العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ

أكثر من 40 صاروخ كروز «توماهوك» تضرب بغداد في اليوم الأول

مصرع مدني عراقي وصدام يدعو إلى المقاومة ويعد بالانتصار

عواصم، بيروت - وكالات، منى سكريّة 

20 مارس 2003

لقي مدني عراقي مصرعه وأصيب اثنان آخران في هجوم شنته القوات الأميركية على العاصمة العراقية بغداد باستخدام قاذفات شبح من طراز «اف - 117» وقاذفات استراتيجية من نوع «بي - 52» وصواريخ عابرة أطلقت أكثر من 40 صاروخا من طراز «توماهوك كروز» من ست قطع حربية أميركية من البحر الأحمر ومنطقة الخليج. تزامن مع ذلك خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش ليعلن بدء الهجوم العسكري. من جانبه دعا الرئيس العراقي صدام حسين العراقيين إلى المقاومة ووعدهم بالنصر في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على بلاده، بعد بدء الغارات على بغداد. وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية انطلاق ستة صواريخ قصيرة المدى شنتها السلطات العراقية باتجاه الكويت والتي لم يسفر عنها أية إصابات ولم تحمل أية مواد كيماوية أو بيولوجية لكن العراق نفى هذه الأنباء.

وقال بوش إن صدام وضع جنودا وعتادا عسكريا في مناطق مدنية ليستخدم المدنيين «دروعا بشرية»، معتبرا ان «الطريقة الوحيدة للانتصار في هذا النزاع هي استخدام القوة الحاسمة. وأؤكد لكم ان هذه الحملة لن تكون حملة الإجراءات المجتزأة». وقد حشد بوش أكثر من 255 ألف جندي أميركي مدعومين بمئات الطائرات والدبابات والمروحيات والسفن في محيط العراق ومنطقة الخليج والبحر الأبيض المتوسط. وأوضح «بناء على أوامري، بدأت قوات التحالف بضرب أهداف منتقاة ذات أهمية عسكرية» للحد من قدرة صدام حسين على القتال، وأوضح الرئيس الاميركي «في هذه الحرب، تواجه أميركا عدوا لا يحترم بتاتا اتفاقات الحرب والقواعد الأخلاقية». وقال إن «صدام حسين وضع قوات عسكرية وتجهيزات عراقية في مناطق مدنية محاولا استخدام أبرياء من نساء ورجال وأطفال دروعا بشرية لجيشه وهي ممارسة وحشية أخيرة يقوم بها ضد شعبه». وتعهد بوش لـ «الشعب الاميركي وبقية العالم بان قوات التحالف ستبذل كل ما في وسعها لتجنب إلحاق الضرر بالأبرياء». وأعلن مسئول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ان الغارات الأولى على بغداد كانت محدودة تمهيدا لعمليات عسكرية أكثر كثافة، وإنه أمر محدود، وهذا ليس المهم «في الحملة العسكرية» أي بدء حملة جوية كثيفة، و«نحن في مرحلة حساسة ونمهد لساحة المعركة على ما يبدو».

واعتبر مسئول آخر ان المعلومات التي أشارت إلى ان هذه الضربات الأولى تهدف إلى «ضرب رأس» النظام العراقي «مبالغ بها»، وذكرت محطة «سي ان ان» التلفزيونية الاميركية ان بدء العمليات العسكرية كان يهدف إلى «ضرب رأس» نظام صدام حسين بصواريخ عابرة، وان عمليات القصف شنتها قاذفات شبح من طراز «اف - 117» وقاذفات استراتيجية من نوع «بي - 52» وصواريخ عابرة أطلقت من سفن في المنطقة. وحذرت وزارة الخارجية الاميركية الاميركيين المقيمين في الخارج من أعمال إرهابية انتقامية بعد بدء التدخل العسكري ضد العراق.

صدام يدعو إلى المقاومة ويعد بالانتصار

من جهته قال الرئيس صدام وهو باللباس العسكري: «سنقاوم الغزاة» واصفا الغارات الأولى على بغداد «بالاعتداء الأرعن» و«الجريمة النكراء» والولايات المتحدة «بطاغوت العصر». وتابع وهو يقرأ كلمة مكتوبة على تلفزيون الشباب «هذه الأيام ستضيف إلى سفركم الخالد أيها العراقيون، ستنتصرون أيها العراقيون بل انتم منتصرون وأعداؤكم في خزي وعار»، كما رفض الإنذار الاميركي بالمغادرة أو مواجهة الحرب «أريد ان اكرر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في مواجهة العدوان». وألقى الرئيس العراقي خلال الخطاب أبياتا من الشعر العربي القديم تشيد ببطولة العرب الأوائل قبل ان ينهي خطابه بالتأكيد «العراق سينتصر»، ودعا النجل الأكبر للرئيس العراقي عدي صدام حسين قوات فدائيي صدام حسين المكونة من متطوعين إلى الاستعداد «للشهادة» في مواجهة القوات الاميركية. وقال في بيان موجه إلى فدائيي صدام: «هذا والله اليوم الذي كنا نريده لتهلهل وتزغرد لنا ماجدات العراق إما أبطالا منتصرين أو شهداء مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فرحين بأنهم سبقوا إخوانهم إلى الشهادة وفي الدفاع عن عراقنا العظيم وامتنا العربية المجيدة»، وإن «هذا هو اليوم الذي كنا نريده لنذود عن ارض العراق الحبيب وقائده الحبيب السيد الرئيس صدام حسين حفظه الله بأنفسنا وأرواحنا».

الهجوم الأميركي «عدوان سافر»

كما اتهم وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الولايات المتحدة وبريطانيا بشن «عدوان سافر» و«قرصنة» في أعقاب الهجمات التي وقعت، وبعد ساعات من سقوط صواريخ كروز على أهداف عند أطراف العاصمة العراقية ندد الصحاف بالقيادتين الاميركية والبريطانية باعتبارهما «مجرمتي حرب»، واصفا الضربات العسكرية بأنها «غباء»، كما ذكر أنه بمقدور الصحافيين التحرك بحرية في جميع المواقع المتصلة بالحرب وفي شوارع بغداد.

ستة صواريخ باتجاه الكويت

من جانبها قالت مصادر دبلوماسية كويتية ان ستة صواريخ عراقية ضربت منطقة في شمال الكويت أمس، غير أنها لم تحدث أية إصابات. وقال المصدر إن «صاروخين ضربا المنطقة الكويتية نحو العاشرة صباحا» وسقطا على منطقة داخل صحراء شمال الكويت، على بعد نحو مئة كيلومتر من الكويت العاصمة.

وقال مسئول آخر «كان هناك صاروخان صغيران، يبدو أنهما جاءا من منطقة البصرة، ربما من مسافة نحو 60 كيلومترا»، وإن وحدات التحالف العسكرية توجهت إلى موقع سقوط الصاروخين للتأكد من عدم وجود أسلحة كيماوية أو بيولوجية، غير أنها لم تجد شيئا. وعلى اثرها أطلقت صفارات الإنذار وسارع السكان إلى وضع الأقنعة الواقية.

وعلى صعيد متصل، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان الصين تطلب من الولايات المتحدة وقف الحرب في العراق، ودعا المتحدث كونج تشوان إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية ضد العراق والعودة إلى المسار السلمي لتسوية القضية العراقية في إطار الأمم المتحدة، وجاء ذلك في أول رد فعل رسمي يصدر من الصين حيال اندلاع الحرب ضد العراق. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الحرب في العراق ودعت إلى إنهائها بأسرع ما يمكن، وأعلنت في بيان «تعبر السلطات الفرنسية مع بدء أول عملية عسكرية في العراق عن قلقها العميق». وإن السلطات الفرنسية «تأمل في أن ينتهي الصراع الذي بدأ لتوه بأسرع ما يمكن». وإننا «ندعو دول المنطقة إلى الامتناع عن القيام بأية مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع». وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان الهجوم العسكري غير مبرر ودعا إلى إنهاء هذا الهجوم، كما دانت إيران المدرجة أيضا في «محور الشر» الحرب التي بدأها الاميركيون على جارها العراقي ووصفتها بأنها حرب «غير شرعية وغير مبررة». وأغلقت إيران مجالها الجوي أمام «القوات المتحاربة» بعد ان بدأت القوات الاميركية المحتشدة في المنطقة هجوما ضد جارها الغربي العراق، حسبما قال التلفزيون الإيراني.

وعلى صعيد متصل، دان رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود العوان العسكري على العراق واعتبر أن هذا العدوان لا يستهدف دولة عربية شقيقة وشعبها الآمن وحسب، بل يستهدف أيضا الادارة الدولية التي اجتمعت على رفض الحرب وتمسكت بقرارات الشرعية الدولية.

كما أعرب رئيس الوزراء البلجيكي غي فرهوفشتاد عن الأسف لإعلان الولايات المتحدة الحرب على العراق وأدان «التخلي عن النظام القضائي الدولي» في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل. وأعلن فرهوفشتاد «مازلنا نعتقد بأن التخلي عن النظام القضائي الدولي يشكل ثمنا باهظا جدا ندفعه في مقابل ما ندعو إليه من نزع أسلحة النظام العراقي»، وأكد ان بلجيكا وفرنسا وألمانيا التي قادت معارضي الحرب في الاتحاد الأوروبي ستواصل «سويا» العمل من اجل عودة سريعة إلى «السلم»، في وقت وصف القائم بأعمال رئيس الوزراء الماليزي عبدالله احمد بدوي الهجوم الأميركي على العراق بأنه علامة سوداء في التاريخ. وحذر المسئول الماليزي من مخاطر انعكاسات هذه العملية على الاقتصاد العالمي. على الصعيد نفسه أعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هوارد ان القوات الخاصة الاسترالية المتمركزة في الخليج بدأت المشاركة في المعارك في العراق. وقال هوارد: «بامكاني ان ابلغ مجلس النواب والرأي العام الاسترالي عامة بأن القوات بدأت عمليات القتال ودعم المعارك».


خطاب جلالة الملك في نقاط...

أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمة ألقاها لشعب البحرين أمس بمناسبة الحوادث الراهنة في المنطقة، الآتي:

سعت حكومة المنامة إلى توفير فرص النجاح للجنة الوزارية العربية التي تشكلت في قمة شرم الشيخ لتفادي انجرار المنطقة إلى حرب جديدة.

تم تجهيز كل ما يلزم لحماية الوطن والمواطنين والمقيمين في هذه الظروف.

الترحيب بالتعهد الدولي الإيجابي الذي يمثل تجاوبا مع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لإنقاذ مسيرة السلام.

ستبذل البحرين أقصى جهد لتفعيل الاستحقاقات السلمية كونها الرئيس الحالي لدورة القمة العربية.

إلى ذلك لا تزال تنطلق في مناطق البلاد مسيرات احتجاجية مناهضة للحرب على العراق. إذ دعت اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي في البحرين، وست جمعيات سياسية أمس إلى تجمع جماهيري في المنامة اليوم الجمعة للاحتجاج على الحرب الاميركية على العراق

العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً