مرزوق مازال يتابع ما يقوم به الاميركان في العراق. فبعد ان قالوا ان دخولهم العراق كان للبحث عن اسلحة الدمار الشامل فانهم إلى حد الآن لم يحصلوا على سلاح دمار شامل واحد. وهذا ما دفع وزير الدفاع رامسفيلد ان يقول انه متأكد ان القوات الاميركية ستجد اسلحة الدمار، وانها مسألة وقت فقط. مرزوق حاور احد اصحابه عن هذا الامر...
مرزوق: هل تعتقد ان اميركا ستحصل على اسلحة دمار شامل...
صديق مرزوق: ليس هذا هو السبب. فأسلحة الدمار الشامل هي رامسفيلد وتشيني وامثالهم من الوحوش. وهؤلاء الوحوش يقولون انهم لم يجدوا شيئا فهم الآن مضطرون إلى اقناع الاميركان (الذين لا يعلمون اين تقع العراق إلى حد الآن)، بأن رامسفيلد ارسل بعض اولادهم للموت تحت ذريعة اسلحة الدمار.
مرزوق: ولكن لماذا لا تقوم اميركا بجلب اسلحة كيماوية ووضعها في مكان ما في العراق ومن ثم اتهام نظام صدام بأنه هو الذي جلبها؟
صديق مرزوق: هذا ما سيحاولون فعله. ولكن هناك محطات التلفزيون الفضائية...
مرزوق: تقصد السي إن إن...؟
صديق مرزوق: لا ليس السي إن إن ، فهذه المحطة أصبحت محطة تلفزيون مشابهة لمحطات تلفزيون الدول الدكتاتورية في العالم، وهي تبث ما يريده المسئولون العسكريون الذين يتوجهون الآن إلى سورية ويتهمونها بامتلاك اسلحة الدمار بعد ان عجزوا عن ايجادها أو اقناع احد بوجود شيء يستحق ما حدث من قتل ودمار في العراق...
مرزوق: اذن ممن يخافون؟
صديق مرزوق: يخافون من المحطات الفضائية العربية!
مرزوق: مستحيل. اميركا تخاف من العرب!
صديق مرزوق: تذكر ان اميركا ليس لها منطق وليس لها فهم يقنع الآخرين ولذلك فإن محطات الجزيرة وابوظبي والعربية والمستقبل والمنار وغيرها تمثل تحديا حقيقيا لاميركا...
مرزوق: بس اميركا تستطيع ان ترسل صواريخ كروز وتدمرها...
صديق مرزوق: عملت شيئا من هذا القبيل بمكاتب الجزيرة في كابول ثم في بغداد... ولكن ما فاد!
مرزوق: ولكن هناك تناقضا...؟
صديقا مرزوق: وما هو؟
مرزوق: اميركا تخاف من «الجزيرة» وهي محطة صغيرة في الدوحة، بينما قيادتها المركزية ومئات الآلاف من جنودها يتمركزون على بعد امتار في محطة الجزيرة في الدوحة.
صديق مرزوق: نعم، وهو تفسير مباشر للعالم المتناقض الذي نعيشه...
مرزوق: ماذا تقصد!
صديق مرزوق: اميركا تحتل، ولكنها تقول انها تطبق الديمقراطية من خلال مدمرات بي - 52، اميركا تستخدم الدول العربية لتدمير دولة عربية اخرى. اميركا تساعد صدام ثم تقضي عليه واتفكنا منه. اميركا ساعدت المجاهدين الافغان، وبعض اولئك تطور إلى الطالبان والقاعدة ثم هاجم هؤلاء الاميركان في نيويورك وواشنطن، واميركا الآن ترتكب حماقات اخرى ستنقلب عليها بعد سنوات مثل ما انقلبت عليها سياساتها الحمقاء.
مرزوق: هل تقصد ان الاميركان ما يفهمون؟
صديق مرزوق: اكثر من سبعين في المئة منهم لا يعرف اين العراق او الشرق الاوسط، وتتحكم فيهم مجموعات يهودية صغيرة تسيطر على واشنطن ونيويورك وهوليوود. وهذا يعني انهم مثل الثور الضخم الذي يقوده فأر صغير (اللوبي اليهودي) ويستخدمه كما يشاء..
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ