العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ

سياسيون أميركيون يتساءلون عن دور اليهود في الحرب

مع اقتراب هجوم وشيك على العراق، يرى معارضون للحرب أن الحملة الأميركية الحالية إنما هي من بنات أفكار اليهود المحافظين الجدد الذين أثاروا الفكرة في التسعينات ثم تبوّؤوا مراكز قوية في إدارة الرئيس جورج بوش التي تولت السلطة العام 2001.

وتعرض النائب الديمقراطي من فرجينيا جيمس موران لعاصفة من الانتقادات الشهر الماضي عندما قال إن الولايات المتحدة ما كانت تخطط لغزو العراق من دون تأييد قوي من الجالية اليهودية. ونقلت إحدى الصحف عن موران قوله: «يتمتع زعماء الجالية اليهودية بنفوذ يكفي لتغيير هذا الاتجاه وعليهم أن يفعلوا هذا». واستدعت تصريحات موران تنديد البيت الأبيض، كما وصفها أعضاء في الكونغرس بأنها مروعة، الأمر الذي دعا النائب الديمقراطي إلى الاعتذار بعد ذلك. وتزعمت صحيفة «واشنطن بوست»، التي تؤيد سياسة بوش تجاه العراق، حملة الهجوم على موران، وقالت إن الاعتقاد بأن حماية «إسرائيل» هي حافز بوش الأول «خطأ كبير».

غير أن النائب الجمهوري من ولاية أريزونا جيم كولبي سأل وزير الخارجية كولن باول عن مدى حقيقة الادعاء بأن المؤيدين لـ «إسرائيل» أو أية مجموعة أخرى تتآمر للتأثير على سياسة أميركا، الذي أجاب بأن «هذه السياسة لا تمليها أية جماعة صغيرة تبلغ الرئيس بوش ماذا يجب أن تكون عليه سياستنا».

كما أولت صحيفتان أميركيتان كبيرتان هما «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» اهتماما بهذا الموضوع. فقد كتب المعلق لورانس كابلان في «واشنطن بوست» قائلا: «كيف وصلت إدارة بوش إلى حافة الحرب مع صدام حسين؟ وإلى أي مدى لعب النفوذ الإسرائيلي دورا لوصول الوضع إلى هذا الحد؟. سؤال مشروع يمكن أن تثير الإجابة عنه خلافا».

وقال بيل كيلر في «نيويورك تايمز» يوم الأحد الماضي: إن النظرية تستحق شيئا من الاهتمام لأن فكرة أن الحرب من أجل «إسرائيل» تنتشر أكثر مما نتصور... ونبتت من بذرة من الحقيقة.

وبذرة الحقيقة هذه تشير إلى أن مسئولين بارزين في الصف الثاني في إدارة بوش هم يهود من المحافظين الجدد يدعون إلى الإطاحة بالرئيس صدام حسين لدعم أمن «إسرائيل». ويقال إن من هؤلاء نائب وزير الدفاع بول وولفويتز ووكيل وزارة الدفاع دوغلاس فيث ومستشار وزارة الدفاع ريتشارد بيرل ومسئول الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي أليوت إبرامز، بالإضافة إلى لويس ليبي رئيس هيئة الموظفين التابعين لنائب الرئيس ديك تشيني. وكان فيث قال الشهر الماضي في اجتماع للجنة بمجلس الشيوخ: إن إقامة ديمقراطية في العراق ربما تساعد على تولي زعماء فلسطينيين قد ترغب «إسرائيل» في الحديث معهم.

وأضاف كيلر في «نيويورك تايمز» أيضا أن عنصر الحقيقة هو أن مصالح الولايات المتحدة و«إسرائيل» مشتركة فيما يتعلق بالعراق، ولكنه أضاف: «هذا لا يعني أن طابورا خامسا صهيونيا اختطف عقل الرئيس. بل تصادف أن يكون جعل العالم أكثر أمانا بالنسبة إلينا بالقضاء على الإرهاب وإصلاح منطقة تعتبر مصدرا لعداء مسموم لكل ما نؤمن أمرا يلائم إسرائيل أيضا».

ويعتبر المرشح الرئاسي السابق لحزب الإصلاح والمعارض لإقدام الولايات المتحدة على الدخول في مخاطرات في الخارج باتريك بوكانان أبرز سياسي أميركي يتهم هذه المجموعة بفرض الحرب على بوش من أجل «إسرائيل». وحتى الآن يتركز الجدل بصفة رئيسية بشأن هذه القضية فيما إذا كان الادعاء بأن المحافظين الجدد في إدارة بوش يكنّون ولاء مزدوجا لـ «إسرائيل» والولايات المتحدة، يدخل في نطاق معاداة السامية أكثر منه على ما إذا كان الاتهام صحيحا

العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً