لقد أصبح القلق من القتل او الجرح عرضيا بواسطة رفقاء السلاح في خضم المعركة امرا سائدا وبشدة بين المحاربين من كل الاعمار.
اذ ان ميدان المعركة الصحراوية الحامية الوطيس لحرب الخليج العام 1991 قد اثبت انه الطريقة المثلى لإحداث الربكة والاضطراب وسط الجنود.
ومن بين 148 جنديا اميركيا قضوا في تلك المعارك حوالي 35 جنديا قتلوا بواسطة اصدقائهم وزملائهم. ومن ثم اطلق تهكما على مثل هذه الحوادث «بالنيران الصديقة». وكان من بين 467 جريحا، 72 ضحايا النيران الصديقة تلك.
ويقول المحللون: «إن الجيش الاميركي احس ان هذه المعدلات من الحوادث العرضية غير مقبولة ويحاول البنتاغون ايجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة.
وكان هناك مشروع لتزويد الدبابات الاميركية والمدرعات العسكرية الاخرى بوسائل الكترونية تمكن الجنود من التمييز بين المدرعات العسكرية الاميركية وتلك التي تتبع للعدو ولكنه أُلغي في العام 2001 لانه مكلّف للغاية.
والآن يطور الجيش الاميركي نظاما مماثلا آخر بالتعاون مع الناتو، ولكنه في مراحله التجريبية.
وفي ظل غياب نظام من هذا النوع، يجتهد المسئولون الاميركيون لادخال اجهزة تمييز في المعركة تكون ذات اشارة واضحة عندما يتم فحصها بواسطة تكنولوجيا اشعة تحت الحمراء، وذلك على الدبابات والمدرعات الاخرى التي تم نشرها في الخليج.
ويسمى البنتاغون الخسائر في الارواح الناتجة عن النيران الصديقة بـ «قتل الاخ».
ويعول البنتاغون على حل مفهوم «لقتل الاخ» من خلال تعديلات شاملة «للوعي الميداني» لما هو ملتبس على ميدان المعركة. والثناء دائما للاعتماد الكلي على معلومات الاقمار الاصطناعية والاتصالات الجيدة.
وأنفق الجيش الاميركي نحو 100 مليون دولار اميركي لتطوير نظام التمييز في ميدان المعركة قبل ان يتم الغاؤه وسط مخاوف من كلفته وما اذا كان سيكون ملائم التطبيق. وكان يفترض ان يسمح لحامل السلاح باتخاذ قرار سريع ما اذا كان «سيطلق او لا يطلق» النار لحظة الاشتباك.
وخطط الجيش الاميركي لادخال النظام في الدبابات والمدرعات المقاتلة الاخرى. فقبل اطلاق النار على عدو محتمل على ارض المعركة، فان الدبابة المزودة بهذا النظام ستطلق اشارة إلى الهدف. اذا كان ذلك الهدف دبابة اميركية اخرى مزودة بالنظام نفسه فان اجابة محددة ستأتي بسرعة للجندي فحواها «صديق».
وتعمل قيادة الاتصالات الالكترونية للجيش الاميركي في فورت مونماوث في نيوجيرسي مع الناتو الآن لتطوير نظام مماثل يسمح لقوات الدول الاعضاء في الحلف بالتعرف على بعضهم بعضا سواء اصدقاء او اعداء في ارض المعركة.
وقررت كل من الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا بالمشاركة في تجارب رئيسية للنظام في هذا الصيف في المملكة المتحدة.
وقال مهندس مدني يشرف على مشروع التمييز في المعركة، بيتر غليكيرداس: «إن النظام الذي تم الغاؤه سابقا كان دافعا لتطوير النظام الجديد بالتعاون مع حلفاء الناتو».
ويحذر الخبراء من أنه بينما تحاول القوات تقليل خسائر النيران الصديقة إلى مستوى الصفر، فانهم يباشرون تجنب مخاطر تقليل الفاعلية العسكرية بحيث تكون هناك مزيد من الخسائر في صفوف الاعداء
العدد 200 - الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ