تسلم مرزوق رسائل من بعض القراء تحتج على التركيز على موضوع احتلال العراق، لأن الأخبار والتحليلات في كل مكان، «ومن لا برج لهم» يبحثون عن «فرصة» لهم دون غيرهم... غير ان مرزوق يعتقد ان الشأن العراقي هو شأن الذين «لا برج لهم»... فمن ليس لهم برج استهدفهم النظام العراقي ثم استهدفتهم اميركا وبريطانيا بدعوى تحريرهم. بل ان الاسوأ من ذلك هو ان «من لا برج لهم» خارج الحدود العراقية يعلنون عدم علاقتهم بمن لا برج لهم داخل العراق، على رغم انهم مصير واحد وهدف واحد. إلا ان الاسوأ من كل ذلك هو ما اوردته الصحف الاميركية والبريطانية يوم أمس الاول عندما تحدثت عن «الاجانب» الذين دخلوا العراق... مرزوق فرح معتقدا ان الصحف الغازية انحازت للعرب والمسلمين وبدأت بإطلاق عبارات الاجانب على قوات الاحتلال. غير ان المفاجأة هي ان هذه الصحف تتحدث عن «الاجانب» السعوديين والسوريين والجزائريين والمصريين والتونسيين واليمنيين الذين اسرتهم قوات الغزو... قوات الغزو قالت ان هؤلاء «الاجانب» جاءوا إلى العراق لمقاومة جنود «التحرير» الاميركان والبريطانيين. وان هؤلاء الاجانب هم الذين قاوموا بشدة في البصرة وبغداد وأخَّروا الجنود البريطانيين والاميركان عن «تحرير» العراقيين بسرعة! الصحف التابعة لقوات الاحتلال وصفت كيف ان اثنين من الاجانب (العرب) قاما بعملية انتحارية في البصرة... فبعد ان هاجمت القوات البريطانية محيط البصرة وقتلت العراقيين (لتحريرهم) فوجئت بأن اثنين من الاشخاص لم يكونا ميتين، بل انهما كانا قد ربطا على نفسيهما القنابل وانتظرا مع القتلى (الذين حررتهم القوات البريطانية) وعندما اقترب جنود «التحرير» قرابة ثلاثين مترا نهض الاثنان وبدآ يهتفان «الله أكبر» ثم رميا بنفسيهما على دبابة بريطانية... إلا ان القائد العسكري البريطاني طمأن الجمهور البريطاني بأن جنود «التحرير» استطاعوا قتل «الاجانب» الذين حاولوا تدمير الدبابة بمن فيها... وقال: «لقد كان احدهم يهتف اطلقوا الرصاص عليَّ فأنا اريد الاستشهاد»... وعندما رشه جنود التحرير بوابل من رصاص «التحرير» وتفحصوا هويته علموا انه دخل العراق من الاردن يوم الثامن من مارس/ آذار الماضي. وقال احد الجنود البريطانيين انهم وجدوا رسالة في ثياب احد المصريين تسلمها من والده، يؤيد فيها ذهابه إلى العراق للاستشهاد دفاعا عن ارضها وشعبها. وأبدى البريطاني عجبه من قيام احد الاجانب بإرسال رسالة إلى ابنه يحثه فيها على الدفاع عن بلد اجنبي.
مرزوق علم انه اجنبي في العراق اليوم وربما هو اجنبي في بلاده ايضا. وربما ان جميع من لا برج لهم من الافضل ان يتحولوا إلى اجانب بصورة فعلية فلعل الحكومة الهندية تستطيع حمايتنا مستقبلا من رصاص جنود «التحرير» الذين سيقررون قريبا البدء بهجوم على سورية أو السعودية أو إيران أو اي بلد «يشتهون» تحريره... وعلم مرزوق بأن «تحرير» العراق يعني «تحريرهم» من اسلامهم وعروبتهم ونفطهم بحيث يصبح كل مسلم وكل عربي والنفط اجانب عن ارض العراق اولا، وأراضي العرب والمسلمين قريبا
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ