أعرب مدير إدارة المكتبات العامة في وزارة التربية والتعليم منصور سرحان عن أمله في أن تغطي مكتبة الشيخ عيسى الوطنية - المؤمل اكتمال بنائها في أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل ـ جميع النواقص التي تعاني منها المكتبات العامة في مناطق المملكة كافة، وخصوصا أنها ستتميز بالسعة ومزودة بمتخصصين وتجهيزات حديثة.
ووصف سرحان المكتبة بالمشروع الثقافي الرائد باعتبارها ستكون بمثابة المكتبة الوطنية في المملكة كما صرح بذلك رئيس اللجنة العليا للمكتبة ووزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة. ويشار إلى أن المكتبة يتم بناؤها على مساحة 15 ألف متر مربع في الواجهة البحرية قرب مركز جامع أحمد الفاتح الإسلامي، وبكلفة مقدارها 12,6 مليون دينار.
وقال سرحان: إن أبرز المعوقات التي تواجه المكتبات العامة تتمثل في المباني، مشيرا إلى أن مكتبة المنامة العامة تقع ضمن مبنى أنشئ منذ العام 1950، وهو يضم عددا من الفصول الدراسية في مدرسة المنامة الثانوية سابقا، وبأنه غير مهيأ ليكون مكتبة إذ يحتوي على مجموعة من الممرات والدهاليز كما قال. أما بالنسبة إلى المكتبات الأربع التي تم افتتاحها في العام 1976 في كل من: سترة وجدحفص والحد والرفاع الشرقي، فذكر أنها تعاني من المباني الضيقة، وأنها تحتاج إلى توسعة أو أن يعاد بناؤها من جديد.
وأشار في الوقت ذاته إلى توسعة مكتبة سترة العامة وصيانة المكتبات الثلاث جزئيا في مبانيها كي تستوعب كمية الكتب التي تبعثها إليها إدارة المكتبات سنويا. وأكد أنه تجرى صيانة شاملة لمباني المكتبات دوريا أو بصفة سنوية تتمثل إما في إضافة أقسام إليها، أو تعديل مبانيها.
ومن جهة أخرى نوه سرحان إلى أن النمو السكاني في سترة والرفاع الشرقي فرض عدم إمكان تلبية مكتباتها العامة متطلبات مرتاديها، ما يؤكد أهمية توسعتها. وعن مكتبة جدحفص العامة قال إنها تعاني من عدة مشكلات أهمها ضيق المبنى وزيادة الكثافة السكانية في المنطقة التي أثرت على قدرتها على تلبية متطلبات ورغبات المرتادين، إضافة إلى النقص في القوى العاملة فيها، أما بخصوص مقتنياتها من الكتب فذكر أنه يتم تزويدها بالجديد منها، غير أن المساحة الضيقة تعيق استيعابها كميات كبيرة من الكتب. مشيرا إلى مطالب الأهالي لبناء مكتبة عامة في المحافظة الشمالية، بيد أن القرار في يد المسئولين في وزارة التربية.
نظام الحاسب
وعن أبرز التطورات التي شهدتها المكتبات العامة أشار سرحان إلى إدخال نظام الحاسوب فيها، ولكن بعضها لم يتم إدخال بعض بيانات الكتب في نظامها كمكتبة جدحفص العامة لأنها تعاني من نقص الأيدي العاملة، أما البقية فتم إدخال الخدمات الحاسوبية في معظمها. وذكر أنه تم خلال العامين الماضيين تطوير نظام المكتبات العامة الذي أطلق عليه (أ، ب المكتبات) مشيرا إلى أنه يتميز بالمرونة إذ يستفيد منها الباحث والقارئ والمتردد على المكتبات بحيث يستطيع القارئ العثور على الكتاب الذي يريده من خلال البحث. موضحا أنه من خلال معرفته عنوان الكتاب أو اسم المؤلف أو موضوع الكتاب يمكنه العثور عليه من خلال الحاسب.
وذكر أن مرتاد المكتبة صار بإمكانه حجز الكتاب، إذ يمنح الحاسب إشارة إلى الموظف تبين الحجز ويستطيع التعرف على صاحب الطلب.
وعن أبرز فوائد أتمتة المكتبات ونظام (أ، ب المكتبات) قال إنها تتمثل في إثراء الباحث بمصادر المعرفة المطلوبة لديه، وتسهيل عملية البحث عن الكتب والمؤلفين. وتتيح للباحث اختيار مجموعة من قائمة الكتب التي يريدها، وبالتالي يحصل على مساعدة من الموظف الموجود في المكتبة في إعارة الكتب المطلوبة. وأشار إلى أنه من خلال الحاسب تم التغلب على مشكلة تأخر إعادة الكتاب المستعار، ومتابعة المستعيرين بشكل أفضل وفق طريقة آلية، تجنبهم احتساب الغرامات.
وبحسب سرحان فإن النظام بدأ منذ العام 1997 في مكتبة بنك البحرين الوطني العامة في المحرق باعتبار حداثة مبناها. وفي العام 2001 بدأت عملية تطوير النظام وإدخاله في بقية المكتبات العامة بما فيها المكتبة المركزية وهي مكتبة المنامة العامة. التي تم تطبيق هذا النظام فيها منذ ثلاثة أشهر، مشيرا إلى حاجة المكتبة إلى أفضل النظم وخصوصا أنها تحتوي على أكثر من 60 ألف كتاب، وتعد ـ كما قال ـ المرتكز الأساسي للمكتبات العامة في المملكة.
وقال إن المكتبة المركزية، ومنذ العام 1946 بدأت في تقديم خدماتها كأول مكتبة عامة في دول مجلس التعاون، وتم اعتبارها في العام 1975 مكتبة لإيداع مطبوعات الأمم المتحدة، إذ تصلها كل المطبوعات التي تنشرها المنظمة والتي تتعلق بالشئون الثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
آلاف المطبوعات
ووفقا لسرحان فإن المكتبة تضم حاليا الآلاف من المطبوعات التي تم عرض بعضها فيما تعرض البقية مستقبلا نتيجة حيزها الضيق. كما نوه إلى أنها تعتبر مكتبة إيداع للمطبوعات والمؤلفات البحرينية، إذ صدر مرسوم بقانون في العام 1975 ينص على أن يقوم المواطن بإيداع خمس نسخ من مؤلفه في المكتبة، ونسخة من الرسائل الجامعية كالماجستير والدكتوراه. وذكر أنها تضم حاليا ألف رسالة جامعية لمؤلفين بحرينيين، 70 في المئة منها من دول أجنبية أي باللغة الإنجليزية.
وبحسب سرحان، فإن من أبرز أقسام المكتبة قسم الكتب النادرة إذ تضم أكثر من ألفي كتاب معظمها طبع طباعة حجرية ترجع إلى أكثر من 100 إلى 150 عاما، كما تشتمل على أمهات الكتب العربية سواء كانت فقهية أو خاصة بالأدب العربي. ويوجد فيها أيضا عدد من الصحف الصادرة في الخمسينات التي من أهمها صحيفة «البحرين» لعبدالله الزايد، التي تعد أول صحيفة تصدر في البحرين إذ استمرت من العام 1939 إلى 1944. إضافة إلى مجلة «صوت البحرين» التي أصدرت من العام 1950 إلى 1955، وصحيفتي «القافلة» و«الوطن»، إذ تشتمل على نسخ مصورة منها.
يذكر أن عدد المكتبات العامة في المملكة ثمان منتشرة في مناطق مختلفة: المنامة والمحرق وعراد والحد وسترة وجدحفص والرفاع الشرقي ومدينة عيسى. إضافة إلى فرع في المركز الطبي في السلمانية تابع لمكتبة المنامة العامة يهدف إلى تقديم خدمات للمرضى والعاملين في المركز. وأشار سرحان إلى أنه تم حديثا وبتوجيه من وزير التربية ماجد النعيمي افتتاح مركزين من مراكز مصادر التعلم في مدينة حمد لاستخدامهما كمكتبتين عامتين في الفترة المسائية ريثما يتم بناء مكتبة عامة في المنطقة. وذكر أن مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات تقدم خدماتها للإناث، ومدرسة الإمام الغزالي الإعدادية للبنين تقدمها إلى الذكور.
وعن موازنة الكتب ذكر سرحان أن الإدارة لديها سنويا موازنة محددة لشراء الكتب تصرف وفق متطلبات المكتبات العامة والميول والرغبات القرائية للمترددين. مشيرا إلى أنه يؤخذ في الاعتبار الكتب حديثة النشر التي يتم تزويد المكتبات بها شهريا وبصورة مستمرة. وبحسب الإحصائية الأخيرة لقسم الإحصاء التربوي في وزارة التربية فإن عدد الكتب في المكتبات العامة وفروعها بلغت العام الماضي 202,14 ألف كتاب، فيما بلغ عدد الدوريات والصحف فيها 729 دورية وصحيفة، أما عدد الموظفين فيها فبلغ 17 موظفا و43 موظفة
العدد 231 - الخميس 24 أبريل 2003م الموافق 21 صفر 1424هـ