لم يتوصل المجلس الأوروبي خلال اجتماعاته التي عقدت بنهاية الأسبوع الماضي في بروكسل، سوى إلى إظهار إجماع هش بشأن العراق... ما يعني أن دول الاتحاد باتت اليوم، أكثر من أي وقت مضى، منقسمة على نفسها حيال المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع. ولقد عبّر رئيس وزراء لوكسمبورغ، جان كلودجنكر عن هذا الوضع بالقول: «لقد اتسمت هذه القمة التي شارك فيها رؤساء الدول والوزارات بالخبث الفاضح وبالجو المثقل بالبرود الشديد بين الكثير من كبار المشاركين»، من ناحية أخرى، وصف أحد المراقبين، الاجتماعات بأنها كانت على جانب من «السوريالية»، بهدف تجنب البحث في الموضوعات الرئيسية، فإذا كان المجتمعون قد اعتمدوا بيانا ختاميا لاجتماعاتهم، أقروا فيه بوحدة العراق والدور الرئيسي الذي ستضطلع به الأمم المتحدة لناحية إعادة بناء هذا البلد بعد الحرب، إلا ان ما دار فعليا داخل القاعة وفي الكواليس، تركز بمجمله على ضرورة وضع كل القضايا العالقة بما فيها التباينات على طاولة البحث بعد اسبوعين أو ثلاثة؟ ذلك، بانتظار اتضاح الصورة في العراق. ولقد أكدت مصادر مسئولة في الاتحاد الأوروبي بأن قمة بشأن سياسة أوروبا الدفاعية ستعقد خلال اسبوعين أو ثلاثة من دون بريطانيا
العدد 200 - الإثنين 24 مارس 2003م الموافق 20 محرم 1424هـ