المتقاعدون عن العمل... آباء زرعوا وخدموا وأرادوا ان يروا نتاج أعمالهم.... إنهم يبحثون عن تقدير رسمي وعن احترام شعبي. هذه العينة من الناس بحاجة الى رعاية وان تكون ضمن دائرة الاهتمام الرسمي... إنها فئة تشعر بالفراغ بعد سنين من الانشغال بالعمل... هي لا تبحث عن فردوس رسمي ولا احترام قدسي من الناس... إنها تبحث عن موقعها المناسب في المجتمع. وذلك ردا للجميل الذي قامت به وخصوصا ان البعض منهم قد يذهب ضحية الفراغ القاتل والعمر المديد لأمراضٍ نفسية من اكتئاب وغيره كما يدل على ذلك كتاب (سيكولوجية المسنين).

في الغرب هؤلاء تنشأ لهم مراكز ومؤسسات تقوم برعايتهم. فلهم:

- نوادٍ خاصة.

- مؤسسات اجتماعية تقوم برعايتهم.

ليس ذلك فقط بل انهم يكونون تحت رعاية خاصة في كل شيء. من تخفيض في أسعار تذاكر السفر والسكن في الفنادق وتخفيضات على كثير من الخدمات من رسوم المؤسسات العامة في المستشفيات، في القروض الإسكانية، في فواتير الهاتف والماء والكهرباء.

كثير من الآباء المتقاعدين مازالوا يبحثون لهم عن مؤسسة تناسب عمرهم وتفكيرهم إلا أنه، على رغم كل ذلك لم توفق لا وزارة العمل ولا مؤسسة الشباب والرياضة، فالكل له اهتماماته وخصوصيته.

المشكلة ان بعض هؤلاء الآباء يسقطون ومازالوا في منتصف العمر نتيجة أمراض ما بعد التقاعد... تبدأ الوحدة، المرض، الاكتئاب... كلها تفتك بالعمر... وتراهم يذبلون الواحد تلو الآخر، على رغم تلك التضحيات التي قدموها للمجتمع وللدولة أيضا...

ليس الحل ان نلقي بهم في مراكز رعاية المسنين أبدا، فهذه المؤسسات لعمرٍ خاصٍ جدا أما هؤلاء فلا.... لو أننا وفرنا لهم الرعاية المالية والصحية والترفيهية لوجدناهم كيف يصنعون لنا إبداعات أخرى تأتي عادة بنكهة تلك الخبرة التي اكتسبوها في الحياة... إنهم قدموا زهرة أعمارهم لمستقبل البلد والشعب، فهل نسأل انفسنا: ماذا قدمنا لهم؟

هؤلاء يبحثون عن نور في نهاية نفق الحياة... نتمنى ألا نكون حالمين، وخصوصا بعد الصدمة التي صدم بها الشارع البحريني من احتمالية إفلاس صندوق التقاعد وهيئة الشئون الاجتماعية. ومازلنا لا نعلم: نصدق مَن مِمَّن صرحوا... بعد كثير من الفضائح