الإستعدادات للخسف القادم على المنطقة أمر لا مفر منه الا اذا قررنا أننا بمعزل عما يحدث من حولنا... شريطة أن تأتي تلك الإستعدادات متماشية مع وضع الخطط وتوقع الاحتمالات وبما لا يؤذي مشاعر الناس ويدخلهم في حال من الإرباك... ويزيد من توترهم وقلقهم ما يدفعهم إلى أن يتحولوا الى كائنات تضج بالرعب... ويعطل كثيرا من إمكاناتهم وسبل وطرق تعاطيهم مع طبيعة المرحلة والظرف الذي تمر به المنطقة. اجراءات التفتيش التي اتخذتها اقسام الأمن في المجمعات التجارية والفنادق الكبرى... ونقول (الكبرى فقط) لأن معظم المترددين عليها من السواح الغربيين... تلك الإجراءات وبحسب ما بلغنا ممن ارتادوا تلك المجمعات في ممارسة طبيعية لحياتهم... والملاحظات التي وردتنا من بعض المقيمين والمواطنين العرب الذين دفعتهم الظروف لزيارة تلك الفنادق لارتباطهم بأعمال يؤدونها... أو لاستقبال أصدقاء واشقاء لهم من دول مجلس التعاون... تنبئ عن توجه في هذا السياق قد يطال معظم المرافق والمصالح الحكومية والأهلية... الأمر الذي سيتحول معه إيقاع الحياة الى ما يشبه الكابوس... وقد يضر ذلك أيما ضرر بعجلة الإنتاج وتعطل المصالح... وتفاقم الإشكالات وربما المصادمات مع المعنيين بضبط الداخل والخارج من تلك المجمعات والفنادق وكذلك المصالح الحكومية والأهلية .
لا ضير في خطوات واجراءات مثل تلك... على أن تكون معقلنة وضمن ضوابط ، بحيث لا تكون مدخلا لتجاوزات من قبل الذين تناط بهم مثل تلك المسئولية... وإن أخشى ما نخشاه أن يأخذ الجانب الرسمي من الأمر ابعادا تعمل عملها لإثارة المشاعر... وخصوصا أن الغالبية العظمي من مواطني ومقيمي المملكة يعون الأبعاد الخطيرة لتنفيذ الولايات المتحدة «السيناريو الكابوس» الذي عملت على تنفيذه وتحققه طوال الشهور الماضية... ومع بدء العمليات العسكرية ضد العراق... والتي بدأتها أميركا في الساعة الرابعة من فجر أمس... تظل المشاعر متأججة والأعصاب مشدودة الى الحدث الزلزال الذي لن يستثني شعبا دون آخر ولن تقتصر أضراره على الأشقاء العراقيين في الداخل... بل ستمتد لتشمل كل الناطقين بلغة الضاد.
أداوا واجبكم كما يجب ... ولكن رفقا بنا... وبأعصابنا وبمشاعرنا
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 196 - الخميس 20 مارس 2003م الموافق 16 محرم 1424هـ