تسلم مرزوق رسالة من احد المواطنين يقول فيها: «إلى مرزوق مع التحية ليكن في علمك أخي مرزوق بأن البحرين كانت تسمى في قديم الزمان بلد «المليون نخلة» والدليل على ذلك أنه لا نزال نشاهد آثار تلك النخيل وهي شامخة كالجبال في براري البحرين. ومن المعروف أن ما اشتهرت به البحرين أصبح عرضة للإبادة من قبل اصحاب المال والنفوذ الذين حوّلوا تلك المزارع الخضراء والساحات والبراحات المليئة بالنخيل والاشجار إلى مبان وعمارات تناطح السحاب ليسلبوا من البحرين شهرتها التي عرفت بها، وهي بلد المليون نخلة. ومن ثم يُسكنون غير أهلها في مبانيهم وعماراتهم، لكونها تجلب لهم الملايين بدل تلك النخيل التي حرموا الناس من رطبها ومشتقاتها الأخرى، وبالتالي أصبحنا نستورد التمور والدبس من الدول الاخرى. وكما تقول يا مرزوق فإن أميركا التي هي الأخرى تشتري النخيل بأسعار زهيدة جدا ومن ثم تعيد المنتوج الينا نحن معشر المستهلكين وغير المنتجين، وتبيعه علينا بأغلى من سعر النفط. وهذا بحد ذاته استغلال لثرواتنا الطبيعية، وهذا ينطبق على المواد الأخرى كالنفط وغيره. فاليوم نحن لسنا بحاجة إلى أن نزعج انفسنا بالنخيل والزراعات الأخرى ما دامت تأتينا من البلدان الأخرى، ولا يهمنا سواء ارتفع أو قل ثمنها، ما دمنا نحن من الدول والشعوب المستهلكة ولسنا من الدول المنتجة. فحتى وزارة الزراعة عندنا اصبح دورها العناية بالمنتزهات وتزيين الشوارع بالزهور والورود المستوردة من الخارج، واصبح اعتمادها على وزارة التجارة التي تقوم باستيراد جميع الفواكه والخضراوات من الخارج، فما الداعي إلى أن نقوم بزراعة مثل تلك المنتجات ما دامت تصلنا إلى عقر دارنا من دون عناء أو مشقة وإن كانت تستنزف ثروتنا، القومية والوطنية. وقس على ذلك احتياجاتنا من الثروة الحيوانية من لحوم وألبان ومنتجاتها وغيرها من السلع والمواد الاستهلاكية الأخرى».
استفسر مرزوق من احد التجار عن الولاية الاميركية التي تنتج التمر الذي تستورده فكان هذا الحوار:
التاجر: تقصد الولايات الحالية.
مرزوق: نعم، وهل هناك ولايات مستقبلية؟
التاجر: انته ما تقرأ الاخبار، فالعراق ستصبح الولاية «51» لأميركا، وسنأكل التمر الاميركي الذي تنتجه البصرة والسماوة.
مرزوق: توقف قليلا عن هذا الحديث، انا اقصد الولايات الحالية فقط.
التاجر: احنا نشتري حاليا من كاليفورنيا وفيها نخيل استوردت من البلاد العربية، واصبحت الآن تنتج بصورة افضل من عشرات الدول العربية.
مرزوق: ولكن ماذا ينقصنا لكي ننتج تمرا مثل ذلك الموجود في كاليفورنيا؟
التاجر: لا، هناك في كاليفورنيا توجد قوانين تطبق على الجميع، وهناك سياسة للولاية سعت إلى انتاج التمر وتصديره من خلال المحافظة على الزرع وتكثيره واجراء البحوث عليه لضمان كثرته وجودته.
مرزوق: وما الذي يمنعنا ان نقوم بمثل هذا الأمر في البحرين بلد الألف نخلة حاليا، (مليون نخلة سابقا)؟
التاجر: لا، هذا تدخل في السياسة، وانا تاجر ما اريد ان اتدخل في السياسة.
مرزوق: انا اتحدث معك عن التمر فما علاقة ذلك بالسياسة؟
التاجر: شوف، احنا مو مثلكم، احنا نفهم السياسة ونهرب منها، ونروح الى اميركا لان هناك لا توجد سياسة في التمر، في البحرين التمر هو السياسة والسياسة هي التمر، وانا ما اتدخل في السياسة
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 194 - الثلثاء 18 مارس 2003م الموافق 14 محرم 1424هـ
