أعلنت وزارة التجارة الأميركية ان معدلات النمو في الربع الأول من العام في الولايات المتحدة قد هبطت إلى ما دون التوقعات وسط أجواء الحرب والظروف الجوية السيئة.

وقد زاد الناتج المحلي الإجمالي، أي الانتاج من السلع والخدمات التي ينتجها العمال والعقارات الموجودة في الولايات المتحدة، بمعدل زيادة سنوي يبلغ 6,1 في المئة في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار مقابل 4,1 في المئة للنمو المسجل في الربع الأخير من العام 2002.

وكانت دراسة مسحية أجرتها وكالة «بلومبيرج لاخبار المال» على عدد من الاقتصاديين نشرت أمس أظهرت توقعات بمعدل نمو لفترة الربع الأول يبلغ 4,2 في المئة.

وقال مكتب التحليلات الاقتصادية في وزارة التجارة إن «العوامل الأساسية التي أسهمت في الزيادة التي تحققت في الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي في الربع الأول هي الإنفاق الاستهلاكي الشخصي والاستثمار السكني الثابت والإنفاق الحكومي».

وكانت إسهامات هذه العناصر تشكل تعويضا جزئيا عن الإسهامات السلبية للاستثمار الخاص، والمعدات وبرامج الكمبيوتر، والصادرات، أما الصادرات التي تستبعد في حساب الناتج المحلي الإجمالي فقد تناقصت.

ويأتي معدل النمو هذا ليضاف إلى المؤشرات الاقتصادية المتضاربة التي ظهرت مع انحسار القتال في الحرب في العراق، وعلى رغم ما تحدثت عنه الحكومة من «معدل نمو طفيف» في الربع الاول والذي بلغ 2,0 في المئة مقارنة إلى الربع الأخير من العام السابق فإن معدل النمو جاء مخيبا لآمال معظم المراقبين.

من جهة أخرى، سجلت دراسة مسحية على مشاعر المستهلكين ارتفاعا قياسيا في هذا الشهر من العام 2003 ويرجع ذلك، في جانب منه على الأقل، إلى انتهاء العمليات الحربية الواسعة في العراق.

وارتفع مؤشر ثقة المستهلكين الذي أصدرته جامعة «ميتشيجان» امس الاول الجمعة إلى 86 في شهر ابريل/نيسان مقابل 77,6 في مارس، ويعد هذا الارتفاع الذي حدث في شهر واحد الأضخم من نوعه منذ العام 1992.

ولم يكن التحسن في مشاعر المستهلكين مفيدا لبورصة «وول ستريت» إذ هبطت فيها جميع المؤشرات الكبرى بأكثر من واحد في المئة بعد الكشف عن معدلات النمو.

وعلى رغم أن التنبؤ بمعدل نمو بطيء في الربع الأول قد صدق فإن كبير محللي الاسواق في «بير ستيرنز» جون رايدينج يشير إلى تحسن في الفترة المقبلة، وقال رايدينج: «ان هناك من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بالنسبة لآفاق المستقبل، ونحن نرى أن الناتج المحلي الإجمالي سيزداد بمعدل 4 في المئة في النصف الثاني من العام 2003»