تقدم طلبة وطالبات 11 مدرسة ثانوية بعريضة موقعة إلى مدير إدارة التعليم الإعدادي والثانوي ناصر الشيخ تفيد بأن الطلبة قد «تفاجأوا» بجدول الامتحانات النهائية «المزحوم لأقصى درجة» - بحسب قولهم - للمستويات الثلاثة في المسار العلمي، معتبرين أن هذا الجدول «لم يسبق له مثيل من قبل» وأنه بلغ «درجة عالية من السوء».

وبرر الطلبة الموقعون على العريضة بأنه «لا مجال لمراجعة المواد التي تحتاج مراجعة مكثفة وحفظ»، مشيرين إلى أن عددا من المدرسين أبدوا كذلك استياءهم من الجدول. وقال مجتبى الشيخ - وهو القائم على مشروع العريضة - إن طلاب المدارس الثانوية دخلوا في نقاشات مكثفة ومشاورات طويلة، قرروا بعدها رفع عريضة إلى مدير إدارة التعليم الإعدادي والثانوي للمطالبة بتعديل الجدول، ليقدموا إليه مقترحا بالمواد التي تحتاج إلى وقت أكثر للمراجعة، «من دون أن نقترح جدولا معينا، لعلمنا بوجود تعقيدات كثيرة في عملية وضع الجدول».

وأضاف «حصلنا على موافقة 11 مدرسة ثانوية للبنين والبنات على العريضة، إذ مثل كل مدرسة شخص واحد عن طلاب كل مدرسة».

وعن عدم تمثل عدد من المدارس في هذه العريضة قال: «لم يكن بسبب رفضهم للعريضة، ولكن لأسباب أخرى منها ضيق الوقت ورغبتنا في سرعة إيصال العريضة إلى الوزارة مقابل تأخر طلبة تلك المدارس في إيصال الرد، أو عدم وجود اتصال بيننا وبينهم، أو تدخل إدارة مدارسهم لتحول دون موافقتهم في المشاركة في العريضة».

وأشار إلى أن الطلبة حصلوا على رد متأخر من قبل المسئولين في وزارة التربية والتعليم على العريضة التي تم رفعها لهم قائلا:«حصلنا على ردهم متأخرا جدا، وكان الرد - بكل بساطة - أن هذا الجدول هو جدول معدال، إذ سبق أن عرض جدول على الطلاب والمدرسين فاعترضوا عليه حتى توصل الجدول إلى صيغته الحالية، ولا يمكن تعديل الجدول مرة ثانية».

وعقب الطالب أحمد الخاجة على رد الوزارة بشأن العريضة وطلب تعديل جدول الامتحانات لأن الجدول «لم يسبق عرضه على الطلاب أبدا» مستغربا من اعتراضهم على شيء لم يروه، مشيرا إلى أن هذا العذر «لا يعطي مبررا لعدم الاستماع إلى آراء الطلاب، كما لا يشكل عائقا منطقيا لتعديل الجدول مرة أخرى، خصوصا وأنه ما زال هناك متسع من الوقت للتعديل».

وأضاف «يطرح الطلاب آراءهم في الجدول مع قرب نهاية كل عام دراسي، ولا يكترث بآرائهم، يستمر الجدول كما هو من دون تعديل»، منتقدا عدم «تنازل» عدد من المسئولين في الوزارة للاستماع إلى رغبة طلاب وطالبات البحرين.

وأكد الطلبة الاستمرار في المطالبة، والسعي إلى إيصال صوتهم إلى وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، طالبين منه التدخل لحل هذه الأزمة والوصول إلى جدول امتحانات نهائية يرضي جميع الأطراف، حتى لا يؤثر «غياب المرونة» في النظر إلى الجدول على نتائجهم الدراسية.

وذكر بعض الطلبة أن تغيير الجدول بات ضروريا جدا مع «بروز حال الحرب التي تمر بها المنطقة والتي تشغل تفكير الطلاب كغيرهم، وتمنعهم - مهما حاولوا - إعطاء كل اهتمامهم الكامل للدراسة».

وجاء في نص الرسالة التي رفعها الطلبة إلى مدير إدارة التعليم الإعدادي والثانوي «لقد اطلعنا على الجدول الثابت لامتحان نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام 2002/2003 (التعليم الثانوي العام) الذي تفضلتم بطرحه لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني لهذا العام الدراسي. إلا أن جميع طلاب وطالبات المسار العلمي في المدارس التي ننتسب إليها، مجمعون على أن الجدول لا يراعي التفاوت في الصعوبة بين المقررات المختلفة، ولا يأخذ في الاعتبار وجوب إعطاء فترة أطول لمراجعة بعض المقررات ذات المحتوى المكثف التي يستحيل مراجعتها في يوم واحد».

وقدرت الرسالة الجهود المبذولة من قبل الوزارة في وضع جدول الامتحانات مشيرة إلى ان الطلبة يعلمون «أن وضع الجدول يتم من خلال عملية مترابطة ومعقدة تتداخل فيها عوامل كثيرة لتخرج جدولا غير متعارض لغالبية الطلاب. ومن هذا المنطلق فإننا نضع بين أيديكم المقررات التي نرى أنها تحتاج إلى أكثر من يوم لمراجعتها، على أمل أن تقوموا بإعادة ترتيب الجدول لكي يكون ملائما لصعوبة المقررات، وفي الوقت نفسه لا يكون متعارضا مع الضوابط الأخرى التي تأخذونها في الاعتبار».

واختتم الطلبة رسالتهم بالثقة التي يولونها إلى الإدارة والوزارة في الاستجابة إلى طلبة وطالبات المدارس الثانوية بمملكة البحرين، وخصوصا أنه ما زال هناك متسع من الوقت لإعادة ترتيب الجدول.

وسعت «الوسط» إلى الحصول على رأي الجهات الرسمية في وزارة التربية والتعليم للتعرف على حيثيات الموضوع، إذ أشارت دائرة التعليم الإعدادي والثانوي باستلامها رسالة الطلبة، وأنها - بدورها - قامت بتحويلها إلى دائرة الإعلام والعلاقات العامة، إلا ان الأخيرة قالت إنها لا تعلم بالموضوع أبدا ولم يصلها أي خطاب في هذا الشأن، واتصل القائم بأعمال مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة نبيل العسومي طالبا نسخة من الرسالة وتأجيل الرد إلى حين اطلاع الدائرة على مضمونها.

إلا أن للوزارة ردودا سابقة عن هذا الموضوع وعلى مدى السنوات الماضية كان كالآتي «مع نهاية كل فصل دراسي وصدور جدول الامتحانات، نقرأ في الصحف شكاوى أو نداءات بخصوص مشكلات يواجهها أبناؤنا الطلبة في جداول الامتحانات المطروحة، وإن الوزارة تولي هذه الشكاوى جل اهتمامها، وقامت بمراجعة جداول الامتحانات، وتتبعت أسباب الشكاوى لكل فئة من الطلاب فوجدت أن أي شكوى لا تنطبق إلا على مجموعة منهم من دون الباقين، وان ما يشكوا منه البعض يعتبر مناسبا للآخرين، وما تريده مجموعة منهم مرفوض لدى الآخرين». وأكدت الوزارة في ردها السابق «ان إعداد جداول الامتحانات عملية معقدة وتتم وفقا لمعايير وأسس أهمها مراعاة إلا يمتحن الطالب العادي في أكثر من مساق واحد في اليوم. وأما الطالب المتعثر فقد يلحقه مساقان في اليوم الواحد، ولكن بإمكانه تقديم الامتحان في مساق واحد باختياره لو شاء، على أن يؤجل المساق الآخر لفصل آخر، ومراعاة توزيع المقررات - قدر الإمكان - حسب صعوبتها تجنبا للإثقال على الطالب، ويجب النظر إلى جميع فئات الطلبة وليس إلى فئة واحدة أو مستوى واحد، وان تجرى الامتحانات في فترة لا تتجاوز أسبوعي عمل، مع العلم بأن بعض الفصول الدراسية يدرس فيها الطلبة عشرة مساقات يختلفون في نظرتهم إليها من حيث الصعوبة والسهولة».

كما جاء في الردود السابقة «ان هذه الأسس لو أخذها الطلبة في الاعتبار لوضحت لديهم الرؤية، ولأدركوا أن جدول الامتحانات الذي يحتوي على حوالي 50 مساقا دراسيا يجب توزيعها على مدى عشرة أيام على الأكثر، وان أي تغيير في الجدول إرضاء لفئة من الطلبة سيؤدي إلى وضع أسوأ لفئة أخرى تشترك معهم في دراسة المساقات موضع التغيير، ناهيك عن احتمال تقويض الأسس الأخرى التي وضع عليها الجدول المطروح».

المدارس التي وقع طلبتها على العريضة

مدرسة النور الثانوية للبنات

مدرسة الرفاع الشرقي الثانوية للبنين

مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنين

مدرسة مدينة حمد الثانوية للبنات

مدرسة جد حفص الثانوية للبنات

مدرسة العهد الزاهر الثانوية للبنات

مدرسة النعيم الثانوية للبنين

مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنين

مدرسة مدينة عيسى الثانوية للبنات

مدرسة سار الثانوية للبنات

مدرسة أحمد العمران الثانوية للبنين