العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ

صحافة واشنطن: الأيام المقبلة ستكون الأسوأ على الطرفين

الحرب بعد يومها الثالث

توقعت الصحف الأميركية في معظمها أن تكون الأيام المقبلة من الحرب قاسية على الأميركيين والعراقيين على حد سواء... فالحرب الأميركية على العراق بدأت بصاروخ... بعد أن سكت صوت العقل والدبلوماسية إلى إشعار آخر. تحدثت الصحف الأميركية بمختلف اتجاهاتها عن ان واشنطن ترى في هذه الحرب مرحلة أولى من تغييرات جذرية ستطرأ على النظام العالمي بينها إطلاق نظرية «الحرب الوقائية» وإعادة «تركيب» الشرق الأوسط ومراجعة التحالفات التقليدية. وأكد الكثير من المسئولين المقربين من «المحافظين الجدد»، «صقور» الإدارة الأميركية الذين لهم حظوة في أوساط بوش، أن هذه الحرب ستفتح الباب أمام إعادة توزيع الأوراق على المستوى العالمي. وهذا التيار الفكري يلقى انتقادات كثيرة وخصوصا بعد انطلاق العمليات العسكرية، بسبب ميله إلى الانفرادية، فهو يريد أن يضع أميركا في قلب نظام جديد، بعد انتهاء الحرب الباردة، لا يعرقله ثقل الاتفاقات والمؤسسات الدولية. وأدان الكثير من المعلقين هذه الرؤية «الأحادية النزعة» التي تعتمدها واشنطن وأعربوا عن خشيتهم من أن تعكس هذه الحرب عزم أميركا على الهيمنة على حساب الأمم المتحدة. وأسف المستشار الدبلوماسي لنائب الرئيس الاميركي السابق آل غور، ليون فويرث في تصريح لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية من ان تعبير «الامبراطورية» الذي غالبا ما يستخدم للدلالة على السياسة الخارجية الأميركية «لم يعد مجرد صوغ مجازي، بل انه واقع ملموس».

ولفتت «نيويورك تايمز»، إلى ان المتحمسين للحرب داخل إدارة بوش، قد يحاولون إسكات الأصوات المعارضة. ولكن من المهم تذكيرهم بأن الهدف الرئيسي من الحرب الأميركية ضد العراق، هو نشر الديمقراطية وحرية التعبير، ولذلك فإنهم لا يستطيعون أن يقمعوا حرية التعبير في الداخل الأميركي. ولاحظت «واشنطن بوست»، في مقالها الافتتاحي، ان التصريحات التي أدلى بها أعضاء الكونغرس الأميركي والمسئولون داخل الإدارة الأميركية بشأن الحرب على العراق غابت عنها أي تفاصيل واضحة عن خطط إعادة الإعمار ونشر الديمقراطية في العراق. ولكن الصحيفة الأميركية لفتت إلى مبادرة مشجعة ومهمة قامت بها مجموعة من المسئولين الأميركيين السابقين. إذ وقع 23 مسئولا أميركيا سابقا بينهم رئيس الأركان السابق وليام كريستول، ومستشار الأمن القومي السابق جيمس ستينبرغ، ومستشار إدارة ريغان للشئون الخارجية روبرت كاغان، وثيقة عن المسئوليات الأميركية بعد الحرب. لافتة إلى ان الوثيقة شددت على ان الهدف من الحرب يجب أن يكون ضمان إقامة عراق آمن ومستقر وموحد ومزدهر وديمقراطي وخال من أسلحة الدمار الشامل. وخلصت الصحيفة إلى انه إذا كان باستطاعة هذه المجموعة التي تضم 23 شخصية متنوعة أن تتفق على أرضية مشتركة فإن هناك أملا في أن يلتقي الكونغرس والإدارة الحالية في أسس مشتركة لإعادة بناء العراق. ورجح غلوبل إنتلجنس (مركز الدراسات والأبحاث الجيوسياسية) من على موقعه على الانترنت، أن يواجه الجيش الأميركي أمورا صعبة للغاية بعد انتهاء الحرب. لكنه وفي تقرير آخر، رجح أن تكون إيران الدولة التالية على لائحة الاستهداف الأميركية... وقال انه إذا انتهت الحرب الأميركية في العراق، كما هو متوقع بتحقيق نصر أميركي، فإنه يبدو واضحا ان الولايات المتحدة ستقود حملة عسكرية ضد إيران مهما كانت الصعوبات. ورأى فاغو موراديان في «ديفنس نيوز» (صحيفة أميركية مختصة في الشئون العسكرية) انه بما ان قرار الحرب أتى منفردا من جانب واشنطن، ومن دون غطاء دولي، فإن القيادة العراقية قد ترى ان هناك أملا في البقاء عبر المقاومة وإطالة فترة النزاع بواسطة حرب عصابات في المدن العراقية، الأمر الذي سيؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى. واعتبر موراديان، ان هذا بدوره سيشكل عامل ضغط على التحالف الأميركي البريطاني الاسترالي الاسباني، وقد يؤدي إلى وقف الحرب والسعي عبر الأمم المتحدة مجددا إلى حلول سياسية للأزمة.

وأشارت «نيويورك تايمز»، في مقالها الافتتاحي، إلى ان تجربة الحرب الجديدة وغير المرغوبة التي بدأت ضد العراق، لا يمكن التكهن بنتائجها. داعية إلى الحرص على حياة الشبان الأميركيين والمواطنين العراقيين من كل الأعمار. وأضافت الصحيفة الأميركية انه بما ان الضربة الأولى للحرب بدأت، فإنه حتى المعارضين بقوة للحرب لا يستطيعون إلا أن يأملوا اليوم ما يأمله الرئيس جورج بوش نفسه، وهو أن تنتهي الحرب بشكل سريع وبأقل خسائر ممكنة

العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً