زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني للمنامة خلال اليومين الماضيين بعثت رسائل حسن نية إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا بعد أن أبدى استعداد إيران لتوفير ضمانات من خلال اتفاقيات اقتصادية وأخرى أمنيَّة، مشيرا إلى أن الخلافات الجوهرية بين دول الجوار ليست موجودة بل مفتعلة من قبل قوى خارجية تخلقها من أجل مزيد من الهيمنة وتمكين مصالحها داخل المنطقة الخليجية.
مهما اتفقنا أو اختلفنا مع هذه الرسائل فإنه يجب أن نأخذ هذه النوايا الحسنة بمأخذ الجد، وذلك بهدف إرساء الأمن والاستقرار في منطقتنا التي اضطربت كثيرا بسبب الحروب والنِّزاعات، هذا إضافة إلى أن الأزمة الاقتصادية ربما تصل إلى المنطقة وبالتالي فإن الطفرة الاقتصادية قد تتأثر. وعلى أي حال فإن ما هو موجود على الأرض من مشكلات جمة يحتاج إلى توثيق العلاقات فيما بعضنا وتهدئة الأجواء العامة.
إن البحرين تحتضن سنويّا حوار المنامة وتجمع قيادات وخبراء الأمن والدفاع في كل الدول المؤثرة في أمن الخليج، وإيران لم تحضر العام الماضي، بخلاف السنوات التي سبقت. وبحسب لاريجاني فإنه لم يستطع الحضور العام الماضي لانشغالاته في تلك الفترة، ولكن ليس لديه أو لدى الإيرانيين أي مانع من حضور مؤتمرات الحوار في المنطقة.
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة تعرض لها لاريجاني وهي سعي إيران إلى التعددية، بدلا من الأحادية في توازن القوى، وهذا الطرح مشابه للحديث المطروح في مؤتمرات حوار المنامة الذي تأسس على نمط حوار شانغريلا في سنغافورة حيث تتجمع القوى المؤثرة في أمن تلك المنطقة لمد الجسور وتأسيس أرضيات للتفاهم.
إن رسائل لاريجاني تستحق الدِّراسة والتأني، فنحن أحوج إلى التفاهم منا إلى الخلاف الذي يبذر ثروات المنطقة في الأزمات.
ففي الفترة الأخيرة برزت على السطح تصريحات تثير فئات المجتمع، والمذاهب، وهناك انعكاسات محلية لكل ما يجري على المستوى الإقليمي، ولذلك فان رسائل التهدئة هي من أفضل ما أثمرته زيارة لاريجاني للبحرين.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2239 - الأربعاء 22 أكتوبر 2008م الموافق 21 شوال 1429هـ