تقع في جنوب شرق فرنسا وتحظى هذه المنطقة بثروات اقتصادية وثقافية وتاريخية وجغرافية مهمة. تمثل في مساحتها التي تبلغ 43700 كلم2 تنوعا في المناظر الطبيعية، وتشمل الهضبة الوسطى في الغرب، كسلسلة جبلية متوسطة الارتفاع، ووادي الرون في الوسط وجبال الالب في الشرق. كما تحوي 6 حدائق وطنية تقدم إلى السائح الكثير من المناسبات للتعرف على نباتات وحيوانات استثنائية، وتمتد على 8 مقاطعات، ساهم سكانها في جعلها ثاني منطقة فرنسية من حيث نسبة عدد السكان بعد الحوض الباريسي. يسكن في مقاطعات لا لوار، ورون، وآن، وهوت سافورا، وارديش، ودروم، وإيزير، وسافوا سود، 10 في المئة من السكان الفرنسيين أي حوالي 5,65 ملايين نسمة. تستند مواردها الاقتصادية بشكل اساسي على السياحة والرياضة والتسلية، لكنها تحوي ايضا طاقة اقتصادية هائلة، إذ هناك الزراعة والصناعة كقطاعين في غاية الدينامية والتجديد.

استقبلت اكبر منطقة للتزلج على الثلج في العالم ثلاث مرات الالعاب الاولمبية الشتوية، وكانت في شاموني العام 1924 وفي غرينوبل العام 1968 وفي ألبيرفيل العام 1992. إنه تاريخ حافل لمنطقة تجذب ملايين السياح كل عام إلى مدارج ايزير، وسافوا وهوت سافوا. يقدم هذان الموقعان الاخيران قمما شامخة وخصوصا الجبل الابيض في منطقة هوت سافوا، الذي يشرف من علو 4810 امتار على هضاب اوروبا. فالمحطات هناك تعج بالبشر صيفا شتاء للقيام بالنزهات وبركب الجياد وبصيد الاسماك وبالتحليق وبممارسة الغولف والتزلج المائي والتزلج على الثلج. وتحتوي هذه المنطقة ايضا على محميتين طبيعيتين، هما: لاشارتروز ولو فركور اللتان تحيطان بمدينة غرينوبل الجامعية في مقاطعة إيزير.

كما هناك ايضا الكثير من القرى والقصور التي تنتصب في وسط حقول اللاوندة أو دوار الشمس في مقاطعة ارديش. ثمة نقطة مشتركة بين مختلف المقاطعات التسع، هي تنوع الأطعمة وغناها. فمن المقددات في مقاطعة ارديش إلى الكستناء المجلدة بالسكر والبطاطا المحضرة مع الجبن في الفرن والمقانق والكثير من انواع الاطعمة الخاصة بها. كما تتنوع المميزات الثقافية بحيث تأتي هذه المنطقة وراء الحوض الباريسي من حيث إقامة المهرجانات الثقافية. واختار الكثير من فرق المسرح والرقص المحترفين اقامتهم في منطقة رون - ألب، وهي تقدم عروضها في مسارح المنطقة وعلى خشبات المسارح الوطنية. هناك مثلا بينال الرقص المعاصر في ليون (رون) الذي يجذب آلاف الزوار. كما هناك في ثاني المدن الفرنسية (ليون) اوبرا شهيرة إذ تزور فرقة الباليه فيها والاوركسترا مختلف القارات. وتعتبر ليون، كمدينة براغ، الموقع المديني للتراث العالمي الاوسع. العام 1998 سجلت الاونيسكو اربعة احياء كبرى فيها في سجل تراث الانسانية هي: هضبة فورفيير (حديقة أثرية فيها مسرح قديم) وليون القديمة -جدران المدينة القديمة التي تضم 170 مبنى مصنفا من المباني التاريخية) وشبه الجزيرة (حوالي 5 كلم طول على 600 إلى 800م عرض تمتد بين مجاري المياه لنهري السون والرون) واخيرا، لي بانت دو لا كروا روس (الحي الذي شيد على هضبة تشرف على المدينة، بجدرانه ومسرحه ويعود إلى العام 19 قبل الميلاد). يمتد هذا الحي إلى 500 هكتار وهو مشرع على الماضي ويثير فرحة المتنزهين. تقع منطقة رون ألب في قلب اوروبا وقد عرفت تطوير بنى تحتية للنقل: من مطارات وشبكة اوتسترادات وانفاق تعبر الجبل الابيض وفريجوس، وقطار السرعة الكبرى تي. جي. في وخطوط نهرية للملاحة على نهري الرون والسون، جعلت كل هذه من المنطقة ملتقى تجاريا استراتيجيا. وهناك صناعات النسيج والبلاستيك والصلب التي تحتل المرتبة الاولى فيها على الصعيد الوطني. فقد نشأت صناعة النسيج والالبسة مع الحرير في القرن التاسع عشر وتعمل فيها اليوم مؤسسات كثيرة. اما صناعة البلاستيك فهي تشمل مختلف انواعه من منتجي البوليمير وحتى صانعي النظارات وقطع السيارات والأغلفة وارضيات المساكن والاثاث، اما صناعات الصلب والمعادن فتعود إلى القرن الخامس عشر. وتخص صناعة الصلب قطع السيارات والميكانيك العام. وتحظى منطقة رون الب بطاقة هائلة للتجديد بفضل وجود معهد العلوم الصيدلية والبيولوجية والمركز الدولي للبحوث على السرطان، علاوة على ثلاثة مستشفيات جامعية في ليون وغرينوبل وسان اتيان. كما ظهرت الصناعات الكهربائية والالكترونية بفضل استثمار الطاقة المائية الكهربائية الضرورية لصناعة الورق وللاسمنت