العدد 210 - الخميس 03 أبريل 2003م الموافق 30 محرم 1424هـ

اختراع الأزمات واستحالة تعطيلها

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

لنقرأ محصلة المواقف من المشهد العسكري على الأرض للعدوان الأنغلو- أميركي على العراق بعد أسبوعين من بدء الضربات الجوية والقصف الصاروخي على بغداد وكربلاء والنجف، إضافة إلى مواقع الإسلاميين الأكراد في شمال العراق، من دون أن ننسى العمليات والضربات النوعية التي خلفت صدمات موجعة لدى قوات الغزو، وهي عمليات وضربات قامت بها قوى شعبية في الدرجة الأولى، ونظامية في الدرجة الثانية، في البصرة وغيرها من المناطق التي تحولت الى حقول ألغام.

القراءة تبدأ من الداخل الأميركي... ولعل أوضح وأصدق قراءة، تلك التي سجلها كل من عضوي الحزب الديمقراطي في أميركا، سام فار وشايلا جاكسون. الأول صدع بقراءته عبر احتجاج حاد على السياسة التي تتبعها عصابة البيت الأبيض وذلك في مؤتمر صحافي قال فيه: «بدأنا نرى هجمات على كل من لا يوافق سياسة إدارة بوش»... مشيرا إلى ان «التضييق والعواقب تطول نوابا في الحزب الجمهوري الحاكم، اذا لم يتَّبعوا الاتجاه الذي تحدده الإدارة».

فيما قالت النائبة عن الحزب الديمقراطي شايلا جاكسون: «ان إدارة بوش تحاول منع حلفاء الولايات المتحدة من التعبير عن التزامهم بسياستها مثل المكسيك وكندا».

على الطرف الآخر من القراءة، يتصدر صحيفة «نيويورك تايمز»، العنوان الآتي: «حقائق جديدة، خيار صعب»... ضمن تحليل يتتبع مسار «النزهة/ الرحلة السياحية الأميركية في العراق»... إذ يرد في التحليل: «ان إدارة بوش اساءت تقدير مخططات العراقيين، لأن مسئولي الدفاع كانوا يعتقدون ان صدام حسين سيدمر البنى التحتية في جنوب العراق، في حين ان استراتيجيته حتى الآن تقوم على ترك البنى التحتية في البلاد سليمة، وتزويد المدن بالمواد الغذائية، وطرح نفسه على انه المدافع عن الأمة العربية».

الصحيفة تمضي في تحليلها مشيرة الى ان «البنتاغون أدرك منذ البداية ان قوات صدام حسين ستعمد إلى دفاع يتركز على المدن، لكن ما لم يفهمه البنتاغون هو ان العراقيين سيوسعون هذه الاستراتيجية إلى الناصرية والنجف والسماوة ومدن أخرى في جنوب العراق».

ماذا يعني ذلك؟

بكل بساطة... ان «ايتيكيت» التعامل مع حالين... حال النظام العراقي من جهة، وحال أجندة العراق ما بعد صدام حسين... لم يكن سوى خريطة لـ «التضليل» وجدت الإدارة الأميركية نفسها في بداية «وحل ومستنقع» سينتهي بها إلى نتيجة مفادها «ان تجاوز قراءة التاريخ يعني تورطا في حال من المآزق على مستوى الحاضر، وكوارث على مستوى المستقبل»!.

هل يكشف كل ذلك عن توجه الإدارة الأميركية إلى طريق ستجعلها أنموذجا لاختراع الأزمات... لتفاجأ ان تعطيل آلياتها يعد ضربا من المحال؟

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 210 - الخميس 03 أبريل 2003م الموافق 30 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً