إن رجوع زوجة المواطن سامي سمير وابنه نواف إلى الوطن بعد رحلة قاسية من المعاناة، كان له الأثر على نفسية الشارع البحريني، وهو يعد إضاءة إنسانية استطاع إنجاحها مركز البحرين لحقوق الإنسان، إذ أخذ على عاتقه هذا الملف واستطاع أن يؤدي دورا حقوقيا، وطبعا لا يمكن القفز على جهود كل من شارك في لمّ شمل هذه الأسرة البحرينية العزيزة من صحافة ومواطنين وحتى مسئولين، وإن كان يشهد لبعض الاخوة فضل متابعة الملف إلى آخره. الشعب البحريني شعب متسامح ومتكافل اجتماعيا... الناس لم تترك سامي وحيدا. هناك من تبنى ملفه اجتماعيا وذلك بالاعتصام معه أمام السفارة السعودية، وهناك الصحافيات والصحافيون في كل الصحف البحرينية من قام بالترافع عن قضيته والكتابة عنها، فلهم أيضا موقفهم الإنساني هذا. كما أن لمركز البحرين دورا لا يمكن القفز عليه عندما راح يملأ المواقع الالكترونية والصحافة ومقابلة الرسميين لإيصال صوت هذا المواطن الكريم.
طبعا كل ذلك لا يمكن أن يغلق الملف بنجاح لولا وجود تفاعل من قبل وزارة الخارجية التي لا يسع المرء إلا أن يشكرها على هذا الموقف الإنساني، وشكر آخر للسفارة السعودية، وإن نجاح هذا الملف دليل على إمكان نجاح الكثير من الملفات إذا اتسم الجميع بالموضوعية وتحمل المسئولية. وكذلك كسب سامي سمير قضيته بالضغط السلمي والحضاري الذي مارسه بقية متبني الملف من مراكزنا ومؤسساتنا الحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني. تقع على عاتق وزارة الخارجية ملفات أخرى مازالت تشكل قلقا للمواطن البحريني، وهو على ثقة تامة بالوزارة وبإمكان العمل على حلها أو الاقتراب من حلها، منها: ملف أبنائنا الأعزاء في غوانتنامو، فهم لايزالون ينتظرون ترافع لجنة من محامي البحرين عنهم وينتظرون موقفا رسميا وشعبيا للمطالبة بحقوقهم الإنسانية والحقوقية، وكذلك ملف أبنائنا المفقودين في العراق... هي ملفات لا تقل تعقيدا عن ملف (سامي) وعائلته، بيد أننا لو توافقنا شعبيا ورسميا وقمنا بالضغط السلمي والحضاري فإننا سنستطيع أن نقترب من حل هذه الأزمة. هناك عوائل مازالت تنتظر ترافعا رسميا رفيع المستوى عن أبنائها كي تعود الابتسامة إلى شعب البحرين، ونرى الوطن وهو يبتسم فرحا بلقائهم، كما ابتسم وأضاء لعودة عائلة سامي...
ختاما نقول: مرحبا بلمّ شمل العائلة يا (أبا نواف)، وكل البحرين فرحة بقدومك وقدوم العائلة... ومعا نحو تحقيق حقوق الإنسان
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 198 - السبت 22 مارس 2003م الموافق 18 محرم 1424هـ