إن لعنة السياسة هي التي أبقت المنطقة الشمالية وكأنها منطقة معزولة أو منطقة منكوبة... وأنا أتعجب كثيرا من وزرائنا الأفاضل عندما يقومون بزيارة هذه المنطقة... ألا يشعرون بحجم التقصير والاهمال الذي مارسته بعض وزاراتهم تجاه هذا المنطقة وخصوصا عندما يسيرون على شوارعها المكسرة، وهم يرون تلك البيوت المهددة بالسقوط؟
قبل أسبوع كان بضيافتي أحد أصدقائي من دولة خليجية جاء للسلام والسؤال... لكن حظه التعيس قاده لزيارة تلك القرى المنثورة على شارع البديع - وهي بالعشرات - رآها ودمعت عيناه وقال لي بالحرف الواحد... (معقولة... قلت له: ماذا تقصد؟ وهو يشير إلى مجموعة من البيوت القديمة وهو يحسبها... فقال: هل هذه بيوت يسكنها مواطنون أم مؤجرة على آسيويين...؟ قلت له: لا، هذه بيوت مواطنين فأصر عليّ إلا أن آخذه إلى بقية القرى... قلت له: خليها يا رجال على الله... فأصر. فرحنا نسير نحو القرى قرية وراء قرية ابتداء من كرباباد إلى كرانة والمقشع إلى الحلة و... ومن ثم إلى الدراز... وهو ينظر إلى تلك البيوت وإلى ذلك البناء القديم و.... قال لي: هذه بيوت ما قبل النفط بسنين!!؟ قلت له: نعم... هذا هو وضع القرية البحرينية... مهملة إلى حد النخاع... لا بنى تحتية، لا حدائق سوى في التصريحات... حتى نواد رياضية مثل الناس وبقية المناطق لا يوجد... قال: فعلا... نادي بني جمرة فقط كأنه سجن غوانتنامو... نعم أين هي وزارة الإسكان... لماذا قدر القرية البحرينية أن يعيش أهلها في هكذا بيوت؟ تعجب صاحبي الخليجي لما تعيشه هذه المنطقة المهمولة.
سألني: والناس ماذا تقول؟ قلت له: الناس هذه الأيام تقول: راحت افلوسك يا صابر!!!. فقط فشل مشروع شراء النادي البحري يدل على الكثير.
أما البرلمان فهو مشغول بالاستفتاح بالقرآن وبعلاوة مواصلات وعلاوة مكتب... أما قانون النوخذة لن يناقش لأنه غير مهم وأما عن المسرحين من بتلكو فالقضية مؤجلة عقدت لها لجنة كما عقدت لجان لقضايا سابقة!! وهي قضية غير مهمة والقضايا الحساسة والملحة، رئيس البرلمان لا يرغب في ذكرها حتى لا تصاب السلطة التنفيذية بالزكام ونحن على أبواب الصيف... الغريب حتى الوظائف الإدارية في البرلمان وزعت في غرف مغلقة ولم ينشر عنها في الصحافة... محسوبيات كثيرة ومازال بعض المسئولين من الوزراء يردد «المواطنون متساوون»
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 232 - الجمعة 25 أبريل 2003م الموافق 22 صفر 1424هـ