السؤال الذي سيضطر خالد المعالي صاحب دار النشر الألمانية المهتمة بالمنظورات العربية (دار الجمل) في مدينة كولونيا، إلى طرحه هو: من يكون مؤلف رواية (عالم صدام)؟ تتحدث الألسن عن أربعة أسماء لكتاب عراقيين يقيمون في المنفى: عبدالرحمن منيف، فؤاد التكرلي، حيدر حيدر، وفاضل العزاوي. المؤكد أن صاحب الرواية خشي ذكر اسمه ربما حرصا على حياته وخوفا من انتقام المخابرات العراقية وقد اختار اسم مهدي حيدر. يقول مهدي حيدر في كلمة التقديم: هذه الرواية ليست نصا تاريخيا بل هي عمل من نسج الخيال يستغل الواقع لبناء عالم خيالي مواز للعالم الواقعي يتطابق معه أحيانا ويتخلف في أحيان أخرى فتعطي شخصيات معروفة مصائر مختلفة عن الواقع التاريخي بحسب ما تقتضيه الحاجة الفنية. يؤكد المؤلف المجهول أن كل اختلاف أو عدم شبه بين الرواية والواقع هو أمر غير مقصود.
تستهل الرواية بالحديث عن الهجوم الذي وقع فجرا. كان صدام نائما ببذلة كاكية مثقلة بالنياشين وبحذاء عسكري مع مسدس في حزام جلد يزنر وسطه، في مقر محصن تحت ملعب لكرة القدم يبعد خمسة كيلومترات عن المجمع الرئاسي إذ أقام 12 سنة محاطا بحرسه الجمهوري منذ أعلن الرئيس أحمد حسن البكر في 16 يوليو/ تموز 1979 على التلفزيون وأمام الأمة جمعاء اعتزاله وتنحيه عن كل مناصبه لأسباب صحية. الانفجارات الأولى أيقظت سكان بغداد وأطلقت صرخات في الأحياء السكنية وهتافات تكبير مذعورة، لكنها لم توقظ صدام النائم في ملجأ نووي تحت الأرض.
يحمل المؤلف القارئ في رحلة للتعرف على شخصية صدام ويبدأ بالحديث عن مرحلة الطفولة: في ذلك الزمن البعيد، حين أعادوه من تكريت، إلى بيت أمه صبحة في قرية شويش، بعدما زج الإنجليز خاله في السجن، لم يكن صدام بلغ الخامسة بعد، طوال شهور اعتاد أن يسأل أمه عن خاله خيرالله: أين هو؟ طوال شهور ظل جوابها واحدا: في السجن.
أبناء القرية كانوا يطاردونه في الأزقة ويرمونه بالحجارة، كان بلا أب، خلال غيابه في تكريت اقترنت أمه الأرملة بعمه حسن ابراهيم، وبرجوعه إلى القرية، وجد صدام نفسه هدفا لضربات هذ العم الغريب الطباع واكتشف أن الناس ينادون عمه: حسن الكذاب. وحين أراد صدام معرفة السبب وراء هذا اللقب ذاق طعم عصا ملبسة بالزفت الصلب وكانت أول علقة ساخنة في حياته.
عمه حسن ابراهيم، الفالح الفقير الذي لا يملك أرضا، كان يجرع خمرة التمر ويتسلى بضربه، أثناء دراسة الحقوق في جامعة القاهرة، تذكر صدام تلك السرقات الصغيرة التي أمره عمه بتنفيذها، يسرق تمرا أو تبغا، وأن يفر راكضا بين الغنم إلى أطلال الحجر عند طرف القرية، تلك الأطلال التي تذكر بالقلعة على الهضبة المطلة على تكريت، كان يرى القلعة من نافذة بيت خاله خيرالله طلفاح المجاور للمسالخ، من النافذة ذاتها، كان يتفرج على صناع الأطواف المنفوخة يخيطون جلود الحيوانات بأبر ساخنة ويبردون أصابعهم في حوض الماء في شويش حيث عاش في هذه القرية من العام 1941 وحتى خروجه الثاني من تكريت، خمس سنوات وشمت روحه ببصمة لا تزول.
يفر من عصا عمه الملبسة بالزفت، فيصطدم بالأولاد هناك، عثر وراء مخزن مهجور على قضيب من الحديد فخبأه في ثوبه، ثم خاف أن يعثر عمه على القضيب فرماه في بورة وراء حظيرة مثقوبة السقف أمام بئر جافة، اعتاد أن يرى قربها جلود ثعابين شققتها الشمس، كل شيء في هذه القرية بدا قديما ومهجورا. في حقول الشوك كان يجلس وحدة ويلاعب العقارب بعود خيزران طويل، راقب العقارب تتقاتل، ورأي صفوف نمل تنقل عقربا ميتا إلى ثقب في التراب، ثم تقطعه قطعا صغيرة، وتحمله على أعماق الأرض، كان يفصل بين العقارب بطرف العود. كان يمشي في حقول الشوك ساعات، ورأى ثعبانا يلتهم طيرا أحمر الريش، هب هواء ساخن ورأى بيت أمه يلوح من بعيد، قرب الأشجار اليابسة السوداء، بينما يبتعد عن حقول الشوك اليابسة، كان ينتابه إحساس بأنه ترك قطعا في جسمه وراء ظهره، يكره هذا الكوخ المبني من قش ووحل وخشب، يظل يمشي إليه، لا يجد مكانا آخر يمشي إليه، كلما تعب من شروده في الحقول اليابسة، كلما اقترب الظلام وتعالى عواء الحيوانات، هذا الكوخ الذي بلا نوافذ، رائحته تبن ووحل، وفي الليل يتحول إلى قبر.
طوال سنة، ظل يتلقى جلدا مبرحا من فتى يكبره بأعوام، كان الفتى المعتم الوجه ينتظره في الظلام قرب بيت أمه، يكون صدام عائدا من شروده النهاري في الحقول والبرية والليل يهبط، حين يظهر له ذلك الشبح وراء شجرة أو جدار متداع، يقفز الشبح صارخا، فوق رأسه سلك حديد يقص الفضاء، يركض صدام هاربا والسلك يسقط كنار صلبة على ساقيه وخصره وعنقه، لم يخبر أحدا، حين قسى جسمه قليلا، انتظر ليلة كاملة الظلمة كثيفة الغيوم، وأخرج قضيب الحديد القديم من البورة قرب الحظيرة المهدمة، رجع إلى الكوخ من الجهة الأخرى، تسلل من وراء أشجار مكسورة وحيطان قصيرة، رأى الشبح الذي يكبره ببضعة أعوام طويلا عريضا كمارد يلتصق بشجرة تين، ارتجفت ذراعه، القضيب كان ثقيلا في يده، الشبح كان يدندن ونظراته معلقة بالتلال وحقول الشوك، اقترب صدام بلا صوت، رفع القضيب وهوى به، الضربة الأولى أصابت الظهر والكتف، سقط الفتى أرضا، استمر يضربه بالقضيب الحديد حتى احترقت يده واكتوى جلد أصابعه وامتزج صراخ الفتى بعواء الذئاب والضباع في البرية، بعد ذلك توقف الأولاد عن مطاردة صدام.
هكذا بدأ صدام الطفل رسم شخصيته بنفسه، وكانت النتيجة مؤثرة، اتبعها بفراره من بيت أمه ولجأ إلى خاله خيرالله طلفاح، وما دفع صدام إلى هذا القرار، إدراكه الفرق بينه، وهو الأمي، وبين ابن خاله عدنان الذي يذهب إلى المدرسة، يقرأ ويكتب، لم يكن ذلك شعورا طفوليا عابرا بالغيرة، بل كان ملمحا رئيسيا لشخصية الطفل وهي تتشكل وسط إحساس عميق بالكراهية للبيئة التي يعيش فيها ورغبات حارقة في الاستحواذ على وسائل ومقدمات القوة لعلها تساعده في تضميد شعوره العميق بالوحدة.
هذه الملامح الطفولية لصدام، تشكل مادة خصبة لكل مدارس التحليل النفسي الحديثة، والروائي لا يريد أن يشير إليه مباشرة، لكنه متضمن في ثنايا التفاصيل والوقائع.
بانتقال صدام إلى بيت خاله دخل مباشرة في الهيجان السياسي القومي البازغ في العراق، خيرالله طلفاح، المعلم والمهيج الأول، ومنه تجرع الطفل دروسه التاريخية والجغرافية والسياسية الأولى. يلخص الروائي دروس طلفاح الأولى بكثافة، وستظهر ثمار ما زرعته في عقل ابن شقيقته بعد غرسها بأربعين عاما، خرج خيرالله طلفاح من السجن، وجاء من تكريت إلى شويش مع ابنه عدنان لزيارة أخته صبحة، كان عدنان في السابعة، أصغر من ابن عمته النحيل المفلع الجلد الداكن الذي يكبره بثلاث سنوات، لكنه يعرف أشياء لا يعرفها صدام، كان عدنان يقرأ ويكتب، صدام الأمي الذي لا يعرف فك حروف اسمه، نظر إلى ابن خاله يخط بالعود حروفا على التراب وراء الكوخ، وعرف أنه طوال السنوات الماضية كان مرميا في بئر مظلمة بلا قرار، تذكر البيئة الجافة قرب الحظيرة المهدمة وأحس بحروق في حنجرته وفي جفني عينيه، حين ابتعد عدنان إلى ظل شجرة التين راح صدام يحاول تقليد رسم الحروف الباقية على التراب.
ذات يوم دخل على أمه ظهرا والمياه تنقط من شعره وذراعيه، كانت رائحة الترعة تفوح من جلده، قال ناظرا إلى نقطة ثابتة فوق رأسها: أنا ذاهب إلى تكريت. لم تقل الأم شيئا، تابعت تقشير فصوص الثوم وإلقاء نظرات خاطفة على ابنها المنشغل في الزاوية بإعداد صرة السفر، حين وقف أمام الباب بصرة من بطانية صوف ألقاها على ظهره وقالت: إذا ذهبت من دون إخطاره فسوف يقتلك.
قال صدام: من؟
قالت الأم: عمك.
بصق صدام الكلمات من فمه وذراعه ترتجف غيظا: حسن الكذاب.
تراجع جذع الأم إلى الخلف، ذعرت من قوة الكراهية في الصوت الحاد الذي غدا فجأة صوتا لا تعرفه، خشونة بشرية تشبه سهاما مسمومة تنغرز في مسامعها. على الطريق المغبر في ذلك الصيف البعيد، أدرك أنه وحده في العالم، خاله قد يساعده لكن عليه أن يركز فهمه جيدا. كان صدام يجلس مع ابن خاله عدنان، يستمع إلى دروس العسكري الذي صار أستاذا، ويتأمل الخرائط التي يرسمها بالطبشور على اللوح الخشب، أمام عينيه، للمرة الأولى في حياته، رأى شكل البلاد التي يعيش فيها مرسوما على الخشب، رأى دجلة والفرات يتدفقان جنوبا، الأول آتيا من تركيا، والثاني من سورية، زحفا، ويتقاربان والأرض تخضر بينهما، إلى أن يلتقيا في الجنوب، اسم البصرة رن في أذن خاله، رسم حدود العراق وكتب اسمي تركيا وسورية في الشمال واسم السعودية في الغرب والجنوب، واسم إيران في الشرق. سأله عدنان: زين والكويت؟ ابتسم الخال وسألهما لماذا لم يسألا عن الأردن أيضا؟ كان ضوء الغروب في الغرفة وأصوات الباعة ترتفع من السوق، بينما تعالى آذان العشاء، رسم خيرالله طلفاح بطبشورة عصبية خريطة كانت الدرس الأول لصدام في الجغرافيا والتاريخ.
العام 1955 انهى صدام الابتدائية في تكريت والتحق ابن الـ 18 عاما بخاله إلى الكرخ في بغداد وكان بيت خيرالله آنذاك مركز تجمع للبعثيين إذ توثقت علاقة صدام الشاب وقريبه العقيد التكريتي أحمد حسن البكر وقد صارح صدام البكر بأنه معجب بالعسكريين وأبدى رغبته في أن يكون عسكريا. رد البكر: عليك أن تنهي دراستك الثانوية أولا، عندئذ...
لم يسمع صدام تتمة الجملة، ثانوية الكرخ لا تهمه، ليست الدرب الذي يقود إلى القوة ثم لماذا ينتظر؟ تذكر الماضي، كيف كانت حياته في شويش حين كان يسرق ويعمل أجيرا في الحقول، يأخذ الماشية إلى الترع ويشرب الأمراض والجراثيم معها، بينما عدنان يدرس في تكريت الآن، في ثانوية الكرخ. مرة أخرى حاول الدخول إلى الكلية العسكرية بمساعدة ضباط آخرين من معارف خاله القدامى، مرة أخرى أصيب بالفشل. فشلان كبيران في هذه المرحلة، رسما شخصية صدام بقوة، أولا تأخره الدراسي الذي لن يستطيع تعويضه وسيظل يشعر بنقص ما يحاول تجاوزه بإنكار إحساسه بالدونية تجاه المثقفين المشتعلين بالنشاط، والفشل الثاني في الدخول إلى الكلية الحربية، إذ ولد لديه عداء ظاهرا للعسكريين وسطوتهم على الحزب.
صدمة الفشل الثاني تلقاها صدام بكل زخمها: ضاع في زحمة السوق، كيف يمنع من دخول الاكاديمية العسكرية بينما أبناء الكلية يدخلون إليها بيسر؟ هل مد العقيد البكر يد المساعدة إليه حقا؟ لماذا لم يحاول ذلك خاله عبدالله المشغول دائما بولده عدنان؟
كان عمود الكهرباء بوجهه، لطمه بقبضة قاسية فنفرت قطرات الدم من مفاصل أصابعه. صمم ألا يضعف. استأجر غرفة في قلب بغداد اسفل بناء كبير مقابل سينما (روكسي) يعج بالوكلاء التجاريين، من غرفته كان يرى الاقدام في الشارع وهو ممدد طيلة النهار لا يخرج إلا ليلا. يمشي في شارع الرشيد ونور المصابيح المشتعلة على الارصفة، يقف امام بائع اللحم المشوي عند زاوية (السندباد) يتفرج على الاسياخ والدهن يقطر على الفحم فيتوهج ويلتهب، والروائح تفوح، رائحة الشواء والعراق والجعة والزيت المقلي، ورائحة الفلافل والمقليات، كان يجني مالا من بيع السجائر، ينتقل بين تقاطعات الطرق في وسط المدينة حاملا صندوقا، أحيانا من الصباح أيضا، في الطريق إلى غرفته يشتري بعض الشاي والسكر والبيض وبعض الخضار. النهار للتفكير والتخطيط وتحضير الجمل والردود القوية، العصر وأول المغرب لبيع السجائر وجني لقمة العيش مؤقتا، بعد نصف الليل وحتى سويعات الفجر الاولى ينتقل بين أوكار البعثيين وحزبي الاستقلال والشعب، يتمرن على النقاش. يراقب الناشطين، يتعلم الصمت وإطلاق عباراته في اللحظة المناسبة، والأهم ما كان يقوله لنفسه دائما: لا تضعف ابدا.
في ربيع 1956 انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، خاله خيرالله احتفل به ليلة أقسم يمين الولاء الحزبي وسرعان ما تطوع لتشكيل خلية قادرة على العراك وحماية الحزب من المخربين، إذ كانت المنافسة قوية مع الشيوعيين في هذا الوقت. ايقن صدام انه يحتاج إلى فرقة واحدة إلى جانبه، فريق صغير يكون فيه صاحب الدور الأول، ثم يكبر هذا الفريق مثل حيوان أسطوري يمد أطرافه الأربعة ويسيطر. هكذا بدأت الآلة التي أنشأتها ظروف اليتم والفقر والبيئة القاسية والعم الكذاب والخال الذي يكرر دائما: لن أفهم لماذا خلق الله اليهود. ويدرس ابنه وابن اخته دروسا مشوهة في الجغرافيا والتاريخ، وقد دفعت الخلافات بين البعث وعبدالكريم قاسم هذه الآلة البشرية إلى العمل بنشاط وهمة وهذه واحدة من البدايات.
قبل طلوع الفجر نفذت العملية، مات الرجل ممزقا بثلاثة سواطير في سريره الأبيض الكبير، لم يقتلوا زوجته أو أولاده، الزوجة ضربت على الرأس وفقدت وعيها قبل ان تفتح عينيها من نوم منتصف الليل وكمموا فمها وقيدوا معصميها إلى كاحليها، كما تربط الذبيحة، لم يكن ذلك مصادفة، أحد الخمسة كان جزارا، تولى تزويد الفريق بالسواطير والعقد المتينة. الأولاد حجزوا مكممين ايضا في غرفة صغيرة، تستخدم لحفظ المؤن، جرى كل شيء على ما يرام ولم يستيقظ سكان البيت الواحد في الجوار، صدام كان واقفا عند الزاوية يراقب الزقاق.
بعد مضي يومين نهض صدام وألقى نظرة على أقدام المارة ثم غسل وجهه وتحت ابطيه وبلل ذقنه وبدأ يحلقها بالموسى ثم اشتم رائحة البيض المقلي والفول وسمع زوجته ساجدة تناديه من المطبخ كيف يحب الشاي، انهالت الطرقات على الباب. لم يسمحوا له بارتداء ثيابه، جروه إلى المخفر بملابس النوم وبعثت ساجدة أحد الصبية خلفه حاملا ثيابه وحذاءه. حكم عليه بالسجن نصف عام، راح يبتسم.
تألقت الآلة بتاريخ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول العام 1959 إذ تلقى صدام الأمر الذي كان ينتظره في اجتماع سري ذلك المساء، أعطاه آمر المجموعة المكونة من خمسة أشخاص، مسدسا وثلاثة أمشاط من الذخيرة، كانت مهمته تغطية رفاقه، لكنه أصر على أن يشارك في العملية. قال له آمر المجموعة: لم تتلق تمرينا كافيا على التسديد، نفذ الخطة بحسب التعليمات، يهمنا أكثر أن تؤمن الحماية. تلك الليلة سار في أزقة الرصافة يفكر في الأربعاء المقبل، يومان وطال الانتظار، خبأ المسدس تحت الفراش في البيت وقبل ان يخرج اعطاه خاله بعض النقود في علبة سجائر فارغة وقال له: هذا من الحزب. عند الساعة السادسة وثلاثين دقيقة من مساء الأربعاء 7 اكتوبر 1959، بينما سيارة رئيس الوزراء القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالكريم قاسم، تمر في شارع الرشيد متوجهة إلى حفل استقبال في سفارة ألمانيا الشرقية، أمطرت بوابل من الرصاص. في العام 1980 علق صدام شخصيا على العملية وقال: لم يكن مطلوبا مني اطلاق النار وانما تأمين الحماية لكن لشدة حماسي حملت رشاش خالي وأطلقت النار على سيارة عبدالكريم قاسم. انتخب صدام عضوا في القيادة القطرية للحزب في العام 1964 بناء على طلب الأمين العام ميشال عفلق. فرَّ صدام من بغداد عن طريق الأردن ووصل إلى دمشق ثم طار إلى القاهرة حيث التقى مجموعة من البعثيين إذ سأله أحدهم عن شعوره بالإقامة في دمشق فأجابه بنبرة حازمة: الملك خارج مملكته كلب