المشكلة تكمن في أن الأخطاء كثرت إلى درجة أصبحت لا تطاق ولا يمكن تحملها... فاستغلال المنصب لأغراض شخصية بمزاجية حادة حدث في أكثر من موقع... بالأمس القريب جرجر صحافي إلى المحاكم بقرار اداري... وحدث هذا قبل عامين في سابقة خطيرة عندما منع صحافي من الكلام لأجل صالح وزير هنا أو هناك... وقال البعض: لعلها تكون القارورة الأخيرة التي تكسر خطأ، وإذا بالشارع العام يفاجأ ذات صباح بإقصاء الإدارة الشرعية لمسرح الجزيرة ما أثار استياء الشارع البحريني... وأصبح المعنيون بهذه المشكلة يلطمون على رؤوسهم عندما رأوا المسئول كيف يعمد إلى انزال المطرقة على رؤوسهم فيستولي حتى على المؤسسات الأهلية التي كان لها تاريخ في عالم الفن والمسرح... وبعد الشد والجذب ربح «الجزافيون» القضية بعد أن ربح الصحافي قبل سنتين القضية أيضا... وهكذا خسر المسئول قضيتين لا يفصل بينهما زمن طويل... وكثرت الأخطاء وازداد طين الوزارة بلة أخرى... حتى تكشّف الواقع عن فضيحة عدم تسجيل آثار البحرين في الأمم المتحدة، إذ يكشف ذلك مدى الاهمال والضعف... هذا عدا عن تهميش الفنانين البحرينيين وغيرهم من الممثلين والممثلات عندما وجد البعض منهم ان راتب الممثل البحريني «ما يأكّل عيش» فراحوا يتسابقون إلى وزارات الاعلام الخليجية عندما وجدوا هناك الاحتضان والتقدير... وهذا ما شهد به الشارع البحريني، إذ قدم مذيعو وفنانو البحرين في الخليج سواء عبر المسلسلات أو غيرها من البرامج صورا تدلل على قوة الكادر البحريني، وانه قادر إذا فتحت له أبواب الابداع أن يبدع ويقدم الكثير... بدلا من أن يصبح مهمشا، ومطمورا في برامج تسهيلية، مسطحة... فالفنان والمخرج... إذا لم يشعرا بالتقدير فانهما يموتان كما مات الكثير من الفنانين البحرينيين بسبب ذلك الفساد المالي والإداري الذي أصبح على حسابهم، إذ أصبحت التبريرات الإدارية تساق على انه لا توجد «مخصصات كافية لهم ولبرامجهم» في حين تهدر هنا وهناك في برامج وقضايا وتسويقات لصالح قضايا شخصية.
من ينظر إلى الملاحق الفنية لاحدى الصحف البحرينية يستشعر هذه «البلاوي» التي يعاني منها الفنانون البحرينيون، في اقصائهم عن مهرجانات الانشاد الوطني وغيرها... وحتى في المهرجانات السينمائية إذ يدعى عدد كبير من فناني الدول الأخرى إلا الفنان البحريني... وأحيانا يقام مهرجان بكامله لمجرد التسويق لفلانٍ أو علان.
والأمر ذاته تراه... فالكادر - إذا ما كتب له الحظ - فهو يكسب من كل مكان؛ فهو مذيع، وممثل، ومخرج وتهانينا. ونكاد نصدق أنه تلفزيون العائلة العربية... أو بالأحرى «الفلانية»... إذ لو حدثت للعائلة حالة وفاة ـ لا سمح الله ـ فكل العائلة تغيب عن الوزارة... ومن أراد التأكد فليقرأ الأسماء بعد أي مسلسل أو نشرة اخبارية ليجد الصور تكرر أسماء العائلة الواحدة على قاعدة «شيلني وأشيلك» و«غط عليّ وأغطي عليك»
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 227 - الأحد 20 أبريل 2003م الموافق 17 صفر 1424هـ