العدد 236 - الثلثاء 29 أبريل 2003م الموافق 26 صفر 1424هـ

ظاهرة شبه نفوق الأسماك في فرضة المحرق... هي نعمة أم نقمة؟

غازي المرباطي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نقصد بالنعمة أن الحدث وقع في منطقة شبيهة بالخورة الصغيرة ذات مساحة (15*30) مترا تقريبا، وهي قريبة من قناة لتصريف المجاري، إذ انقطع عنها الماء من جميع الجهات بسبب عوامل الجزر، ما سهل علينا في التشخيص النظري المبكر، بعكس المياه المفتوحة إذ تتداخل الكثير من المسببات من عدة جوانب كالمساحة والعمق والبعد، فمن هنا انقشعت عنا رؤية كانت ضبابية وغير واضحة لامر غير بعيد، عن مدى تأثير مياه المجاري ومنها مجاري الامطار على الحياة البحرية والأسماك، وخصوصا أن الفترة التي شهدت الحدث كان فيها هطول المطر غزيرا شبيها بالاعصار ويقدر بـ (45) عقدة، ولكن على رغم ذلك يقول المرء احيانا (رب ضارة نافعة)، ومن هنا احب ان أؤكد للاطمئنان أن الحال ليست ظاهرة منتشرة لأن الاصابة في موقع واحد بمنطقة محاصرة باليابسة. وفي اعتقادي أن التشخيص الظاهري لمثل هذه الحال ينحصر في اربع أو خمس مسببات، والاول منها هو الاكثر ترجيحا، وتندرج هذه بحسب الاهمية.

وهنا نوجز بعض المسببات لمثل هذه الحالات:

1- التلوث بالمواد الكيماوية: المستخدمة في مكافحة القوارض والحشرات، وذلك نتيجة جرف مياه الامطار لها، وهذه الحال شبيهة بنفوق اسماك الحدائق خلال الاعوام الماضية بسبب الرش غير المقصود بالمبيد الحشري بغرض مكافحة البعوض.

2- اختلاف نسبة الملوحة: كما ذكرنا أن الحدث صادف هطول امطار غزيرة، والمرجح أن يكون خفض نسبة الملوحة بشكل مفاجئ في مدة زمنية معينة وعلى اثرها نفقت الاسماك، بحيث تعاد الملوحة إلى حالها الطبيعية بعد هذه الحال لفترة زمنية تحددها رطوبة التربة المحيطة بالموقع وقوة اشعة الشمس، علما أن بعض انواع هذه الاسماك تتحمل نسب ملوحة منخفضة تصل إلى (5) درجات، ولكن على مراحل وبالتدريج، في الوقت الذي تكون فيه الملوحة الطبيعية (45) درجة.

3- الأكسجين: عادة ينخفض الاكسجين في مثل هذه الحالات نظرا إلى انقطاع المنطقة عن محيط البحر لفترة زمنية معينة، وكذلك كثافة الاسماك والتي تقدر بـ (مئات) الكيلوجرامات تقريبا، في منطقة يستهلك فيها الاكسجين ويعوض عنه بثاني اكسيد الكربون القاتل، ولكن استبعد هذا الاحتمال في تقديري نظرا إلى وجود التيار الهوائي الشديد المحرك للماء والمكون للاكسجين، هذا كما يحدث لبعض انواع الاحواض السمكية الكبيرة ذات الشكل الانسيابي لسهولة اصطدام الهواء بالماء لتكوين الاكسجين، والموجود في بعض دولنا العربية، وكذلك عن طريق فحص ماء بواسطة إدارة البيئة التي قامت مشكورة بالتعاون في هذا الموضوع.

4- الجراثيم (البكتيريا): من الطبيعي أن يكون لها تأثير ولكنه يأتي في المرحلة الثانية بعد الإصابة الرئيسية في الوسط البيئي، إذ القابلية والجهوزية اكثر للانقضاض على الفريسة وبدا ذلك واضحا على جسم الاسماك على شكل بقع التهابية حمراء وكما هو معروف أن البكتيريا موجودة في كل مكان ولكن التوازن البيئي هو الحكم بين الجرثومة والسمكة، ويشهد التاريخ بأنه لم تحدث حال مرضية جرثومية على المدى القريب والبعيد بمياهنا الاقليمية.

وحتى بالنسبة إلى الحال الكويتية في منطقة (جون الكويت) والتي رجح فيها المرض البكتيري، فإننا نتساءل إن كانت البكتيريا موجودة مع الاسماك قبل الحدث، فما الذي غير العلاقة بينهما... الله اعلم.

وفي الختام، ولكي نكون اكثر وضوحا كان حريا بنا في فترة الانفتاح أن يكون هناك خط متقلب بحسب طقس الحدث وبأي مسمى خط ساخن او معتدل او بارد، تشرف عليه اية جهة حكومية أو اهلية لتقديم المساعدة الاستشارية لمثل هذه الحالات بدل الضياع في متاهات وتصبح المسألة حبرا على ورق. واخيرا وليس آخرا ان كل هذه التصورات النظرية تمت بمشاركة بعض الاخوة من هواة الصيد في الوقت الذي عجت فيه الفرضة بمختلف الاطياف من محترفي إلى منتفعي الصيد... والله يكون في عون الجميع

العدد 236 - الثلثاء 29 أبريل 2003م الموافق 26 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً