أثار تدخل قوات شرطة مدججة بالسلاح بالقرب من مأتم كريمي في المحرق لإزالة أعلام سود كان نصبها بعض الأهالي لإحياء مناسبة دينية ليل أمس حفيظة الأهالي الذين استغربوا طريقة إزالة تلك الأعلام.

وكان عدد من دوريات الشرطة توجهت إلى المنطقة مدعومة بشرطة مسلحين وبدأت بإزالة الأعلام إلا أن الأهالي تدخلوا مطالبين الشرطة بتقديم أمر كتابي يثبت قانونية أعمال الإزالة بينما الشرطة أوضحوا أن الأوراق في المركز ومن يرغب الاطلاع عليها يمكنه التوجه إلى هناك إلا أن الأهالي رفضوا أن تتم الإزالة من دون أثبات قانوني حيث غادرت الشرطة الموقع بعد تزايد أعداد الأهالي.

الأهالي أعادوا نصب الأعلام وتجمع عدد غفير منهم بالقرب من المأتم حيث أشار السيد محسن الموسوي إلى أن التصرف الذي حصل هو تصرف غير مقبول إطلاقا من أهل المنطقة وأهل المحرق أجمعين وخاصة أن دخول شرطة مسلحين أثار الذعر بين الأطفال والنساء وأهالي المنطقة من دون مبرر منطقي وخاصة أن تلك الأعلام كانت ستزال بعد المراسم الدينية التي كانت ستقام ليل أمس وهي مناسبة يحتفى بها بالطريقة نفسها منذ أكثر من سبعين عاما.

الموسوي أضاف أن هناك توافقا بين الطائفتين الكريمتين في المنطقة وأن إحدى الأراضي التي نصبت عليها الأعلام تعود إلى عائلة البنعلي التي كانت دائما ذات موقف مشرف ولم تمانع استخدام أجزاء من الأرض لنصب الأعلام في المناسبات الدينية فيما تعود ملكية الأرض الأخرى إلى المأتم متهما أيادي خفية بالعبث لبث الفرقة بين أهالي المحرق الذين كانوا دوما مثلا يحتذى به في التعايش والتآخي وتقبل الآخر مطالبا وزير الداخلية بالتدخل لوقف ما وصفه بالمهاترات وتضر بأهل المحرق المسالمين وخاصة أنه لو كانت هناك مخالفة فإن أي مسئول مدني كان بإمكانه الاتصال بالقائمين على الحسينية لطلب إزالة المخالفة من دون خلق ذلك التوتر.

محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي الذي توجه إلى مأتم كريمي للقاء الأهالي بعيد قليل من الحادثة قال إن مثل تلك الأمور تحصل إلا أن أهالي المحرق سيبقون عائلة واحدة، مضيفا أن كل محرقي لا يرضى إطلاقا بأن يتم المس بذلك النسيج الذي تتكون منه عوائل المحرق، معربا عن رفضه التصرف الذي حصل لإزالة الأعلام بتلك الطريقة.

وكان الشيخ راشد المريخي الذي يرأس جمعية مالك بن أنس التقى الأهالي أيضا مؤكدا وحدة الطائفتين حيث اجتمع مع وجهاء المنطقة والقائمين على الحسينية داخل مأتم كريمي