العدد 218 - الجمعة 11 أبريل 2003م الموافق 08 صفر 1424هـ

من يضيء عمرا لضحية المرض؟

نبض المجتمع comments [at] alwasatnews.com

سيد ضياء الموسوي

في هذا الزمن الرديء يموت الفقراء جوعا، فتزداد العتمة في حياتهم، ويتحول الصباح إلى ليل، وتنعدم حتى الابتسامة عن شفاه أبنائهم، يقهرهم الزمن، تقسو عليهم الأيام، تنظر إلى عيونهم لا تقرأ فيها إلا حلم الاستقرار... انهم يطمحون إلى العيش مثل بقية البشر ويحلمون فقط بعيش كريم.

لقد استطعت عبر ملفات تصلني أن أطّلع على بعض هؤلاء... قرأت عن بعضهم، سمعت عنهم قصصا أغرب من الخيال، بعضهم بين ظهرانينا ولكننا لا نعلمهم... ولكن من يقترب من الصناديق الخيرية يفاجأ بالكثير من الحالات والصور المأسوية... البعض منهم أكلهم الفقر، والبعض راح الفقر والمرض يأكلان ربيع أيامه والبعض الآخر سطا الفقر على كل شيء عنده، حتى على أبنائهم الذين مازالوا يطمحون في كرامة العيش وفي أمن اجتماعي في مجتمع طغت عليه المادة والجشع التجاري، حتى بات الكثير من الناس لا يفكرون إلا في ذواتهم، اللهم إلا قلة منهم مازالت تتلمس بضميرها وتبحث بشعورها عن مثل هؤلاء...

السيد مصطفى سيد رضي واحد من هؤلاء، سمعت عنه الكثير قبل عام، سألت عنه، وقرأت ملفه الموثق بالأدلة... فتألمت لمثل هذه الحالات التي أصبحت تتكرر في البحرين...

فهو رب لأسرة تتكون من 9 أفراد وهو عاطل عن العمل بسبب عدة أمراض هي: (السكري، ضغط الدم، أمراض القلب ويجد صعوبة كما هو في التقرير الطبي في تحريك الجزء الأيسر من جسمه بسبب تعرضه لجلطة في الجزء الأيمن من المخ، كما أصبح يعاني من عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد بسبب اجراء عمليتين في كلتي عينيه، كما انه أصيب أخيرا بجلطة في الجزء الأيسر من المخ أدت إلى اعاقته وعدم تمكنه من السير. ان هذا المواطن كان يعمل في (نقل مشترك)، وأصبح شبه مشلول... عندما يراه المرء ويرى أطفاله يبكي لهذا الواقع الذي يعيشونه، وكيف يبقى هذا المواطن من دون رعاية؟ ويتساءل المرء أين عنه جمعياتنا ووزارة العمل و«الشئون الاجتماعية»... طبعا هناك اضاءة انسانية لا يمكن ان تنسى لاحدى الجهات شبه الرسمية التي أخذت على عاتقها تأمين تكملة البناء لهذا المواطن عندما اكتشفت الواقع المأسوي لمعيشته، ولكن القضية أكبر من ذلك وهو أن هذا المواطن مازال يحتاج إلى سرعة العلاج في أسرع وقت...

أبناؤه يتقطعون ألما وهم يرون أباهم كيف تفتك به الأمراض، وفي كل يوم يسقط ضحية مضاعفات أخرى... مواطن بلا تأمين اجتماعي ومازال على رغم كل ذلك يأمل في إضاءة أملٍ في نهاية هذه العتمة، وأن يحصل على علاج من قبل الدولة أو أي رجل انساني يستطيع أن يضيء عمره ويريح موقف انقاذ روح يتقاذفها موج الحزن والألم وعلى شاطئها ينتظرها أطفال كتبت أكثر حياتهم بدموع الفقر ووخز الشقاء ويتم السكون. ويبقى السؤال... من يوفقه الله لإضاءة عمر هذا الرجل وأسرته؟

العدد 218 - الجمعة 11 أبريل 2003م الموافق 08 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً