العدد 227 - الأحد 20 أبريل 2003م الموافق 17 صفر 1424هـ

هل بات شارون يفضل عرفات؟

بالعبري: شارون لا ينوي التنازل عن أي شيء كان...

آمنه القرى comments [at] alwasatnews.com

.

فيما بدا انه أول إفرازات الحرب الأميركية البريطانية في العراق، ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، في حديث إلى «هآرتس»، تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بإلغاء حق العودة، وأبدى استعدادا لتقديم «تنازلات مؤلمة» في مقابل التوصل إلى «سلام حقيقي» مع الفلسطينيين، مشيرا إلى ان هذه التنازلات تشمل التخلي عن بعض المناطق والإقرار بدولة فلسطينية في نهاية المطاف. واعتبر ان «إزالة التهديد العراقي» بداية فرج لن تكتمل قبل «إزالة» الأخطار الأخرى المتربصة بإسرائيل من إيران وليبيا والمملكة العربية السعودية. واعتبر ان التوصل الى اتفاق «رهن قبل كل شيء بالعرب وان ذلك يتطلب قيادة (فلسطينية) أخرى ومكافحة الارهاب وتطبيق سلسلة اصلاحات والوقف التام للتحريض على العنف والقضاء على المنظمات الارهابية». وعلّقت «هآرتس» على حديث شارون بالقول، ان لا خطر أن تصير خريطة الطريق لتسوية إسرائيلية - فلسطينية فخا لشارون. فالرجل يحسن تفادي الفخاخ، واختصاصه هو جر الآخرين إلى الفخاخ التي تفاداها هو نفسه. وشددت «هآرتس»، على ان التدقيق الشديد في ما قاله عن «تنازلات مؤلمة» يظهر، بما ان المستقبل الذي يتحدث عنه شارون، طالما بدا بعيدا جدا لا بل مازال غير مرئي في الوقت الحاضر، فإن رئيس الوزراء لا ينوي التنازل عن أي شيء كان. كما رأت «هآرتس»، انه بالنظر إلى الطريقة التي تتعامل فيها الحكومة الإسرائيلية مع الفلسطينيين، فإن أقوال شارون، أيا كانت تثير القلق. ولفتت إلى ان شارون، قال في مقابلته انه لا بد من أن يكون تجميد المستوطنات، في مرحلة يطبق فيها الفلسطينيون إصلاحا حكوميا، ووقفا تاما لإطلاق النار، معتبرة ان الخوف ناجم، إذا، من أن يكون شارون، عند حديثه عن المراحل في «خريطة الطريق» يريد تقويض هذه الخريطة عبر تقديم الحجج التي لا نهاية لها، مما يضعها طي النسيان. بينما نقلت معاريف، عن أوساط القيادة السياسية الإسرائيلية، ان خريطة الطريق ستنتظر. فالولايات المتحدة لم تضغط على «إسرائيل» في موضوع خريطة الطريق حتى بعد نهاية الحرب في العراق، ولا سيما بسبب الحملة الانتخابية للرئاسة التي ستبدأ بعد بضعة أشهر. وإذ ذكر عكيفا إلدار في «هآرتس»، بأن عرفات بات غير ذي صلة لكن «الإرهاب» مستمر... سأل هل يعقل ان شارون يفضل عرفات غير ذي الصلة في ما يتعلق بالحرب على «الإرهاب» على أبو مازن؟ وقال إلدار، ان جزءا من الإجابة عن هذا السؤال موجود في الخوف الموجود في مكتب شارون من احتمال أن ينشر الرئيس الأميركي جورج بوش «خريطة الطريق». فقد لاحظ إلدار، انه منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية، كل ما كان يتردد هو ان الكارثة في «إسرائيل»، لن تتوقف ما لم ينته رجل واحد هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. لافتا إلى ان الإسرائيليين كانوا يقولون، انه في حال تمكن الإسرائيليون من اعتبار ان عرفات «غير ذي صلة» فإن «الإرهاب» سينتهي كما ان القوات الإسرائيلية ستغادر الأراضي الفلسطينية وبالتالي سيعود السياح بأعداد كبيرة إلى البلاد. ولاحظ إلدار، أيضا ان الحمائم والصقور الإسرائيليين اتفقوا على ان أول ما يجب التخلص منه هو عرفات، حتى ان النقاد الأوروبيين اقتنعوا بأنه طالما بقي عرفات يدير الأمور الفلسطينية، فما من حل. وتابع إلدار: لقد تقلصت صلة عرفات في السنة الماضية، على المستويات كافة لكن «الإرهاب» لم يتوقف. لافتا إلى ان عرفات، محتجز في المقاطعة، وقد تم تقويض سلطته على الجهاز العسكري كما على المدنيين. لكن «الإرهاب» مازال مستمرا. ورأى ان هذا دليل، على انه حتى لو اختفى عرفات، فإن «الإرهاب» سيبقى موجودا. وقال إلدار، انه في حال استمر العنف بعد تولي «أبو مازن»، دفة القيادة، فإن ذلك سيكون إثباتا شديدا على ان الخطأ يكمن في الطريق التي يتم سلوكها وليس في السائق. وأضاف ان فشل القيادة الجديدة في رام الله، سيقوض المفهوم القائل بأن اللوم يقع على عرفات وحده. معتبرا ان نجاح أبو مازن، سيساعد الإسرائيليين على الحفاظ على مفهومهم هذا. وإذ لفت إلدار، إلى ان رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يقتنع حتى الآن، بأنه كي يتم القضاء على عرفات، لا بد من أن يكون وضع أبو مازن، جيدا، فهو يرفض التقليل من مخاوف أبو مازن، ما لم يثبت هذا الأخير انه قادر على مكافحة «الإرهاب»، تساءل إلدار، هل يعقل ان شارون، يفضل عرفات، وهو غير ذي صلة، في ما يتعلق بالحرب على «الإرهاب»، على أبو مازن؟ ورأى ان جزءا من الإجابة عن هذا التساؤل موجود في الخوف الموجود في مكتب شارون، من احتمال أن ينشر الرئيس الأميركي جورج بوش، «خريطة الطريق».

من جهة أخرى، وقد يكون في سياق البحث الإسرائيلي عن مخارج للتملص من «خريطة الطريق» على أن يأتي الرفض من الجانب الفلسطيني. أشارت «هآرتس»، إلى رفض الرئيس الفلسطيني، للحكومة الإصلاحية التي اقترحها رئيس الوزراء الفلسطيني، ناقلة عن مصادر مطلعة، ان عرفات، رفض بادئ الأمر، تسمية رئيس الأمن الوقائي السابق في غزة محمد دحلان، وزيرا للشئون الداخلية، مما يعني استبعاد الوزير هاني الحسن، المقرب من عرفات، من منصبه. فاستدرك الأمر وقرر أن يكون هو وزيرا للداخلية. لكن الصحيفة العبرية، رأت ان هذا لم يرض عرفات أيضا، فرفض الحكومة. وتوقعت «هآرتس»، أن يخيّب رفض عرفات لهذه الحكومة آمال واشنطن. التي تنتظر أن يفي الفلسطينيون بالتزاماتهم

العدد 227 - الأحد 20 أبريل 2003م الموافق 17 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً