العدد 2238 - الثلثاء 21 أكتوبر 2008م الموافق 20 شوال 1429هـ

باقة الورد

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

هل ما يحدث في انتخابات الاتحادات الرياضية يعد ظاهرة صحية نتيجة التطور الرياضي الذي طرأ على الرياضة البحرينية، وهل يعد سقوط الحكم الدولي علي ياسين، وهو من الكفاءات الوطنية التي تمتاز بالخبرة في اتحاد ألعاب القوى - يعد أيضا - ظاهرة صحية. وهل كان لأنديتنا الوطنية دور فعّال وصريح في هذه الانتخابات، أو أنّ دورها اقتصر على اعتماد أسماء المرشحين من قبل رؤساء الاتحادات الذين فضلوا انتقاء الأعضاء كما تقتطف الزهور... فمنهم لونه برتقالي وآخر أخضر وبنفسجي وأخضر حتى تكون باقة الورد جميلة تتمشى مع رغباته ومركزه!

أنا شخصيا لا أتمنى القول إن رياضتنا تسير عكس عقارب الساعة، وعكس ما يشهده مجتمعنا من حرية وشفافية، إلا أن هذا الامر هو واقعنا الرياضي المر الذي لا يتناغم مع الواقع السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، كما أنه بات لا يعكس طبيعة الإنسان البحريني البسيط الذي لا يخاف في الحق لومة لائم!

وحتى أكون منطقيا في تحاملي أذكر ما كان يحدث في انتخابات اتحاد كرة القدم أيام زمان وكيف كنّا نحرص - كصحافيين - على حضور هذه الاجتماعات التي تستغرق أكثر من أربع ساعات حافلة بالمناقشات القوية والنقد البناء لعطاء أعضاء الاتحاد. ثم بعد المداولة والنقاش القوي, تجرى انتخابات نزيهة ينتخب فيه العضو الاكفأ القادر على العطاء بغض النظر عن اسم ناديه او اسم عائلته. وأتذكر بصورة أكبر حينما كنا أعضاء في الاتحاد البحريني لكرة اليد وبعد مسيرة قصيرة اختلفنا مع رئيس الاتحاد الذي كان يحاول سحب البساط من تحت أرجلنا مستغلا علاقته القوية مع المسئولين في المؤسسة العامّة للشباب والرياضة. وبسبب توتر الوضع قدمنا استقالتنا بصورة جماعية. فأعادت المؤسسة الانتخابات وحاول الرئيس العودة إلى مقعد الرئاسة مع الأعضاء الموالين له بشتى الطرق. إلا أنّ الأندية رفضت الانصياع إلى أوامر المسئولين في المؤسسة، كما رفضت الرشوة التي كان الرئيس يحاول أنْ يقدمها لهم والمتمثلة في الأدوات والملابس الرياضية، وقالت كلمتها في الانتخابات وسقط الرئيس المتسلط وأعوانه وعادت الوجوه الشابة؛ لتقود اتحاد كرة اليد بكل نجاح. وكان مدير إدارة الاتحادات الرياضية هو شقيق رئيس اللجنة الرياضية بنادي البحرين، واستدعاه أخوه الأكبر للاجتماع به بمبنى المؤسسة لحثه على ترشيح قائمة الرئيس، وبعد نقاش طويل قال له: بكلّ صراحة وجرأة «كلامك كأخ على عيني ورأسي ولكن لا تطلب منّي أنْ أبيع كلمتي!».

رحم الله أيام زمان حينما كانت الرياضة أكثر عفوية وبساطة وكان كل من يمارسها ويعمل فيها بهدف الارتقاء باسم ناديه واللعبة. وأتمنى ألا يستمر أعضاء الأندية في سلبيتهم؛ لأنّ الزمن لا يغفل كل موقف سواء كان إيجابيا أو سلبيا كما نتدكّر الآن موقف رئيس اللجنة الرياضية بنادي البحرين!

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2238 - الثلثاء 21 أكتوبر 2008م الموافق 20 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً