بحسب تقرير «مراسلون بلا حدود» الذي صدر أمس فإن مرتبة البحرين ارتفعت من 118 إلى 96، وهذا شيء يفرحنا ونود أن نحافظ عليه، وأن نصعد إلى الثلث الأعلى من المؤشر (فوق مرتبة الأربعين)، ومثل هذا الهدف يمكن تحقيقه مع تعزيز الحريات الصحافية وإبعاد العمل الصحافي عن الممارسات غير السليمة والتي من بينها دخول مسئولي الدولة الكبار في مجال الصحافة بحيث تتحول الصحافة إلى لسان ناطق باسم هذا المسئول أو ذاك بدلا من كونها وسيلة للتعبير عن الرأي العام.

من الصحيح أن المسئولين في وزارة الإعلام ساهموا من خلال انفتاحهم على المنظمات الحقوقية في تحسين البيئة البحرينية، ورفع سمعتها إلى الأعلى، ولكن أيضا هناك ممارسات غير صحيحة تصدر من جهات أخرى تمارس ضغطا على الكلمة وحريتها.

في يونيو/ حزيران الماضي زار البحرين مؤسس المنظمة وأمينها العام روبير مينارد والتقى مع رؤساء التحرير والمسئولين وأبدى ملاحظاته بشأن التعديلات التي اقترحتها وزارة الإعلام على قانون الصحافة والنشر... وكان مع مينارد مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام قيس العزاوي، وتحدث الخبيران مع الوزارة بشأن الصحافة والانترنت والسماح للقطاع الخاص بالاستثمار فى الإعلام المرئي والمسموع إضافة إلى عدم تعرض الصحافى للمحاكمة أو المضايقة أو الابتزاز او التخويف.

منظمة «مراسلون بلا حدود» تأسست في باريس العام 1985 على نمط منظمة حقوقية أخرى باسم «أطباء بلا حدود» وفي الشهر الماضي أعلن مينارد (55 عاما) أنه قرر استقالته كرئيس للمنظمة، ولكنه سيبقى ناشطا فيها، وتسلم رئاستها من بعده فرانسوا جوليارد (35 عاما)، والرئيس الجديد توعّد بمواصلة الطريق من أجل تحقيق السلام في العالم، وهذا السلام ثبت أنه يتحقق مع الصحافة الحرة والمستقلة، وأصبح الأمران مرتبطين، إذ إن انعدام الحرية للصحافة (أو نزول مرتبتها) يعني أيضا انعدام السلام (أو نزول مرتبته).

إننا نأمل أن تصعد مرتبة البحرين أكثر كل عام، ونأمل من مسئولي المنظمة الاستمرار في إبداء النصح والمشورة للمسئولين في البحرين بهدف الوصول إلى سلم واستقرار مجتمعي أفضل مرتبط بصحافة حرة ومستقلة.