«حفنة تراب» فيلم وثائقي ينقل شهادات حية من لاجئين فلسطينيين تشردوا بعد العام 1948 من مدنهم وقراهم إلى رام الله واربد وسورية منهم من يكتفي بوضع حفنة من تراب بلده تحت رأسه عند موته.
وتعرض المخرجة الفلسطينية ساهرة درباس على مدى 52 دقيقة شهادات حية من جيل عايش النكبة وآخرين استمعوا إلى حكايتها من آبائهم وأجدادهم مع اختلاف مشاعرهم وحنينهم.
وقالت درباس في تقديمها للفيلم الذي عرض على شاشة مسرح قصر رام الله الثقافي بعد عرضه الأول في القدس «هذا الفيلم محاولة للبحث في انتقال الرواية الشفهية من جيل النكبة إلى جيل اليوم الذي لا يعرف كثيرا عنها».
وأضافت «لقد أصبت بالصدمة من كثير من الأجوبة التي استمعت إليها عند سؤالي للجيل الجديد عن رغبته في العودة إلى أراضيهم».
وتقدم درباس روايات عن النكبة من أشخاص عايشوا تلك المرحلة وتتناقض مشاعرهم بمرور السنين.
ويعرض الفيلم آراء كثيرة عن الرغبة في العودة بين متمسك بها وخصوصا من الجيل الأول الذي يرفض مبادلة «ذرة تراب منها بالذهب» والجيل الثاني الذي كان أبناؤه أطفالا عندما هاجرت عائلاتهم بين من يريد العودة ومن لا يريدها وآخرون يريدون حياة «هادئة بعيدة عن الاحتلال».
ويثير موضوع حق العودة حساسية بالغة عند الفلسطينيين ويعتبره الكثيرون منهم موضوعا مقدسا لا يمكن لأحد التنازل عنه.
وقالت ساهرة درباس إن موضوع فيلمها كان يركز على تناقل الراوية الشفهية بين أجيال النكبة ولكن ما استمعت إليه من ردود فعل باردة عن العودة جعلها تورد هذه الآراء في فيلمها.
ويتنقل الفيلم بالمشاهدين من طيرة حيفا إلى مخيمي الجلزون وبيرزيت في الضفة الغربية وأربد في الأردن ودمشق في سورية إذ استقر عدد من اللاجئين الفلسطينيين هناك منذ 60 عاما.
ويتضمن الفيلم قصصا مؤثرة لأناس تمكنوا من زيارة قراهم التي رحلوا أو أجبروا على الرحيل عنها العام 1948 بعد عشرات السنين وحملوا معهم منها حفنات من التراب أوصوا أن توضع تحت رؤوسهم عند موتهم إن ماتوا من دون أن يعودوا إلى ديارهم.
ويروي الكاتب الصحافي حسن البطل وهو لاجئ من طيرة حيفا ويعيش حاليا في رام الله خلال الفيلم قصة زيارته للطيرة التي طالما سأل والده لماذا رحل عنها «أرسلت قسما من التراب إلى أمي (في بيروت) لأنها فلاحة ولأنها ستموت في المنفى وقد أوصت أن يوضع التراب تحت رأسها».
ويضيف «لقد احتفظت بقسم من هذا التراب الذي يمكن أن أحمله معي إلى القبر».
ويعرب البطل عن قبوله بالحصول على هوية إسرائيلية على أن يعود إلى وطنه ويقول «آخذ هوية إسرائيلية وأعيش في الطيرة... برجع... حملت هوية لاجئ 47 سنة وجوازات سفر مزورة... ليش ما أحمل هوية إسرائيلية».
ويحفل الفيلم بمقاطع قصيرة من أغاني التراث الفلسطيني التي مازال الجيل الأول يرددها ومنها «علامك يا بحر تهدر بلا مواج... هو في مطر بلا ماي... حطوني في النعش جثة بلا روح... ميت والعيون مذبلات».
وقالت درباس التي سبق لها وأن أنتجت فيلما وثائقيا عن اللاجئين هو فيلم (غريب في بيتي) إنها ستوثق كل الشهادات التي استمعت إليها لإنتاج فيلمها وستضعها على الإنترنت لتكون جزءا من ذاكرة التاريخ الفلسطيني
العدد 2239 - الأربعاء 22 أكتوبر 2008م الموافق 21 شوال 1429هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذا ممكن تحطولنه الفيلم علشان نشوفه ونكون شاكرين الكم