في الحقيقة لم تعد للبيوت سرية؛ فاسرار البيوت اصبحت حديث المجالس والمكاتب والتسلية بالتليفونات. فلا يدرك بعض الازواج قدسية الرباط الذي جمع بينه وبين زوجته فجعلها اسرة واحدة، فهو يتحدث عن زوجته وتصرفاتها وطريقة تعاملها في اي مكان ومع اي صديق مع اغفال دورها باعتبارها إنسانة تسعى دائما إلى تطوير نفسها وعمل ما يرضيه. يتعامل معها كقطعة اثاث ينقلها متى يشاء وحيث يشاء يتهمها بالغباء والجهل يمعن في اهانتها امام اهليه، وحتى بالفاظ جارحة تمس احاسيسها، يذكر عيوبها ويعيرها بعدم المعرفة والثقافة والتعليم.
وفي وقت تحرص فيه كل الحرص على التكتم على اسرار بيتها بل وحتى اسراره الخاصة وعيوبه حتى لا تتسرب الى الناس يفتح هو ملفات حياتهما ويبعثر الاسرار هنا وهناك فيتصدع بناء الاسرة من قواعده ويتسرب وحل النقائض والرذائل والاقاويل عندها يتوج اتهاماته وهجومه المستمر عليها بالطلاق.
فالمرأة للزواج الذين يعرفون قدرها وقيمتها في الحياة الزوجية، وهي ليست لوحة تعلق على الجدار، كقطعة فنية يتباهى بها الزوج في كل مكان، إنها نظرة سطحية لدى هذا النوع من الرجال. هي ياسيدي كتلة من الاحاسيس وهي ينبوع حنان وفضيلة الا يكفيك منها المحافظة على بيتك والعناية بأولادك وعملها طوال اليوم كالآلة فقط لتسمع منك كلمة محبة وتشجيع وتقدير لما انجزته لك من اعمال. ما الفائدة من القول ان البيوت اسرار وان الزوجة يجب ان تكون سر زوجها والزوج يجب ان يكون سر زوجته... حدثها بصدق وصراحة، الصدق النابع من القلب ليصل الى القلب والصراحة البعيدة جدا عن الفاظ التجريح والوقاحة كلمة مباشرة ومن دون وسيط. ناقشها بهدوء في كل ما يضايقك من تصرفات عفوية او مقصودة في مظهرها والفاظها وتعبيراتها. والزوجة بمرور الزمن حتما ستتغير الى ما يرضيك ولكن لا تكتم كل هذا في نفسك حتى يبدر منها ما يسيئ من دون قصد وبحضور بعض الاهل وحتى الاصدقاء فتنفجر بالنقد والاهانة وتعري حياتكما حتى تصبح لا قيمة لها امام الآخرين ومرة بعد مرة يدب الفتور وتبتعد عنك بمشاعرها بل وتفقد احترامها لك باعتبارك زوجا وانسانا لم يقدر مشاعرها واخلاصها وصبرها وتصبح بين خيارين لا مفر من أحدهما. اما ان تعاملك بالمثل وتهمل وتبحث عن عيوبك وأخطائك وتذيع اسرارك وتبعثرها هنا وهناك تعبيرا عن انتقام مكبوت وقد يكون دفاعا عن النفس. والاختيار الآخر هو ان تقع فريسة سهلة لبعض الذين يستقرون السمع ويتلصصون للفوز بامرأة ضعيفة مستكينة تبحث عمن يعوضها مشاعر الصدق والاحترام والحنان. فتنجرف من دون ارادة لتثبت لنفسها بأنها ليست كما تصورت لا تفهم من الحياة شيئا. وستلمس انت هذا التغيير في حياتها وسلوكها ولكن هذه المرة لا لتفوز باعجابك ورضاك: ولكن؟!
ايها الزوج اتق الله ولا تمض في كشف اسرارها واعلان عيوبها لانك بذلك تحرق البيت بمن فيه
العدد 222 - الثلثاء 15 أبريل 2003م الموافق 12 صفر 1424هـ