من هذا المنطلق يمكننا الوقوف في وجه اميركا ووضعها أمام مواثيق الأمم المتحدة التي لم تعترف كونها تداخلت مع المصالح وتعارضت، ولكننا نملك في يدنا ورقة يمكن استغلالها .
ويجب ألا نغفل حقيقة أن للدول الكبيرة قاعدة بيانات ومصالح خاصة تحركها نحو أهدافها، وما حصل لاميركا في حوادث 11 سبتمبر/ ايلول 2001 م كبير جدا وصل إلى درجة أنها أقنعت الشعب الأميركي بالتنازل عن مبادئ حقوق الإنسان، وبغض الطرف عنها في سبيل الحماية التي ينشدها، وإلا لما استطاعت اميركا التحرك بالقوة والعنجهية التي نشاهدها.
مشكلتنا نحن العرب أننا واقعون بين أنظمة فاسدة، همها الأساس هوالسلطة، فالأنظمة تحتمي بالدول الكبرى، أن توافقت مصالح الحاكم مع تلك الدولة، ودول عظمى تحاول الاستفادة قدر الإمكان من هذه الأنظمة وتوجهاتها ، ونحن ننتظر أن تكون قطيعة بين الاثنين حتى ينعكس علينا بشكل إيجابي، عندها تسلط الأضواء على الانتهاكات وتسمح للمعارضة بالعمل بحرية وغيرها من الأساليب التي تتبعها تلك الدول القوية، وهنا يشعر المراقب باستغلال حقوق الإنسان في الضغط على هذه الدولة أوتلك .
المشكلة إذن تكمن في النظام العربي وكيفية تعامله مع شعبه، كل ذلك يجعل الآخر طامعا فينا، بمسميات كثيرة منها حقوق الإنسان، وهي ثغرة كبيرة لا يمكن لتلك الأنظمة إخفاؤها أوترقيعها، فليس لحقوق الإنسان أية ذنب في التجاوزات التي تحصل على أرض الواقع، نعم عاش شعب العراق أكثر من عشر سنوات يلاقي المهانة والذل من حكامه ومن جميع الأطراف ومنها الدول العربية... ألا يستحق هذا الشعب الوقوف معه في تحديه لتلك القوانين التي سنت عليه من قبل الأمم المتحدة والتعاون معه من أجل كسر الطوق الذي عليه؟
العدد 231 - الخميس 24 أبريل 2003م الموافق 21 صفر 1424هـ