فاصلةٌ بين غيابها والعَوْدْ...
وبين صمتها والصوت
حين تعود فاصلةٌ أخرى...
وثرثرةٌ منسيةٌ...
وطيفُ تنهيدةٍ
هي للسكوتِ أقرب!!
حتى لتخالَ جلَّ
حديثها ابتسامةٌ يصدفُ
أن تداعبَ الشفتين...
-عنوة-
لا أكثر!!
***
وأراها غداةَ عَوْدها تُسرع الخُطى...
وتكثرُ من إيقاع الاقتراب...
-تفصلها عن عاشقها مسافةُ ضحكةٍ عابثةٍ-
ليس إلاّ!!
ودلالٌ تَصنّعته يزيّن خطوتها
كلّما تمايلت بقدّها
ذات اليمين،،
وذات الشمال!!
لتستفزَّ بجرأة الدُنُو،،
وهمسها الغوي،،
وبعض دندنةٍ جامحةٍ
وقارَ الأشيبْ في العشق ها هناك...
ليمسي بفتنة حُسنها كمَنْ
داهمه الجنون على حين غرّة...
أو أكثر!!
***
وبين بسمةٍ من ثغرٍ خمري،،
وهدبٍ مكتحلٍ حسبُ
الليلِ في حضوره كثيرُ حسرةٍ،،
تراها في الإطلالة حسناءَ...
هيفاءَ...
فاتنة!!
أول حديثها سَمرٌ مباحٌ...
وآخره تنهيدةٌ...
فأغنية!!
***
وعجبي إذ تصيبُهُ
بالصوت الرخيم جهالةٌُ...
ليغدو من فرط انبهارٍ كما الطفل حينا...
وحينا كالذي ألمَّ به لذيذُ وجعٍٍ...
فما أطاق من بعده صبرا...
ولا عثر له ابتداء على سببٍ!!
***
وإذْ تشاكسه بناعم بوحها...
ورايتُها في الغَزَل جفنان ناعسان،،
وأنوثةٌ في الصميم من القتل،،
يجيئها أكثرَ من الأمس عاشقا،،
وأكثرَ من الغد مضطربا!!
ليردّد لخيالها بعد الرحيل
-والخَدَرْ له صاحبٌ وخليل-
أيا بهجةَ قلبي...
يا ليلي الطويل...
يا قمري...
أما لنا في فجر
الغد من لقاءٍ قريب؟؟
أو صدفةٍ مقصودة؟؟
أو رسالة شوقٍ عبر البريد؟!
***
ولا يبقى في ذاكرة الحكايا،،
وذاكرته في ثلث الليل الأخير سواها..
وفنجان قهوةٍ منسي...
وبقايا عطرٍ فرنسيٍ مثير!!
***
فويلٌ له ذلك (الشرقي)،،
وفؤاده بهوى حورّيةٍ
سمراء قد اكتوى!!
وبئس الغرامِ غرامُ
غوانٍ فاتناتٍ!
تاريخهن في العشق
فساتينٌ زاهية...
ووجوهٌ وألسنةٌُ
بالزيف ملوّنة...
وبقايا قلوب كانت
قبل اليوم بيضاء...
عذراء...
ومن العبث واللهو خالية!!
زينب الدلال
العدد 2239 - الأربعاء 22 أكتوبر 2008م الموافق 21 شوال 1429هـ