أحد المسئولين الطموحين كان يقول: «إن مشكلة الصحافة تهويل الأمور في مسائل (فقر الناس)، فالمجتمع البحريني ـ وهو العارف به ـ مجتمع يعيش بخير ومناطقه من أفضل المناطق...».
طبعا هذا التوصيف ليس مستغربا من مسئول... وفرت له الدولة كل ما يريد... وقديما قال اخواننا المصريون «إلي ايده في الماء غير إلي ايده في النار». لكن ما نطلبه نحن بوصفنا مراقبين في الصحافة، نمتلك صورا لعوائل وبيوت وقرى وحالات مختلفة يندى لها الجبين ـ ان يعطينا هذا المسئول ساعة من وقته لنذهب به إلى العوائل المتناثرة، وهي ليست ألفا ولا ألفين... على أن نريه هذه الحالات بيتا بيتا وبالأسماء، ونريه القرى قرية قرية وبيوتها المتصدعة غير الآمنة، ولنظهر إليه مدى حالات الفقر والعوز... هذه ليست حالات فقر، هذه فضائح لما يسمى اليوم بالدول الحديثة... أين هي الحداثة من بقاء آلاف من العوائل في بيوت لا تصلح لسكنى البشر...
لقد دخلت أنا، منزل أسرة في المنامة، فصعقت لما رأيته وسنتناول قصة هذه الأسرة في الصحافة وبالصور والألوان، حتى يعرف مثل هؤلاء المسئولين أين يعيش عدد كبير من الناس... وحتى يصدقوا أن القضية ليست مبالغات وستعرض هذه الحالة في الصحافة وهي تبحث عن منزل من وزارة الإسكان وليس شقة هنا أو هناك فتطمر...
إن هناك الكثير من المآسي يعجز القلم عن ذكرها، وان كنت سأعمل من خلال هذه المساحة على أن أضع صورا لهذه الأسر التي نشرف عليها عبر برنامج إنساني نقوم به مع بعض من المواطنين في استيعاب هؤلاء بما نستطيع موصلين أيضا صوتهم إلى أهل الخير، فلربما ينظر إليهم بعض مسئولينا بالشفقة ويمن عليهم بقليل من المال أو السكن أو العمل، وخصوصا ان هناك مسئولين أصبح أبناؤهم بلا عمل في مثل هذه الأيام!
لقد أصبحت الخدمات التي تحقق في المجلس النيابي أيضا انتقائية وللمرة الألف تنسى مثل هذه المناطق، وفي نهاية المطاف يأتي إلينا بعض النواب أو المسئولين فيقول: «انكم متساوون»... هل يعقل أن تبقى عشرات القرى في شارع البديع بلا حديقة ولا ناد كبير أو مركز اجتماعي، في حين الأماكن ذاتها التي يقطنها الأجانب محاطة بالحدائق والساحات الرياضية الكبيرة؟
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 235 - الإثنين 28 أبريل 2003م الموافق 25 صفر 1424هـ