته في جمعية المنتدى قد خرجوا راضين من الاجتماع الذي شهدته قاعة المؤتمرات في فندق الخليج مساء الثلثاء 29 من أبريل/نيسان والذي اتفقت فيه الإدارة والأعضاء على أن ما قدموه في فترة عملهم منذ التأسيس وحتى الآن لايزال يقل عن طموحاتهم، إلا أن الجميع أبدوا التفافا واسعا بشأن فكرة تأسيس جمعيتهم وتمسكهم بتوجهاتها الليبرالية.
وكانت الإدارة قد دعت إلى الاجتماع لمناقشة تقريرين عن عمل الجمعية في الفترة الماضية وأدائها المالي. ولم يخصص الحاضرون نظرات متفحصة حقيقية لكلا التقريرين، فقد استغرقتهم فكرة البحث عن هويتهم لما يزيد عن الساعة.
وعكس التقرير الأول شيئا من هذا القلق إذ جعل من تحديد علمي وصحيح لهوية جمعية المنتدى والدور الذي ينبغي لها أن تمارسه أولى النقاط التي يتوجب بحثها في المستقبل. وتوالت الأفكار: رشيد المعراج يشير إلى أهمية الدور الإعلامي، عبد الواحد أحمد يدعو إلى تشكيل لجنة لتوضيح الأمر، جمال فخرو يقول ان تقوم الإدارة بذلك ويشاركه عادل فخرو في إعادة الأمر إلى الإدارة حتى لا يلمح في تشكيل تلك اللجنة شيئا قد ينال من أداء الأخيرة نفسها. في ذلك يبين رئيس الجمعية أمرا كون سائر الأعضاء منهمكين في أعمالهم وارتباطاتهم الخاصة الكثيرة. ووسط ذلك بينت فائقة الحسن أسباب انضمامها للجمعية كونها تشير إلى وجود هوية ما شدتها، وهو تميز المؤسسة واعتدال طرحها وأن ذلك كان كافيا لتحديد طبيعتها.
أنقذ الموقف محمود الديلمي الذي طلب من الأعضاء أن يعودوا لقراءة أهداف تأسيس الجمعية وأن في ذلك قدرا كبيرا من الوضوح الذي يكفي للتقدم في العمل. بعد قراءة الديلمي لذلك ركن الحضور إلى شيء من الهدوء وقبلوا بأن تكون هذه الأهداف كافية للانتقال لمناقشة قضايا عملية تبلور الأهداف نحو الواقع. وطلب الحضور من الإدارة أن تضع برنامجا للعام المقبل وتحديد وقت لإنجاز ذلك.
وسط هذا البحث عن الهوية أشير إلى ما يرد أحيانا في بعض الصحف مصنفا الجمعية كحزبي سياسيي. وكان هناك نَفَس عام بأن الجمعية ليست بجمعية سياسية بالمعنى الحزبي للكلمة. فهي لن تجعل من همها العمل والإعداد ضمن قانون البلد للوصول إلى موقع القرار السياسي لما يتطلب ذلك من إعداد خطط ومرشحين للبرلمان. وجرت الإشارة إلى أنه وإذ تضج أميركا بمراكز الأبحاث ومؤسسات الفكر، تكاد أن تقتصر على حزبين سياسيين فقط لربما أضيف إليهما بن الحين والآخر حزب هنا أوهناك، ولا يختلف الحال كثيرا عن ذلك في بريطانيا. ولذلك فالمنتدون قانعون راضون بأن يشكلوا جهة تحرث الأرض للفكر الليبرالي، وتعد التربة لبروز ثقافة ديمقراطية.
استغرق هذا الجدل وقتا طويلا اتفق على أساسه أن تعد الإدارة برنامجا ليطرح للنقاش، وطلب أن يكون ذلك مربوطا بوقت محدد، فقبلت الإدارة ذلك (لم تحدد وقتا!).
وإذ اقترب موعد الذهاب إلى المطعم التايلندي الذي كان سيتناول الأعضاء فيه طعام عشائهم انتبهوا على نداء صالح حسين بضرورة الاهتمام بالموازنة المقدمة والتي تشير إلى أن هناك وفرا محدودا في الموازنة وإن لم ينتبه لذلك فستكون موازنة الجمعية في المنطقة الحمراء. أظهرت الموازنة بعض الجوانب الإيجابية. فقدر كبير منها قد ذهب للصرف على عناصر لن تتكرر وتشكل استثمارا للجمعية مثل تأثيث مقرها والذي التهم ما يقارب نصف مصاريف العام الماضي. على أن التنبيه لضرورة توفير المال اللازم قائم إزاء عدة أمور تشغل بال الأعضاء: الطموح في القيام بمشروع أو مشروعات تترجم أهداف المؤسسة وتبلور هويتها وتضعها برسوخ في الخريطة البحرينية، توفير الأموال اللازمة دون فقد الاستقلالية التي تعطيها الصدقية في البحرين وخارجها، وكيف يمكن أن تكون مشروعات ذات فائدة بحيث تستقطب اهتمام القطاع الخاص وتجعله شريكا في رحلة إغناء مسارات البحث العلمي والإبداع الفكري الأصيل للاستجابة لتحديات المجتمع البحريني.
كان لكل ذلك أن ينتظر إلى ما بعد العشاء والذي انتهى بعرض توضيحي من قبل صاحب المطعم للفواكه المستخدمة في الوجبة وأسمائها
العدد 237 - الأربعاء 30 أبريل 2003م الموافق 27 صفر 1424هـ