يتذمر بعض «النواب» عندما تقوم الصحافة بانتقاد أداء المجلس... ويأتون إلى الصحافة يتباكون على الوطنية وعلى تلك السيمفونية التي طالما عُزفت فلم تجد لها طريقا على الأرض...

سيمفونية «التساوي»... أيُّ تساوٍ هذا الذي نتكلم عنه، والمواطنون يزدادون فقرا والمجنسون في ازدياد عشوائي؟ ماذا تستطيع الصحافة أن تقول لآلاف العوائل البحرينية التي مازالت تنتظر بيوت الاسكان منذ أمد في حين هي ترى كيف توزع بيوت الاسكان على أناسٍ للتو جاءوا إلى البحرين... وفي حين ترزح عوائل في بيوت أشبه بالأقفاص في مدينة عيسى وسار وسترة... هذا المشهد يضغط على ضمائر المواطنين ويقرح قلوبهم... شباب بلغوا سن الـ 35 عاما وهم بلا منزل... يتنقلون بين شقق الايجار ودفع لوازمها من ذلك الراتب الذي عجزت إلى الآن وزارة العمل عن وضع حد أدنى له؟

كم من وحدة سكنية أُعطيت لاولئك المجنسين في أكثر من موقع وكم وُفِّرت لهم من أعمال أيضا، ونحن نرى المواطنين يتسابقون في عراك للحصول على رتبة حارس التي هي الأخرى كانت حكرا على اخواننا من دول آسيا؟ الناس لا تبحث عن بيوتٍ من الذهب ولا أعمال تدرّ عليهم جواهر وألماسا... الناس تبحث عن مستوى معيشي يكفل لهم شيئا من الكرامة... وكم عدد هؤلاء المحتاجين؟ فلو كان مليونا لما كان صعبا، فكيف وهم أقل بكثير...

مشكلتنا أن كل واحدٍ منا يفكر في أجندته الخاصة وكيف يسوق كل شيء بما يحقق مصالحه الخاصة حتى ولو كان ببيع الناس شيئا من وهم الخبز ووهم العمل ووهم السكن كما يفعل بعض وزرائنا...

30,000 عاطل عن العمل... ولسنين طوال وهم يذهبون ضحية التصريحات، وإلى الآن هم ينتظرون ويصبرون ويُطلب منهم وضع حجر المجاعة على البطن وشد الأحزمة والصبر خدمة للوطنية ولضحكة «التساوي»... لماذا لا يوظف العاطلون في وزارة الداخلية وقوة الدفاع؟ المشكلة ان القضية تسربت إلى أكثر من وزارة... والحجج في ازدياد... كم يخجل الإنسان حين يأتي من الخارج فيصادف من دخوله المطار حتى دخوله وزارة ما مَنْ يناقشه من رجال الأمن بلغات «مكسَّرة» بالغة الركاكة فيشعر من الوهلة الأولى أن هؤلاء ليسوا من أبناء البلد... وكثير من الوافدين إلى المملكة يتساءلون عن هذه اللغات وغيرها... أما آن للبرلمان أن يناقش مثل هذه القضايا