راقب المسئولون الأميركيون الحشد المليوني الهائل لإحياء الذكرى السنوية لأربعينية الإمام الحسين بن علي (ع) في كربلاء في سياق بحث الإدارة عن حلفاء في الصراع لملء فراغ السلطة.
وقال مسئولون أميركيون ان إدارة بوش فشلت في تقدير تطلعات الشيعة وهي تشعر بالقلق الآن من أن تتوحد في حكومة إسلامية. ويعزو مسئولون أميركيون إهمالهم المسألة، إلى التطمينات التي تلقوها من بعض المعارضين.
وقال مسئول في وزارة الخارجية: «إنها معادلة معقدة وأن الإدارة (الأميركية) ليست لديها سوى وسائل قليلة لمعرفة كيفية تبلور ذلك». واضاف: «لا أعتقد أنه كان هناك من توقف وتراجع خطوة إلى الوراء لنتساءل ما الذي نبحث عنه؟ لقد كان التركيز منصبا على الإطاحة بصدام حسين».
ويرى مراقبون أن ما يزيد الأمور تعقيدا هو عدم وجود علاقات دبلوماسية للولايات المتحدة مع إيران ما ترك واشنطن في الظلام بشأن أهداف حكومة طهران.
ويقول مسئول عسكري أميركي إن بعض أعضاء فيلق بدر التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية: «خلعوا ملابسهم العسكرية وارتدوا ملابس مدنية واختفوا وسط الناس في العراق». بينما قال مسئول آخر: إن القوات الخاصة تحاول مراقبة الحدود، ولكنها طويلة جدا ومن الصعب تأمينها بصورة مؤكدة.
وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الاثنين الماضي: «أعتقد أن عددا كبيرا من الشعب الإيراني يشعر بأن المجموعة الصغيرة من رجال الدين التي تقرر ما يجري في البلاد ليس هو نمط الحياة التي يريدون أن يعيشوها».
وقد عقد الاثنين الماضي في البنتاغون اجتماع للجنرالات الأميركيين للاطلاع على مفاهيم الشيعة في العراق والاستراتيجية الأميركية لاحتواء الحركة الإسلامية في العراق.
وقال محللون في المخابرات الأميركية وبعض الخبراء في شئون العراق انهم حذروا بوش قبل الحرب من مغبة القضاء على صدام حسين من دون أن يكون هناك بديل لها. ولكن مسئولين أميركيين قالوا: «إن هذه المخاوف لم يجر الاستماع لها أو انها وضعت على مستوى متدن من قائمة الأولويات».
وفي لندن أكد ممثل المجلس الأعلى حامد البياتي أن المجلس لن يرسل مبعوثا للمشاركة في اجتماع المعارضة العراقية يوم الاثنين في بغداد لأن المجلس لا يثق بالدور الأميركي في رعاية الاجتماع
العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ