العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ

دار نشر «لاروس» ذاكرة للغة الفرنسية

باريس - ايناس شابرون 

تحديث: 12 مايو 2017

منذ حوالي 150 عاما تبذر دار نشر لاروس الكلمات واللوحات المصورة في مهب الريح، امانة لرمزه «البذارة» ولشعاره «صور للرؤية وكلمات للمعرفة». تعرض دار نشر لاروس التي اسسها العام 1852 اوغستان بوايي وبيير لاروس في ذكرى التأسيس الـ 150، استعادة ووقفة امام المؤلفات والكلمات عبر معرض ينظمه في قصر الاكتشافات في بارس خلال الفصل الرابع من العام 2002. يعرض فيه لاروس المؤلفات واللوحات المصورة وافضل ما لديه اي: معجم القرن التاسع عشر الكبير، من اعداد بيير لاروس، والنسخ الاولى من «بتي لاروس».

كان ذلك العام 1905 عندما نشر لاروس معجما اطلق عليه اسم: «بتي لاروس» (معجم لاروس الصغير). ولازال حتى اليوم هذا التعبير مستعملا في اللغة الفرنسية ويرادف المعجم. وانكبت اجيال من التلامذة على قبلة المعرفة وحلمت امام اللوحات المصورة. اذا كانت الكلمات تنطبع بسهولة في الذاكرة، فلاشك أن لكثرة الامثلة دورا كبيرا. وقد استشهد بيير لاروس وشريكه اوغستان بوايي بكلمة فولتير في افتتاحية معجم اللغة الفرنسية الجديد (جد بتي لاروس) الذي نشر العام 1856: «ان معجما من دون امثلة يشبه هيكلا عظميا». ويقدم المعرض الميلادي الذي نظم حول مؤلفات نشرت خلال 150 عاما تعريفات مصورة للقراءة. على سبيل المثال: «صفر: هو رقم لا قيمة له بنفسه لكنه يضاعف الرقم الذي يليه عشر مرات».

يترجم هذا المعجم الذي تم تأليفه انطلاقا من كتب القواعد، اهتمام المدرس القديم الذي اصبح ناشرا «لتثقيف الجميع بكل شيء» طبقا لشعار المدرسة العلمانية التي كافح من اجلها المحامي والرجل السياسي الفرنسي جول فرّي، في اواخر القرن التاسع عشر. يجد هذا الاهتمام تسجيده في نشر «معجم القرن التاسع عشر العالمي الكبير، العمل الهائل الذي جاء على خط موسوعة القرن الثامن عشر التي اعدها كتاب مثل دني ديديرو وجان دالمبير. بدأ نشر هذا المؤلف العام 1863 على شكل كراسات بسعر فرنك واحد وبلغ العام 1876 ما مجموعه 20000 صفحة و15 جزءا ليترجم فضول ابن صاحبة فندق مولع بحكايا المسافرين. وبعد ان كان مدرسا قرر التخلي عن هذه المهنة لتلقي المعرفة في السوربون وفي كوليج دو فرانس وفي الاوبسرفاتوار مدونا المعارف الواعدة بمستقبل زاهر. تظهر فلسفة المؤلف في عدد من الحكم مثل: «فلنضحك قبل ان تغمرنا السعادة هذا اذا كنا لا نريد ان نموت من دون ان نضحك، هذا هو شعار آبائنا الدائم».

للاحتفال بذكراه الـ 150، نشرت الدار «لاروس ماجن» قدّم له صاحب الفكاهة بيير بيري بنماذج من ذاكرته البصرية مع نصائح عملية وعلمية. وهكذا نجد مفردات انقرضت مثل رقصة «كارمانيول»، ونلتقي بتعبير «دوك»: شخصية من جمعية سرية في بريتاني الجديدة كانت تخيف سكان القرى التي تعبرها وهي تعوي». ومع تصفح المعجم نجد بعض لآلئ اللغة الفرنسية المنسية، مثل «فاغوتان»: اي القرد الذي كان يعرض في الاعياد لابسا الثياب، ويرادف المداعب الرديء، او بتعبير آخر مثل «ايكورنيفلي»: الذي يعني الوغل، اي من يأكل على حساب الآخرين».

هكذا تتطور اللغة الفرنسية متخلية عن مفردات ومتبنية اخرى، فقد تضمنت نسخة العام 2003 من بين المفردات الحديثة والغربية: الحذر البيولوجي، والتسليع (م سلعة) والسياديين (من السيادة)، والدردشة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر لرواد الانترنت والمرادفة لتعبير: «تشات» (الانكليزية).

هنا نذكر ان دار نشر لاروس - الذي ستتخلى عنه فيفندي يونيفرسال لمجموعة هاشيت - يتعامل ايضا مع الوسائل الحديثة على غرار موسوعة لاروس العالمية على الاقراص المضغوطة. ويتواصل بذلك مع فكر مؤسسة باذر المعرفة في كل الاتجاهات، امينا لرمزه «البدارة على نبتة هندبة». ويدعو في زمن المحركات الاعلامية على شبكة الانترنت إلى ضرورة الاستعانة بالموسوعة صعودا باعتباره «مرجعا» و«شبكة قراءة»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً