العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ

حُقنة لوضوء المُصلّي

نغادر من أمسنا نحو ما لا نريد

ونفتح بوّابة الخوف مشرعة بانتحارِ الأصابعِ فوق غلافِ الوريد...

ونتركُ أثوابَنا تتدلى على نجمةِ العشبةِ الساهرة...

وننسحبُ الآن في يقظةٍ ماكرة...

هروبٌ بأوجاعِنا للتراب القديد...

نغادرُ من أمسنا... أو يزيد

نغادرُ (حيثُ نساءُ أبينا الصغيرات

يضحكنَ حين نقيءُ / وهنّ بلا خجلٍ يتبولن فوق اليعاسيبِ

في بركةِ الحقلِ...)

يُفزعُنا جدولٌ فارضٌ فرّ منكسرا من جبينِه

..

فلا تلُمِ النعنعَ الغضَّ فينا...

إذا ما تكوّر واهٍ وآوى إلى الرملِ / معتصِما

لا تقُل لا، إلى أينَ؟ / يطرُدُنا اللهُ منّا

نغادرُ من أمسِنا أو يزيد...

تركنا على حلَمَاتِ أبينا العجوزِ

شفاها مسوّرة / رمحَ جنّية توّها أنشدَتنا القصيدةَ

مزحوفة، علّقتنا على محضِ بيتين...

ثم تشتّتَ إنشادُها / وارتحلنا...

فلا تلُم النخلةَ البكر إن شخصت وجهَهَا خطأ..

وأتت طلعَها... وُجهتين، فواحدةٌ شنقت نفسَها في فراشِ الغيابِ...

وأُخرى/ نغادرُ ما لا نريد...

نغادرُ ملحا تكلّسَ فوق الجدارِ القديمِ

على قُبلةِ الموتِ للأنبياء، نغادرُ ألسُنَنَا تحتسيهِ مع الحزن ننهارُ عند التذكر...

نشقى بلا رغبةٍ في البكاءْ...

فلا تشِ إمّا عرفتَ بدُكنةِ شهوتنا.. وصفاءِ قليلٍ من الملحِ خبّأهُ اللهُ فينا كما خبأت طفلةٌ عُرسَها في شتاءات بيت أبيها، وقامت تلاعبُ أعمدةَ البابِ، تجتاز صوما طويلا بصبرٍ قليلٍ... وتجلسُ في الماءِ (تنتظرُ الماء) يأتي...

فلا تشِ بالسُدرةِ العندما قبّلتنا على جرحنا تركت خضرة في الجبينِ إلى الآن غافية، موّهتنا سريعا وداوت سقوطَ الصغارِ على ورقٍ أنجبتهُ وألقتهُ فوقَ الجذور...

فلا تلمِ الناي... إن أحرقتهُ شفاهٌ

وإن لم يصلهُ بريد...

ليبتّل هذا الجنونُ

سيلزمنا أن نكونَ على أهبةِ الغيبِ.. غرقى

ندخَّن بسمتنا كي تضيءَ العيونُ الظلاميةُ اللونِ... مثل جناحِ البعوضِ إذا لامسَ البحرَ...

غرقى نغادر مالا نريدْ/ نحو ما لا نريدْ...

سليزمنا كي نباشِر في سجدةِ السهوِ

فقدٌ/ يعاتبنا بالرحيل ويتركُ نظرتهُ المستقيمةَ في خمصِ أيامِنا...

كي نحثّ الخطى مسرعين

نغادر..





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً