وصلت مرزوق رسالة من احد المواطنين تستفسر عن السبب في عدم تخصيص زاوية لاحد المجانين المهووسين لشتم احدى الفئات أو الطوائف في البحرين.
مرزوق اتصل باحد الصحافيين وسأله عن هذه الفكرة.
مرزوق: مارأيك في استضافة احد المجانين او المهووسين للكتابة؟
الصحافي: غير معقول...
مرزوق: نعم اعلم ان ذلك غير معقول، بس المجانين لهم سوق يدخلها المجنون وغير المجنون.
الصحافي: لماذا غير المجنون ايضا؟
مرزوق: عندما يذهب احد الاشخاص لحديقة حيوان فليس بالضرورة انه حيوان.
الصحافي: انا احتج .. لايمكن تحويل دار للصحافة الى دار للمجانين...
مرزوق: ولكن المثل يقول «خذ الحكمة من افواه المجانين».
الصحافي: ولكننا اذا شجعنا المجانين فقد يفلت الزمام ونصبح كلنا مجانين بدلا من مشاهدين مستمتعين بجنون الاخرين.
مرزوق: وقد يساعد ذلك على اختفاء سوق المجانين ...
الصحافي: وماذا تقصد؟
مرزوق: اقصد ان السوق تسقط اذا زاد العرض على الطلب، واذا طرحنا اعمدة كثيرة للمجانين وكل واحد يشتم الثاني او كل واحد يتخصص في شتم طائفة او فئة معينة، سيلغي بعضهما الاخر ...
الصحافي: ولكنك قلت اننا نستفيد من الحكمة التي يطلقها المجانين واذا الغينا سوقهم قد تنفد حكمهم ايضا...
مرزوق: الحكمة الموجودة لدى المجانين سببها اختفاء حكمة غير المجانين.
الصحافي: يعني تقصد ...
مرزوق: أقصد ان المجنون اليوم حكيم لأن الدنيا مجنونة ويديرها المجانين على المستوى الدولي، ولذا لامانع من رفع شأن المجانين وتوفير أعمدة يومية لهم.
الصحافي: ولكن هذا دثر للعقل والتعقل...
مرزوق: انظر لها نظرة أخرى.
الصحافي: ماهي؟
مرزوق: المجنون له حق الرعاية النفسية والعمل وكل شيء يتمتع به غير المجنون بما في ذلك الكتابة في الصحف. ولذلك فإننا بحاجة لتعزيز حقوق المجانين وهذا سيرفع شأن البحرين عاليا وستطرح انموذجا يحتذى به في مختلف البلدان الاخرى بعد ان يشاهدوا كيف نهتم بالمجانين
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 230 - الأربعاء 23 أبريل 2003م الموافق 20 صفر 1424هـ