تقوم العلاقات العامة في العصر الحديث بعمل حيوي مهم في البناء والتعمير لهيكل ومضمون الإدارة العليا وتوجهاتها حين ترفد وتدعم أنشطة المنظمة وتحقق التجانس الداخلي والخارجي لها، بحيث تقدمها في أحسن صورة للجمهور وتكون حلقة تواصل واتصال، ووظيفة من خلالها تحقق المؤسسة الوئام والتكيف مع المتلقين والمستفيدين من خدمات المنظمة. وتحاول أن تتفادى المشكلات المتوقعة المستقبلية، وتستقرئ الواقع باستمرار للتعرف على آراء وتوجهات جماهير المنظمة بقصد ضمان التوازن وتنفيذ الأهداف المرسومة.
إن لهم العملية الحقيقية للعلاقات العامة باعتبارها وظيفة مستقلة وإدارية وليست فردية، تفتح أفقا واسعا لعمل متقن وأوسع يحتوي على الجوانب الإدارية في التنظيم والأهداف والوظائف والأنشطة، وممارسات العلاقات العامة Practicing or Function of Public Relation وتشمل جوانب البحوث والتخطيط والاتصال والتقييم... هي مدارك واعتبارات خاصة بعمل العلاقات العامة في خروجها من ضيق واختناق العمل الفردي الذي تغيب فيه الأهداف والمسئوليات والجهود بشكل غير منظم ومشتت ويفتقد إلى المنهجية العلمية المدروسة. وفي قباله يأتي العمل المؤسسي الواضح والمفهوم والمسئوليات المحددة الواضحة والجهد المنظم في حال كونها إدارة مستقلة، متفرغة ومتخصصة وهو بذلك يقود إلى تهيئة المناخ الملائم لعمل العلاقات العامة، الذي ينتج ويرتقي بمستوى العمل والأداء سواء من داخل جهاز العلاقات العامة أو من خارجه. والحديث عما يحيط ويؤثر بإدارات العلاقات العامة مرتبطا بالبيئة هو موضوع لايمكن اغفاله... فالمتغيرات البيئية المحيطة بعمل إدارات العلاقات العامة سواء كانت داخلية أو خارجية، تحدد مستوى النشاط والتأقلم والفاعلية لهذا الجهاز، والفهم الصحيح لهذه المتغيرات ينعكس إيجابا على الأداء وفاعلية النشاط... وبالمقابل عدم الإدراك والإهمال لهذه العوامل من شأنه أن يعطي نتائج سلبية تضعف موقف ومستوى الإدارة ويحدث نقصا وخللا في ظل غياب الوعي بأهمية هذه المتغيرات البيئية.
تكمن أهمية هذه الموضوع في ظل وجود ضبابية تلف أنشطة العلاقات العامة في حال عدم وصول الرسالة والأهداف وفاعلية النشاط وتأثيره على الجماهير وتذبذب المستوى الوظيفي، إذ بالرجوع إلى المراجع العربية نجد أن هناك نقصا واضحا في الموضوعات العلمية المتخصصة بإدارات العلاقات العامة وخصوصا علاقة المتغيرات البيئية بأنشطة العلاقات العامة
العدد 220 - الأحد 13 أبريل 2003م الموافق 10 صفر 1424هـ