قال استشاري الأنف والأذن والحنجرة أحمد جمال إن 1 من عشرة في المئة من الأطفال في البحرين يولدون كل عام وهم يعانون من اعتلال السمع الشديد، مشيرا إلى أن الحل الوحيد لهذا المرض هو عملية زراعة القوقعة التي أجراها فريق متخصص في مجمع السلمانية لأكثر من 16 طفلا بكلفة 15 ألف دينار للعملية الواحدة.
جاء ذلك في افتتاح مهرجان اليوم الصحي الذي أقامه نادي سار عصر أمس احتفالا بيوم الصحة العالمي، وحضره كل من وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة، ونائب محافظ الشمالية الشيخ راشد آل خليفة، ومدير عام شركة الخليج للبتروكيماويات ورئيس جمعية الصحة والسلامة مصطفى السيد، ومدير عام بلدية المحافظة الشمالية محمد علي حسن.
وتستمر فعاليات هذا المهرجان اليوم الجمعية إذ خصصت الفترة الصباحية من الثامنة صباحا وحتى 12 ظهرا للرجال، فيما تم تخصيص الفترة المسائية للنساء من الثالثة وحتى السابعة مساء.
وفي حفل الافتتاح، بدأ رئيس مجلس إدارة نادي سار سلمان جعفر بإلقاء كلمته التي طالب فيها وزارة الصحة بالنظر في إمكان إنشاء مركز صحي خاص في قرية سار نظرا إلى الحاجة الماسة إليه. كما رحب فيها بالحضور مؤكدا أهمية تجسيد ذكرى مناسبة يوم الصحة العالمي التي تحتاج إلى دعم من المؤسسات الاجتماعية كالنوادي الثقافية في مناطق البحرين كافة. وأشار جعفر إلى الدعم الكبير الذي حظي به النادي من قبل رئيس جمعية الصحة والسلامة مصطفى السيد، وتشجيع الروابط الطبية والجمعيات والمؤسسات المختلفة. وفي كلمته أكد وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة أن مسئولية الصحة لا تقع على وزارة الصحة فقط، وإنما تشترك معها فيها مؤسسات المجتمع كافة ومنها النوادي الرياضية والثقافية. وأشاد بالروح الواحدة الموجودة في المجتمع البحريني والتي تم تجسيدها في فعاليات يوم الصحة العالمي هذا العام والذي حمل شعار «تنشئة الأطفال في بيئة صحية ضمان للمستقبل»، إذ أقامت مجموعة من المؤسسات والهيئات فعاليات متعددة احتفالا بهذا اليوم، شاركت فيها المحافظات والمجالس البلدية والمدارس والهيئات والمراكز الصحية والجمعيات.
أما رئيس جمعية الصحة والسلامة مصطفى السيد فقد عبر في كلمته عن اعتزازه بالمشاركة في الفعاليات التي ينظمها نادي سار والتي حرص على إقامتها سنويا لتقديم الفحوصات الطبية لأهالي المنطقة.
وأضاف السيد أن مبادرة نادي سار تأتي تعبيرا حقيقيا للنسيج الاجتماعي المترابط والشعور بالمسئولية لمختلف طبقات المجتمع في منطقة سار والقرى المجاورة لها.
ودعا السيد مؤسسات المجتمع المدني كافة متمثلة في الأندية والجمعيات ذات الاختصاص والجهات الرسمية الأخرى كافة إلى التنسيق في وضع آليات عمل مشتركة لتعميم الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة لجميع مواطني المملكة والقضاء على الأمراض المزمنة والوبائية الأمر الذي يقود إلى تحقيق المجتمع الصحي المتكامل.
بعدها ألقى استشاري الأنف والأذن والحنجرة أحمد جمال كلمة الأطباء المشاركين في المهرجان، والتي تحدث فيها باسم رابطة أطباء الأذن والأنف والحنجرة والرأس والعنق البحرينية وأكد فيها حماس أعضاء الرابطة للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان لما لمسوه من فائدته على المواطنين من أجل التعرف على مشكلاتهم الصحية ما يوفر لهم الكثير من الوقت للحصول على الاستشارة السريعة وتحويل من يحتاج إلى المزيد من الفحوصات إلى مجمع السلمانية الطبي أو المراكز الصحية. وفي مجال الحديث عن مشكلة اعتلال السمع التي انتشرت في البحرين أشار جمال إلى أن هذه الرابطة أقامت أنشطة مختلفة لتعريف الجمهور على هذه المشكلة، مؤكدا أهمية الفحص قبل الزواج على اعتبار أن زواج الأقارب يشكل عاملا مهما في الإصابة بهذا المرض. وأشار إلى ضرورة الاكتشاف المبكر لحالات اعتلال السمع الشديد وخصوصا عند اكتشاف تأخر النطق لدى الطفل أو عدم استجابته للمؤثرات الصوتية في المنزل لأن هذا الاكتشاف يؤدي إلى توفير العلاج اللازم في الوقت المناسب لتطوير قدرات الطفل السمعية والنطقية والكلامية.
وفي حديث له مع «الوسط» أكد جمال أن دراسة حديثة أثبتت أن نسبة المواليد من المصابين بالاعتلال السمعي تبلغ 1 من عشرة في المئة، وأن هذا الاعتلال يأتي بناء على خلل حسي عصبي وليس بسبب التهابات معينة. وأكد أن 70 في المئة من الحالات تكون لأسباب وراثية أو غير معروفة. وأشار إلى أن الأطفال الذين يولدون وهم مصابون باعتلال السمع الشديد يتعرضون للتأخر في النطق والكلام، والحل يتمثل في وضع سماعة لتضخيم الصوت ومراجعة مركز متخصص للأطفال الصم.
أما برنامج زراعة القوقعة فقد أكد جمال أنه برنامج جديد وناجح جدا، وتم إجراؤه العام الماضي لحوالي 16 طفلا في مجمع السلمانية الطبي، مشيرا إلى أن فريق زراعة القوقعة في المجمع تقدم باقتراح إلى وزارة الصحة لدراسة جدوى تكرار هذا البرنامج وخصوصا مع نجاح الحالات التي تم تقديمها. إلا أنه أشار إلى أن كلفة العملية عالية جدا تبلغ 15 ألف دينار للعملية الواحدة. إذ يتم تركيب جهاز الكتروني بجزئيه الداخلي والخارجي في الأذن. والجهاز الداخلي هو جهاز مستقل يمتد عبر سلك الكتروني يوضع داخل قوقعة الأذن من خلال عملية جراحية دقيقة، والجزء الخارجي من الجهاز يوضع فوق الجلد ويلتصق بمغناطيس خاص يتصل بالجهاز الداخلي عبر الجلد. ومن هنا فإن الجهاز الخارجي يحول الكلام إلى موجات لاسلكية ترسل عبر الجلد إلى الجهاز الداخلي وتصل إلى القوقعة في نهايات عصب السمع لتثيرها ومن هنا يتدرب الطفل على فهم هذه الإثارة على أنها أصوات وكلام.
ومن جانب آخر، أشار رئيس مجلس إدارة نادي سار سلمان جعفر إلى أن النادي بصدد إقامة مركز ثقافي بداخله يفتتح في يونيو/حزيران المقبل، وسيطلق عليه اسم «مركز إسماعيل كازروني الثقافي»، مشيرا إلى أنه يحتوي على مكتبة كبيرة ومركز خاص لتعليم الكمبيوتر وصالة للندوات والملتقيات الثقافية وغرف الاجتماعات وغرف خاصة لعمل اللجنة النسائية.
يذكر أن المهرجان يحتوي على أقسام مختلفة لعدد كبير من الجمعيات والروابط الطبية والمستشفيات الخاصة ومنها القسم الخاص بمستشفى البحرين التخصصي الذي تشارك فيه استشارية أمراض باطنية للنساء واستشاري المسالك البولية والعقم وأمراض الرجولة، واختصاصي عظام ومفاصل. فيما توزعت الأقسام الأخرى بين فحص الدم، ورابطة أطباء العائلة البحرينية، وجمعية البحرين لتنظيم ورعاية الأسرة، ورابطة الأنف والأذن والحنجرة، وعيادة الأطفال ورابطة طب العيون وصيدلية المسقطي ومستشفى البحرين الدولي ودلمون للبصريات وأقسام وزارة الصحة التي تحتوي على التبرع بالدم وفحص الدم والسكر
العدد 224 - الخميس 17 أبريل 2003م الموافق 14 صفر 1424هـ