بدا المشهد جديدا، بل وملفتا للنظر، رجال ونساء وأطفال بمظاهر إسلامية، يتراوح عددهم بين أربعين وخمسين شخصا، يتقدمون مسيرة اعتادت لجان إحياء المجتمع المدني تنظيمها في دمشق أسبوعيا، وكلما دعت الحاجة انتصارا لفلسطين والعراق بمشاركة أحزاب المعارضة السورية وأعضاء من منظمات أهلية سورية وفلسطينية. وتعكس هذه المشاركة تحولا في موقف الإسلاميين السوريين في أنشطة مثل المظاهرات والمسيرات، وهم الذين طالما عارضوا مثل هذه الأنشطة ورغبوا عن الاشتراك فيها، إضافة إلى ان الإسلاميين السوريين لم يعتادوا المشاركة في أنشطة تقوم بها منظمات أهلية أو قوى في المعارضة ذات الطابع العلماني.

وفي مصر تظاهر حوالي 12 ألف طالب مصري أمس داخل الجامعات منددين بالحرب الأميركية البريطانية على العراق. وردد زهاء 10 آلاف طالب في جامعة الأزهر هتافات عدة بينها («إسرائيل» وأميركا وجهان لعملة واحدة) كما وصفوا الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه «خنزير».

في غضون ذلك، قال طلاب إن حوالي ألفين منهم شاركوا في تظاهرة نظمت داخل جامعة عين شمس وسط انتشار امني مكثف هدفه منعهم من الخروج إلى الشارع. وقد اعتقلت السلطات المصرية النائب المعارض والناشط المناهض للحرب حمدين صباحي مساء أمس الأول «للتحقيق معه، إذ يواجه عددا من «الاتهامات» بينها «التجمهر والتظاهر والتحريض على اقتحام بعض المنشآت الأجنبية» حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

كما اعتقل أيضا النائب محمد فريد حسنين، كما أعلن وزير شئون مجلس الشعب المصري كمال الشاذلي الذي قال انه ابلغ بوضع حسنين تحت حراسة الشرطة إذ يعالج في مستشفى في القاهرة بعد ان تعرض للضرب من قبل رجال الشرطة خلال تظاهرة يوم الجمعة الماضي. وعلى الصعيد ذاته، نظم أمس المئات من أعضاء منظمة «شباب المحمدية» و«معهد العلوم القرآنية» وأنصار «منظمة شباب الاتحاد الإسلامي»، فرع مدينة باندونج، مظاهرات أمام مقر السفارة الأميركية في جاكرتا احتجاجا على الهجوم العسكري على العراق. وطالب المتظاهرون بوقف الهجوم الذي اعتبروه «عدوانا على الشعب العراقي والإنسانية».

وانتقد المتظاهرون قتل المدنيين الأبرياء في العراق وحثوا الحكومة الاندونيسية على القيام بدور أكثر فاعلية في الجهود المبذولة لوقف الحرب. وفي الوقت ذاته نظم أعضاء «منظمة شباب الاتحاد الإسلامي»، فرع مدينة باندونج عاصمة جاوة الغربية، مظاهرات أخرى أمام مقر مكتب الأمم المتحدة في جاكرتا