مرزوق استمع إلى حديث أحد الأشخاص الذين تجهزهم أميركا لتسلم حكم العراق... واستغرب، لماذا تختار أميركا شخصا متهما بسرقة 300 مليون دولار من مصرف أردني ومحكوم عليه بالسجن ومطلوب للإنتربول...
صديق مرزوق: تعرف أن الأميركان سألوهم مرة عن هذا الأمر عندما كانوا يساندون أشخاصا من الشاكلة نفسها في أميركا الجنوبية...
مرزوق: وماذا كان ردهم؟
صديق مرزوق: المسئول الأميركي استقبل سؤالا عن سوموزا الذي أطلق عليه ذلك المسئول عبارة «ابن الكلبة»...
مرزوق: وماذا أجاب؟
صديق مرزوق: المسئول الأميركي قال: إنه ابن الكلبة، ولكنه ابن كلبتنا...
مرزوق: يعني...
صديق مرزوق: يعني أن الحاكم الجديد سيكون أحد الحرامية، ولكنه حرامي على النمط الأميركي.
مرزوق: إذا، فكيف سيتخلصون من مطالبة الأردن لحاكم العراق الحرامي...؟
صديق مرزوق: نعم، هذا سهل جدا...
مرزوق: وكيف؟
صديق مرزوق: أميركا طلبت من الأردن تغيير قانونه...
مرزوق: ماذا؟
صديق مرزوق: طبعا سيكون لذلك محفزات وستكون هناك مساعدات لتغطية بعض ما سرق منهم...
مرزوق: إذن...؟
صديق مرزوق: الأردن غير القانون وقال إن أي شخص يرجع بعض ما سرق ستسقط المطالبة به من خلال الإنتربول...
مرزوق: وهل سيرجع حاكم العراق المستقبلي بعضا من ذلك المال؟
صديق مرزوق: يعني ليس من ماله... فسيتم أخذ بعض خيرات العراق ويتم تسليمها باسم الرئيس...
مرزوق: ولكن هذا شيء مخجل؟
صديق مرزوق: ليس مخجلا أبدا... فجورج بوش يقول عن الارهابي شارون إنه رجل السلام، وسيقول عن الحرامي انه الرجل الأمين...
مرزوق: أمين... إذا كان قد سرق ومطلوبا للعدالة؟
صديق مرزوق: لا، ليس أمينا بالفهم الذي تعرفه... انه أمين بمعنى أمين على مصالح الأسياد الأميركان...
مرزوق: إذن، أين الديمقراطية؟
صديق مرزوق: أوه... بعدك ما شفت شيء، ستكون ديمقراطية الأكل السريع والجينز وموسيقى البوب، لأن هذا كله مطلوب في الحفلات التنكرية.
مرزوق: حفلات تنكرية؟
صديق مرزوق: نعم... حفلات تنكرية... فالأميركان يحبون الحفلات التنكرية وهي جزء لا يتجزأ من ثقافتهم... وأثناء هذه الحفلات تحصل الجرائم والخيانات، ولكن كله في جو من الفرح والمرح الديمقراطي...
مرزوق: ولكن انت تتحدث عن العراق وأهله، وعن الشرق الأوسط وأهله وعن تاريخ عظيم وشعوب كريمة لها الريادة بدينها ومبادئها...
صديق مرزوق: ولكن... الآن هم جميعا تحت السطو الأميركي العلني... وهم بحاجة إلى أناس أيديهم «ساطية» أيضا... وإلا إذا قبلوا بالشريف والذي لا يسرق فسيتورطون...
مرزوق: يتورطون بالشريف؟
صديق مرزوق: اسمع، هذه سياسة أميركية ديمقراطية، وهي تعني ان كل ما تقوم به أميركا عدل وزين ولمصلحة السارق والمسروق...
مرزوق: كان الله في عوننا... ولكن لا أعتقد أن شعب العراق سيقبل بالحرامية إلا إذا كان الحرامي المستقبلي مثل الحرامي صدام الذي ذبح الكبير والصغير..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 227 - الأحد 20 أبريل 2003م الموافق 17 صفر 1424هـ
