فكرة تخصيص عمود لأحد المجانين المهووسين التي تحدث مرزوق عنها يوم امس بحاجة إلى مزيد من التفكير. وعلى هذا الاساس واصل مرزوق حواره مع احد الصحافيين بشأن تخصيص مساحة لاحد المهووسين ليشتم فيها إحدى الفئات كلما جنّ جنونه ...
مرزوق: ألم تقتنع بضرورة تخصيص عمود لأحد المهووسين لكي «يتطمّش» الآخرون عليه؟
الصحافي: من الناحية المهنية هذا لايجوز، ولكن من ناحية فلسفية ربما.
مرزوق: ماذا تقصد من الناحية الفلسفية؟
الصحافي: الجنون هو انحراف التفكير عن الاسلوب المنطقي والمنهجي الذي يعقله البشر.
مرزوق: انزين ...
الصحافي: والانسان عاجز عن تحديد ماهو منطقي ومنهجي بصورة يتفق عليها الجميع.
مرزوق: وبعدين ...
الصحافي: الانسان يختلف عن الحيوان لأن لديه قدرة التفكير وعقلنة الامور ...
مرزوق: أدري بهذا الكلام ... ما المقصود بعقلنة الامور؟
الصحافي: بحسب الفيلسوف ارسطو فإن «العقلنة» هي البحث عن الحقيقة المتمثلة في الواقع الذي نعيشه والبحث يحتاج إلى منهج في التفكير يعرض الفكرة ونقيضها، ومن ثم يحقق فيما حصل عليه الانسان من خبرة.
مرزوق: وما علاقة كل هذا الكلام بفكرة السماح لاحد المهووسين بكتابة عمود يومي؟
الصحافي: الجنون هو وسيلة يمكن ان يستخدمها العقلاء وهم يبحثون عن حقيقة واقعهم ...
مرزوق: اشلون؟ وضح؟ كلامك مبهم ...
الصحافي: يقول احد الفلاسفة (نسيت اسمه الحين) إن الجنون هو الحالة التي يقترب فيها الانسان من وضعه الحيواني ويقترب من المساواة مع الحيوان...
مرزوق: ثم ماذا؟
الصحافي: لاتنسى اننا نطالب بحقوق الانسان وايضا الحيوان، ولذلك لدينا جمعية رفق بالحيوان وجمعية قطط دلمونية، واذا سمحنا للمجانين بالكتابة فإننا نعزز الحقوق وندفع باتجاه المساواة بين الانسان والمخلوقات الاخرى
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 231 - الخميس 24 أبريل 2003م الموافق 21 صفر 1424هـ