العدد 206 - الأحد 30 مارس 2003م الموافق 26 محرم 1424هـ

قاموس علوم اللسان ودليل الناقد نموذجان

حسام ابو اصبع comments [at] alwasatnews.com

من المعلومات الطريفة التي عرفتها أخيرا أن مجموع الكتب المترجمة إلى اللغة العربية منذ عصر المأمون، حتى الآن نحو مئة ألف كتاب، ومن المعلومات الأكثر طرافة أن أميركا تترجم 01 آلاف كتاب ووثيقة في اليوم الواحد "كما جاء في الخبر المنشور أسفل الصفحة" واستطرادا في الطرافة فإن ما يؤلف في هذا الوطن الممتد بالكاد يصل إلى ما نسبته واحد في المئة، في حين أن الترجمة لا تتجاوز وفق أكثر الاحصاءات تفاؤلا ثلاثمئة كتاب في السنة... وماذا بعد ؟

أردت الإشارة إلى المعلومات السابقة كونها خير مدخل للموضوع الذي سأتطرق إليه، وهو صدور كتابين مهمين على صعيد حركة الترجمة العربية، صدر الأول أواخر العام الماضي، أما الثاني فهو من إصدارات السنة الجارية. الأول بعنوان: "دليل الناقد الأدبي" لميجان الرويلي وسعد البازعي، والثاني بعنوان "القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان" لأوزوالد ديكرو وجان ماري سشايفر، ومن ترجمة منذر عياشي.

أبدأ بالثاني، كون هذا الإصدار محليا، ولكتاب مهم عرف طريقه إلى أيادي قراء الفرنسية في أولى طبعاته مطلع السبعينات الماضية، ثم توالت الطبعات، وتعددت الترجمات له إلى كل اللغات الأساسية... وأخيرا ترجم هذا القاموس إلى العربية بعد أكثر من عقدين استنادا إلى الطبعة المترجم عنها... ويقر المرء أن ترجمة القاموس تأخرت كثيرا، لكن هذا لا ينفي أهميته، ولا يقلل من قيمة الجهد المبذول، والأهم أن ساحتنا المحلية ممثلة في أحد روافها "جامعة البحرين" بدأت تستدرك أحد الأمور التي فاتتها سابقا وفاتت غيرها بطبيعة الحال، وتولي هذا الجانب شيئا من الاهتمام وتقدم له الدعم ليظهر إلى الوجود باعتبارها إحدى المجهودات الطيبة التي تستحق الثناء...

أما الكتاب الأول فهو نتاج مشروع فردي اضطلع به أستاذان سعوديان تحت عنوان: "دليل الناقد الأدبي" وكانت ثمرته الأولى قد تذوق حلاوتها قراء هذا الدليل العام ،5991 إذ بدأ الكتاب بإضاءة 03 مصطلحا نقديا، وذلك بتقديم شرح مفصل لكل مصطلح أو منهج أو استراتيجية قراءة على حدة... ومع مرور السنوات تطور هذا المشروع، وصدرت طبعة ثانية منه بها تفصيل لـ 05 مصطلحا، وفي الكتاب الذي نزل إلى الأسواق أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كانت الحصيلة 07 مصطلحا، وقد أخبرنا البازعي والرويلي أن هذا التقليد سيستمر، وفي كل طبعة جديدة للدليل سنضيف 02 مصطلحا جديدا، وسيصدر الدليل بشكل ثابت مرة كل سنتين. وطريقة وضع هذا الدليل لا تعتمد الترجمة حرفية، بقدر ما تنحو نحو هضم المادة الأجنبية وتمثلها، ثم إعادة كتابتها إلى لغة غير اللغة التي وضعت فيها أصلا.

والسلك الذي يربط بين هذين الكتابين أن وجودهما ضروري للمكتبة العربية، وأن الجهود الفردية مهما كانت جسارتها، ودوافعها الداخلية، تظل ذات اعتبار كبير، لكن العمل ضمن مؤسسة يؤمن الكثير من الاحتياجات التي قد لا تتوافر لمن يعمل بشكل منفرد... وفي النهاية فإن الاستمرار على هذا النهج، يثري قبل كل شيء المكتبة، ويعضد من الحركة التفاعلية بين ما ينتج هنا وهناك... ومع التراكم المأمول "قد" يزداد حجم العناية بالترجمة إحدى الوسائط الحضارية الأساسية... عوض الارقام المخجلة السابقة

العدد 206 - الأحد 30 مارس 2003م الموافق 26 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً