العدد 229 - الثلثاء 22 أبريل 2003م الموافق 19 صفر 1424هـ

هل أنتم مستعدون؟!

علي محمد جبر المسلم comments [at] alwasatnews.com

نعم لقد حان وقت العمل والاستعداد بعد ان هدد الساسة الاميركان الجمهورية السورية الدولة الثالثة على قائمة الدول الراعية للارهاب بالمفهوم الاميركي في القاموس الاسرائيلي. والآن على الاخوة السوريين تبرئة انفسهم من ثلاث تهم الصقت بالنظام السوري بعد ان فرغ اللصوص من وضع أيديهم على كل مقدرات جمهورية العراق من آثار تاريخية وكنوز ومخطوطات وثروات طبيعية واموال ونفط وصناعة وابحاث وتجارب علمية وعلماء، صرف عليهم العراقيون دم قلوبهم.

كل ذلك ذهب ادراج الرياح نتيجة عدم احترام الولايات المتحدة الاميركية الشرعية الدولية والتصرف كدولة مارقة وخارجة على القانون، إذ ضربت بقرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن وحقوق الانسان والمعارضة الدولية عرض الحائط لتعلن للعالم اجمع استراتيجية القطب الواحد وهي ان من يمسك بزمام القوة فليس من الضرورة ان يكون ديمقراطيا مع الآخرين بمعنى ان اميركا كدولة لديها اعتى قوة عسكرية، يمكنها متى وكيفما شاءت السيطرة وقهر واذلال ونهب ثروات أية دولة اخرى وهي استراتيجية ليست بعيدة عما اتهمت صدام حسين بممارسته ضد شعبه.

صدام حسين كشخص قهر شعبه لبناء مجده، واميركا كدولة تقهر الدول وتدمر لبناء مجدها. ليس هناك ثمة فرق بين الاثنين فاذا كان فعل الاول عملا ديكتاتوريا، فماذا عسانا ان نصف ما تقوم به واحة الديمقراطية الولايات المتحدة الاميركية خارج حدودها؟ وماذا عسانا ان نسمي هذا الفعل؟ هل هذا هو الوجه القبيح للديمقراطية؟ ام انها الجانب الديكتاتوري لديمقراطية النظام العالمي الحديث؟

والآن كيف يمكن ان تواجه الجمهورية السورية هذا الخطر المقبل؟ وكيف تتصدى لمبررات الحرب عليها؟ فاميركا تتهمها بايواء عناصر النظام العراقي وتارة بالتستر على اسلحة الدمار الشامل التي تقول انها انتقلت إلى الاراضي السورية وتارة اخرى بتوفير الملاذ الآمن لبعض منظمات التحرير الفلسطينية التي يطلق عليها بالمفهوم الاميركي في القاموس الاسرائيلي «الارهابية».

لقد وضع الاميركان كرة ملتهبة في الملعب السوري ليشغلوها ريثما ينتهون من ترتيب البيت العراقي من الداخل واحكام سيطرتهم وتجهيز كل القواعد والمطارات القريبة من الجمهورية السورية لمسرح عمليات الضغط السياسي لابتزاز الموافقة السورية على جميع الشروط الاسرائيلية فيما يتعلق بالمسألة الفلسطينية والا عليها مواجهة خيار الحرب المدمرة كما حدث للعراق.

وازاء كل ذلك هل نحن كشعوب بالدول العربية والاسلامية مستهدون لما هو آتٍ؟ هل جهزنا مزيدا من الشعارات وانشأنا مزيدا من المؤسسات والصناديق الخيرية ام ان ما لدينا يكفي لمواجهة الحدث كما فعلنا تجاه العراق؟

إقرأ أيضا لـ "علي محمد جبر المسلم"

العدد 229 - الثلثاء 22 أبريل 2003م الموافق 19 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً