العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ

تعلّم المسئولية قبل الزواج

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

ان إعداد الفتاة لأن تكون زوجة وأما وربة بيت قد لا يعني شيئا بالنسبة إلى بعض الأمهات والآباء وستتعلمه بالممارسة كذلك اعداد الشاب لأن يكون رجلا ذا شأن بين أفراد اسرته الصغيرة قادرا على تحمل أعباء الحياة وما يترتب عليها من واجبات والتزامات لذلك فنحن نرى معظم الزيجات تنتهي قبل أن تبدأ أو تصبح الفتاة مطلقة قبل الزواج وأحيانا تنتهي الحياة بينهما من دون رجعة وسبب ذلك أن كليهما قد فهم الارتباط الزوجي خاليا من الأعباء والمسئوليات ... الخ. فالشاب يحلم بأن عليها ان ترعاه وتهتم به كما كانت أمه تسهر على راحته وتهيئ له ما يريد من أسباب الراحة والاستمتاع من دون عناء كذلك الفتاة تعتقد أن الزواج مجرد نقلة سريعة من دار والدها الى عالمها السحري في بيت زوجها وتبقى الأمور كما هي وانها غير مطالبة يوميا بواجبات زوجية تجاه من ارتضته زوجا وأبا لاولادها. وهنا يصطدم الطرفان بالواقع ويبدأ الرجل يعاني اهمالها وانشغالها عن ادارة شئون بيها واسرتها بأمور تافهة وجولات يومية تتنقل خلالها من بيتها صديقة الى بيت أخرى فقط للتسلية مع مجموعات من صديقاتها اللواتي لا هم لهن الا الخوض في تفاهات قد تعود عليهن بالضرر والفتنة تماما كما كانت حياتها قبل الزواج ولا يفوتها قبل عودتها الى بيتها المرور بزيارة قصيرة لأمها لتعود قبل عودته بدقائق والأكل طبعا من المطعم الا اذا سمح وقتها الثمين بإعداد وجبة سريعة خفيفة حتى يشعر الرجل بافتقاره للرعاية والاهتمام وبفشلها في تدبير حياتها الأسرية ويبدأ الشجار الذي قد ينتهي بالطلاق أو تعصف بالزوج لحظات الضعف والحاجة الى البحث عن امرأة أخرى تعوضه وتهب له الحب والحنان والرعاية فهل يلام؟

كذلك المرأة حين ترزح تحت وطأة انانية الرجل الذي لا يفكر الا في نفسه وملذاتها وكأنه لم يتزوج بعد... وبدلا من تركيز اهتمامه على بيته أو اسرته يعود لينظم ثانية الى شلة الأصدقاء العابثين بحقوقهم وحقوق ذويهم.

يسهر أين يشاء ويعود متى يشاء مع تجريد الزوجة من حق المساءلة أو النقاش ولا تلقى منه الا الاهمال والجفوة واللا مبالاة. هذا الرجل قد يفاجأ يوما بها تطلب الطلاق وان لم تفعل فستبقى معه من دون مشاعر مجرد آلة تعمل طوال اليوم لترضى غروره وتنام في الليل منهكة وقد نسيت قضاياها كامرأة. ان زيجات كهذه محكوم عليها بالفشل فالزواج عقد حياة بكل ما تعنيه الكلمة من معان جليلة ومشاعر وحاجات وقضايا وتجارب انه قانون لمسيرة تستمر طوال العمر وعلى طرفي العقد احترام ما ينص عليه من قواعد والتزامات تهيئ للطرف الآخر حياة آمنة مستقرة.

لذلك يجب اعداد الأبناء والبنات تربويا واجتماعيا لتحمل مسئولية الحياة الزوجية قبل الزج بهم في معتركها بخطى سريعة وهم لا يدركون ما لهم وما عليهم ولا يعون ما يجب تحمله من تبعات بل يعتقد معظمهم ان الزواج مجرد نقلة سريعة الى حياة جديدة حرّة وغير منظمّة

العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً