العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ

الصحف العبرية رحّبت بـ «أبومازن» وهلّلت لـ «دحلان»... وعرفات أثبت أنه الأقوى

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة في وقت أجمعت الصحف العبرية والأميركية فيه على ان الضغوط الدولية القوية التي ترافقت مع وساطة مصرية قام بها مدير المخابرات عمر سليمان، أرغمت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي بدا على رغم خسارته أنه «الأقوى» بحسب داني روبنشتاين في هآرتس على الرضوخ لمطالب رئيس الوزراء المكلف محمود عباس (أبومازن) بشأن تشكيل الحكومة الأمر الذي رأت انه يفتح الباب أمام نشر «خريطة الطريق» التي تقترح خطة على مراحل لإقامة دولة فلسطينية. ومع غياب الردود الرسمية الفورية الإسرائيلية ألقت افتتاحية «هآرتس»، الضوء ولو بطريقة خجولة على الموقف الإسرائيلي حيال تشكيل الحكومة الفلسطينية مشيرة إلى أن عدم إدلاء الجانب الإسرائيلي بأي موقف يعود إلى الحذر لكي لا تتهم «إسرائيل» بفرض قراراتها على السلطة الفلسطينية! علما بأن وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي ايهود أولمرت اعتبر ان إعلان تشكيل حكومة فلسطينية جديدة أمر «إيجابي» ولكنه أوضح ان تل أبيب تنتظر لمعرفة الدور الذي سيقوم به عرفات في المستقبل. وأضاف ان اختبار القوة بين عرفات وعباس الذي سبق إعلان الاتفاق «أظهر ان الصراع على السلطة بين الفلسطينيين ربما لم ينته بعد وان المسألة الأساسية تبقى معرفة الدور الذي سيلعبه عرفات في مستقبل قريب». فيما نقلت «هآرتس» عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية، رفضت الكشف عن هويتها، ترحيبها بتكليف محمود عباس رئيسا للوزراء وتهليلها خصوصا لتعيين محمد دحلان الذي وصفته بالخصم القوي للجناح العسكري الفلسطيني «حماس». وإذ واكبت الصحف الأميركية الحدث رأت «واشنطن بوست»، في افتتاحيتها ان على كل الأطراف في عملية السلام أن تضطلع بمهماتها وحذرت من أن يتقاعس أحد مخافة أن تنسف العملية برمتها. وتابعت بالحديث عن التحدي الذي يواجهه أبومازن، في المرحلة الراهنة والذي يتطلب قوة سياسية وحتى عسكرية لمواجهة أية محاولة لإشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين. فعليه أن يفكك خلايا المقاتلين التي أنشأها ياسر عرفات، ورعاها كما ان عليه أن يكبح جماح الحركات الإسلامية الأصولية. غير انها لفتت إلى ان أبو مازن غير قادر على التوصل إلى قطع العلاقة بين السلطة الفلسطينية و«الإرهاب» من دون مساعدة العرب والأوروبيين وتعاون الأميركيين والإسرائيليين. وتابعت ان على بوش، إجبار ارييل شارون، على وقف عمليات الاستيطان وذلك كي يتأكد الفلسطينيون انه مستعد للتفاوض حول خريطة الطريق كما ان على بوش، أن يدعو شارون، إلى التعاون مع أبو مازن، من أجل وقف «الإرهاب».

وتناولت «هآرتس»، في افتتاحيتها موضوع الساعة الإقليمي عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة مشيرة إلى الضغط الهائل الذي تعرض له رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات للوصول إلى اتفاق مع رئيس الوزراء المكلف محمود عباس والذي لعب دورا كبيرا فيه موفد الرئيس المصري رئيس المخابرات اللواء عمر سليمان. وعزت «هآرتس» الضغوط الدولية إلى الأمل في أن مجيء أبومازن الذي ينادي بوقف «عسكرة الانتفاضة» وتنفيذ القانون، سيؤدي إلى نشر «خريطة الطريق» وتسريع عملية السلام في الشرق الأوسط. ونقلت «هآرتس» عن مصادر في رام الله تفيد ان الخلاف بين أبومازن وعرفات تمحور حول منصب وزير الداخلية الذي أصر عباس على أن يعطى إلى محمد دحلان، المسئول السابق لقوات الأمن الوقائي في قطاع غزة، في حين رفض عرفات ذلك، وأضافت أن الاتفاق أسفر عن إعطاء دحلان مهمة حفظ الأمن لكن من دون تسليمه حقيبة الداخلية.

إلى ذلك، حللت الصحيفة مخاوف عرفات من مجيء أبو مازن وبالتالي خطف سمة الرمز الفلسطيني منه وأشارت إلى ان طموح الأسرة الدولية هو إقصاء عرفات من منصب اتخاذ القرارات عن الشعب الفلسطيني. وختمت «هآرتس» افتتاحيتها بإلقاء الضوء ولو بطريقة خجولة على الموقف الإسرائيلي حيال تشكيل الحكومة الفلسطينية مشيرة إلى أن عدم إدلاء الجانب الإسرائيلي بأي موقف يعود إلى الحذر لكي لا تتهم «إسرائيل» بفرض قراراتها على السلطة الفلسطينية.

من جهة أخرى تحدثت «هآرتس»، عما حصل في كواليس المفاوضات التي أسفرت عن تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وأشارت إلى ان مجيء موفد الرئيس المصري حسني مبارك رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان هو الذي حسم الجدل القائم منذ أكثر من أسبوع وأشارت إلى ان جانبا من الصفقة يقضي بأن يبقى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في منصبه وأن يعمل الأوروبيون من أجل إقناع الجانب الإسرائيلي برفع الحصار عن مكاتبه في رام الله. وذكرت الصحيفة أن طرح سليمان بأن يتسلم محمد دحلان منصب وزير دولة ومسئولية قيادة القوات الامنية في جميع القطاعات هو الذي أنقذ الحكومة الجديدة في الوقت الذي كان الخلاف فيه يتركز على رفض عرفات بأن ينصب دحلان وزيرا للداخلية. وفي إطار المواقف الإسرائيلية بهذا الصدد نقلت «هآرتس» عن مصادر في وزارة الدفاع رفضت الكشف عن هويتها ترحيبها بتكليف محمود عباس رئيسا للوزراء وتهليلها خصوصا لتعيين دحلان الذي وصفته بالخصم القوي للجناح العسكري الفلسطيني «حماس». وذكرت الصحيفة أن حماس التي أعلنت ان «الوقت هو وقت للمقاومة والتحرير وليس لتشكيل الحكومات»، شجبت الاتفاق الذي تم. ونقلت الصحيفة عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع قوله ان الحكومة الجديدة ستطرح على المجلس في المستقبل القريب. من جهة ثانية أوضحت «هآرتس» أن موافقة عرفات على الحكومة التي لم ينضم إليها سوى ستة وجوه جدد تعتبر بمثابة قبول المجلس التشريعي لها. وأضافت أن الدعم الأميركي الواضح لأبومازن، وخصوصا اثر إعلان الرئيس الأميركي أنه ينتظر حكومة أبومازن لكي ينشر حكومة الطريق، لن يساعد في تقبله كثيرا في الأوساط الفلسطينية.

ورأى ألوف بن في «هآرتس»، ان شارون، الذي كان يرفض التفاوض مع ياسر عرفات، حصل على مبتغاه مع قيام الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة أبو مازن. وتوقع أن تعود الأمور الدبلوماسية إلى مجراها الطبيعي وأن يبدأ كل الأطراف بالعمل على حل النزاع. ولفت إلى انه من المنظور الإسرائيلي سيتم التركيز أولا على وقف إطلاق النار وسيجري الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي محادثات بشأن الموضوعات الأمنية، وسيبقى عليهما، قبل مباشرة المفاوضات حول خريطة الطريق، التوصل إلى أمرين: أولا أن تفكك «إسرائيل» الحواجز الأمنية وأن تجمد عمليات الاستيطان وثانيا أن ينهي الفلسطينيون عملية الإصلاح. واختتم ان أبومازن، هو الحلقة الأضعف لأن عليه أن يدعو إلى الحفاظ على الشرعية الفلسطينية فيما يضغط عليه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، بشكل كبير. مضيفا انه سيكون من الصعب عليه القيام بتنازلات مفصلية إن بقي عرفات، يمارس ضغوطا عليه.

ونقل داني روبنشتاين في «هآرتس»، على ما يزعم موقف الشارع الفلسطيني«غير المعني» بالصراع القائم بين رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس الوزراء المكلف محمود عباس(أبومازن) إبان اعلان تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. ورأى روبنشتاين في موقف أحد زملائه الصحافيين من القدس الشرقية القائل: «لا عرفات ولا أبو مازن: الولايات المتحدة هي التي ربحت» التعبير الحقيقي للرأي العام الفلسطيني. وأوضح روبنشتاين أن الضغوطات الاميركية التي استحضرت في هذا الصدد الأوروبيين و«حلفاءها العرب» لمساعدتها للتأثير على عرفات انتصرت في مجيء أبو مازن رئيسا للحكومة ودحلان مسئولا عن الأمن، وأضاف أنه على رغم أن عرفات «خسر حملته» وأرغم على تعيين دحلان أثبت في الوقت نفسه أنه أقوى من عباس الذي اعتكف في منزله وانتظر الاميركيين والاوروبيين لحلِّ أزمته العالقة.

ومن ثم، انتقل روبنشتاين إلى الحديث عن آمال الفلسطينيين في الحكومة الجديدة ملخصا ذلك في خمس نقاط:

تنفيذ خريطة الطريق التي تقضي بوقف العمليات الاستيطانية.

رفع حظر سفر الفلسطينيين بين مختلف القطاعات، الأمر الذي كان يشل الحركة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية.

إيقاف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية.

إيقاف موجة الاغتيالات والاعتقالات السياسية للكوادر الفلسطينية.

إطلاق سراح حوالي سبعة آلاف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية

العدد 233 - السبت 26 أبريل 2003م الموافق 23 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً